اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• أمنية تأسيس المجلس الآعلى للثقافة فى العراق

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

   د. هاشم عبود الموسوى

مقالات اخرى للكاتب

أمنية تأسيس المجلس الآعلى للثقافة فى العراق

اهدافه وكيف يجب أن يكون عليه

 

وأنا أتابع عروض السادة الوزراء العراقيين التى قاموا بتقديمها للشعب العراقى . بعد الأنتهاء مدة المائة يوم . سجلت إيجابية حسنة للسيد وزير الثقافة عندما طرح السلبيات التى تعانى منها وزارته وبكل شجاعة الترهل الوظيفى أو البطالة المقنعة التى أجبرت عليها أجهزة هده الوزارة المهمة مما سئل فى عضدها وأثقل كاهلها المإلى ، وأوقف طموحاتها ، ولا أريد أن أناقش ما جاء فى بقية كلمته عن الخطط والتحضيرات لمهرجانات وفعاليات تزمع الوزارة تنظيمها ، فهذا حديث أراه مبكرا ولا داعى للخوض فيه ، لكنى على استعداد مستقبلا ابداء الرأى والمشورة حول هدا الموضوع ولو طلب منى ذلك .

وأريد أن أثنى على المقترح الذى طرحه السيد الوزير عن ضرورة تأسيس مركز أعلى للثقافة العراقية ، شرط أن لاتناله حمّى وأوبئة المحاصصة القاتلة ، ولو قدر لاسمح الله أن تدخل فى رحم هذه الأمنية ، فإنها تقتل المركز قبل ولادته .

وقبل أن أسرد المهام التى يجب أن يأخدها المركز على عاتقه ، أود أن اقوم باستعراض سريع لوضع الثقافة العراقية وما يكتنفها من مخاضات عسيرة .

تعانى الثقافه العراقية فى ظرفنا الحإلى من صعوبة خروجها من عنق الزجاجة التى وضعت فيها منذ عقود من الزمن ، ولابد تفعيل أدوار كل العوامل المرتبطة والمتفاعلة مع الثقافه من أجل سحبها بكل نجاح من ذلك العنق الضيق، وتعريضها لهواء الحرية ، لتصبح جزءاً من عالمنا الموضوعى والعملى . وهنا لابد أن اشير إلى أهم عامل من العوامل المتفاعله مع الثقافه ، ألا وهو المثقف بذاته ، فالثقافه والمثقف متلازمان ، فلايمكن وجود المثقف من دون الثقافه ، ولايمكن وجود المثقف من دون الثقافة . وتلعب العوامل الأخرى أدواراً مهمه فى تنمية الثقافه الراقية ، كاللغة و الحضارة و الدين و السياسة ، و التربية ، والعلم ، وإدراك تأثيرات الحداثه والعولمه اللذان يجتاحان المجتمع البشرى المعاصر ، ومن بين هذه العوامل تبرز أهمية العلم  وتطوير الإنتاج الفكرى وإثرائه ، كضمانه للعبور إلى ضفاف الإبداع فى الفنون والاداب والعقائد الاقتصادية والعلاقات الإنساية ، ورسم الهوية المادية والروحية للمجتمع من أجل تجديد خصائصه وقيمه، وصوره الحضارية ، وتطلعاته المستقبلية ومكانته بين بقية الأمم.

لاشك وأن مهمة تجديد العقل العراقى في الوقت الراهن تعتبر مهمه شاقه للغاية ، سواء على المستوى الاكاديمى والتنويرى أو الإعلامى ، بعد معاناة هذا العقل طوال قرون عديدة ليتحول إلى فكر استسلام Submissive ، وفكر لاعلمى ، وفى بعض الحالات كفكر قاطع لايتقبل الحدسية ، أو كفكر إنطوائى introversive لايتقبل التواصل ، أوسلبى غير مبادر un-initiative  .

والحالة هذه فلابد لنا من التفكير بوضع استراتيجيات إرتكازية مهمة كالاستراتيجية السياسية التي يجب أن تمنح وتحمى حرية الفكر ، والاستراتيجية الاقتصادية .

من خلال النظر إلى المعلومات والثقافة كمورد اقتصادى ، وتبنى مبدأ المشاركة في الموارد وفي مجال الاستراتيجية الثقافية ، لابد من اعتبار اللغة العربية ركيزة أساسية . وأما في الاستراتيجية اللغوية ، فلابد من التركيز على اشتقاق المعنى والاستخدام الفعلي للغة . وفي مجال الاستراتيجية الاعلامية ، فيكون ذلك من خلال النظر إلى الاعلام في كونه تنموي لا ترفيهي فقط . وفي الاستراتيجية التربوية ، علينا التخلص من آفة التلقين السلبي . وأخيراً عندما نفكر بالاستراتيجية المعلوماتية ، فعلينا أن نسعى إلى معالجة اللغة العربية آلياً كركيزة أساسية للتنمية المعلوماتية .

عندما تتظافر الجهود ، ويتم تأسيس هذا المجلس ، حسبما أعتقد ، لابد أن يتركز عمله ومهامه على : العناية بشؤون الثقافة والفنون والآداب والعمل على تنمية وتطوير الإنتاج الفكرى وإثرائه ، وتوفير المناخ المناسب للأنتاج الفني والادبي ، واختيار رسائل نشر الثقافة ، والعمل على صيانة التراث ، والقيام بالدراسات العلمية فيه ، والسعى لإ شاعة الاهتمام بالثقافة والفنون الجميلة ، ونشرها وتذوّقها ، والعمل على توثيق الروابط والصلات مع الهيئات الثقافية العربية ودول الجوار الأجنبية ، ووضع خطة ثقافية تستند إلى الدراسات الموضوعية لاحتياجات البلاد .

أتمنى أن أكون قد وفقت فى طرح وجهات نظري ، والله الموفق .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.