اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

السياسة في البلدان الحكيمة تؤثر على غيرها// قرار المسعود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قرار المسعود

 عرض صفحة الكاتب 

السياسة في البلدان الحكيمة تؤثر على غيرها

قرار المسعود

 

          إن التحول الوجيز في السنوات العشر الأخيرة الذي عرفته الجزائر من خلال منهاجها السياسي على الصعيد الداخلي والخارجي، المبني على الرجوع للمبادئ المسطرة منذ الإستقلال والمتجذر في المجتمع بقيمه الراسخة بالبصيرة وبالتعامل على حسب المعطيات الميدانية والمستوى والظروف ووضعية كل دولة، أصبح يؤثر في محيط الدولة ويكسبها احترام المتعامل معها بقدر المصلحة المتبادلة الخالية من التؤامر والمبنية على الشفافية واستراتيجية رابح رابح.

 

          فتماشي مع الوضع والتمسك بالسبيل الأصلي كمرجعية يضمن عدم  الاهتزاز أو على الأقل يخفف منه في حياة الدول وهذا ما نشاهده في الأونة الأخيرة من التحولات التي طرأت على البعض التي لم تتحكم في توازنها نظرا لفقدان المنهاج الأصلي. الصراع اليوم منكب حول السياسة الإقتصادية وكيفية التمكن من زمام الأمور كما كانت عليه في الغرب. غير أن الوضع المدبر حال دون ذلك. فهل من طريقة؟.

 

      فالوضعية الحالية كانت قد أشار إليها بعض المفكرين بأن تطور الإنسانية يكشف بعض العيوب في التسيير الأوحد للمعمورة ويصحح بعض الكيفيات. فوزير الخارجية أوري كسنجر حذر من تقرب القطب الشرقي بعضه لبعض، والرئيس بومدين نادى وأعطى الخطوط العريضة لنظام إقتصادي جديد في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة 1974 ومن بينها "ولقد أفسحت سياسة القوة المجال أمام التلاعب الدنيء بالنظام الاقتصادي والمالي العالمي، حيث أصبح لتراكم الريع السريع والسهل دون مقابل مُنتج، الأسبقية على الاقتصاد الحقيقي، المصدر الوحيد لخلق الثروة."

 

        في مقال لزكاريا حبيبي كاتب جزائري (وبعد مرور 50 عاماً، لا تزال مشكلة التحكم في أسعار سوق النفط من قبل الدول المنتجة قائمة. ولقد فهم بومدين النضال من أجل استعادة السيادة الوطنية، ليس فقط بمعناه الضيق، من الزاوية التجارية للسوق، من خلال إعادة تقييم أسعار المحروقات وحدها، ولكن السيطرة على جميع الأدوات الاقتصادية والمالية التي تشكل خصائص سيادة الدولة. واليوم، العالم مدعو إلى التعلم من جديد من خطاب الرئيس الراحل هواري بومدين، بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، يوم الأربعاء 10 أبريل 1974).

 

      وفي نفس السياق هناك، وثيقة فرنسية (أواسط أفريل سنة 1974)- أن هواري بومدين في خطاب بالأمم المتحدة: 10 افريل 1974: يوما ما سينتقل ملايين البشر من المحور الجنوبي إلى المحور الشمالي. سينتقلون هناك ليس بصفة الأصدقاء ولكن كفاتحين. سيتحقق ذلك بفضل أبناؤنا وبطون نسائنا التي ستحقق لنا نصر.

 

أثار هذا التصريح جدلا واسعا في الأوساط الغربية وتخوفا حتى أن بعض الصحف شنت حربا على الراحل هواري بومدين أنه يريد ان  يهدد المجتمعات الغربية بالاسلام واتهمته بالتطرف..، علما أنه كان يقصد في خطابه ان هذا سيحدث بسبب النظام الاقتصادي التعسفي الذي تمارسه الدول المصنعة واستغلالها للشعوب الفقيرة التي تتوفر على ثروات هائلة ولذا طالب بنظام اقتصادي عالمي أكثر عدلا يكون سببا في عدم هجرة مواطني الدول الفقيرة ... علما ان حزب اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات التشريعية صرح لقد صدقت نبؤة هواري بومدين.

 

” إعلان بإقامة نظام اقتصادي دولي جديد قرار الجمعية العامة 3201 (دإ ـ 6 “ 

يرى نظام بومدين أن التنمية (المضفور بها بسرعة وبالوسائل الناتجة عن الريع البترولي) هي في المقام الأول وسيلة تأكيد و(شرعنة) للدولة والأمة. فمن المفترض أن قوة الجهاز الإنتاجي توطد استقلال الدولة السياسي، وتزيد القدرة على «الوصول إلى الاشتراكية».

 

         إن حرب التجارة العالمية اليوم تتدحرج بين دول تمتثل للولايات المتحدة وأخرى تهادن وتفاوض وأصبحت تجارة الفوضى العارمة تسود في عالم مبني على التبادل الغير منصف. فما نلاحظه في منهاج مشروع الجزائر الجديدة رجوع التوازن في المبادئ الأصلية والتي أعطت للبلاد هيبتها ومصداقيتها في المحيط  القاري والدولي بعدما ترسخ  بقناعة في المجتمع في الداخل والخارج وأصبح مشروع يدافع عنه، كما نستخلص أن الثبات على هذا المنهاج المسطر يحمي  من المخاطر المتوقعة ويبعد على التهرويل والمغامرات السياسية التي تفقد المصداقية والاستقرار،  ويزيد في تكوين الحس المدني وفي طمأنة المواطن.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.