اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• لغات العمارة والشعر والموسيقى -//- د.هاشم عبود الموسوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د.هاشم عبود الموسوي

لغات العمارة والشعر والموسيقى

في أحد التعليقات الرشيقة للشاعر المبدع والمجدد بتواتر الأستاذ "فائز الحداد"،على أحد مقالاتي في موضوع الشكل المعماري وتأثره بالعاملين الديني والروحي، طلب مني أن أتعرض لصلة العمارة بالشعر، ورغم إني قبل بضعة سنوات قد كتبت مقالة مختصرة عن (شاعرية وموسيقية العمارة) ،وقد يستطيع المتتبع المهتم أن يجد نصها تت الرابط :

http://www.alnoor.se/article.asp?id=53901

لكني اليوم أجد نفس متحمسا لأضيف الى تلك المقالة الآتي :

في عام 1989 عُقدت ندوة عالمية في فاليتا – عاصمة جزيرة مالطا- لمناقشة موضوع النقد المعماري . وقد شارك فيها عدد كبير من رؤساء تحرير المجلات المعمارية من كل العالم ، وكان من بينهم المرحوم أ.د.عبد الباقي إبراهيم / المدير الأسبق لمركز الدراسات التخطيطية والمعمارية / القاهرة) .. وقد كتب بعد ذلك تقريرا عن مشاركته ، ونشره على شكل مقال ، وقد حصلت آنذاك على نسخة منه ، ولكن التنقل بين البلدان والمنافي أضاع عمرنا وكثيرا مما كنا نقتنيه ، من كتب ودراسات وأشياء ثمينه أخرى .

، واليوم،سأحاول أن أتذكر من تلك المقالة المهمة والجميلة ما أستطيع :

ذكر المرحوم الدكتور عبد الباقي بأن المشاركين في أمسية الأفتتاح كانوا قد حضروا أمسية موسيقية شعرية نظّمها عددٌ من المعماريين المالطيين وكانت المفاجأة في الفقرة الموسيقية التي عرضت لنوعٍ جديد من الموسيقى الحديثة عزفها مجموعة من الموسيقيين الأول على طبلٍ كبير والآخر على ناي والثالث على مجموعة من المعلقات البلاستيكية والرابع على كمان. وأمام كل عازف نوتته الموسيقية.

وبدأ العزف وإذا بمجموعة من الأصوات تصدر من الآلات الأربعة لا يربطها أي تجانس أو توافق وكأن كل عازف يقوم بإصدار أصوات من آلته بشكلٍ منفرد لا علاقة له بالآخر مع أن كل منهم كان يُركّز نظره على النوتة الموسيقية ويعزف بجديّة واضحة... وحاول المستمعون جاهدين فَهْمَ هذه الظاهرة في الموسيقى الحديثة فَهُمْ كمعماريين من كل أنحاء الأرض لم يستمتعوا بها وكان الرد على استفهاماتهم أن هذا النوع من الموسيقى يُعيد الإنسان إلى العصر الحجري حيث لم يكن الإنسان يعرف معنى للتجانس أو الانسجام ولم يكن لعلم الموسيقى أصوله ومقاييسه اللحنية سواءٌ في الغرب أو في الشرق. ومع كل الدعاية والإعلان عن هذا النوع من الموسيقى لم يلق أي تجاوب في أنحاء العالم والمتابع للقنوات الفضائية يُدرك ذلك. وقدّمت الموسيقى الحديثة في أشكال أخرى تتميز بالسرعة في الأداء مع الإيقاع السريع والأصوات المتداخلة الممزوجة بالألوان الصاخبة والصور المركّبة التي تتحرك بنفس سرعة الأداء وجمهور الشباب المتلقّي يتحرك في عصبية ظاهرة فرضتها الأحا المُركّبة والأداء السريع.

وإستمر د. عبد الباقي ليستنتج بأن هذه هي لغة الموسيقى التي تُعبّر عن الثقافة المعاصرة... والتي تكاد تفرض شكلها على الأغلبية العربية – ومع أن لغة الموسيقى واحدة تظهر بمفرداتها على النوتة الموسيقية إلا أن الاختلاف في اللحن وليس في اللغة... في التعبير واللفظ وليس في الحرف...

و يقول : هكذا هي العمارة الغربية المعاصرة التي بدأت تغزو المجال المعماري العربي بمعانيها وألفاظها ليس كلغة لها مفرداتها الذاتية التي لا يختلف عليها أحدٌ في الشرق أو في الغرب ولكن في ألحانها وتعابيرها واللحن والتعبير مرتبطٌ أساساً بالوجدان المستمد من الجذور التاريخية والتركيبة الحضارية التي يصعب إغفالها أو التخلص منها مهما ازدادت وسائل الاتصال بين الشعوب ومهما أصبحت الأرض قرية كبيرة فسوف تستمر كل قبيلة لها مقوماتها الحضارية والبيئية التي عاشت وتعيش وسوف تعيش بها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها... و وأتذكر هنا جملة مهمة مما قاله : (النقد المعماري هنا لا يعترض على اللحن أو على النغم المتمثّل في الشكل أو التشكيل سواء جاء من الشرق أو من الغرب ولكنه يعترض على فقدان مفردات اللغة المعمارية التي تتمثّل في تكامل الأداء وطرق الإنشاء وتكنولوجيا البناء).

إستنتجت من تلك المقالة الجميلة التي توافقت مع كل ما أحمله من أحاسيس تجاه الأبداع الفني بكل أنواعه ، سواءا في العمارة أو الأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص وكل الفنون السمعية والبصرية أن كل إبداع ماهو إلا على قدر إمكانيات المجتمع الذي تنبت فيه وعلى قدر متطلباته وطموحاته الثقافية والفكرية... وإذا كان البناء الشعري أوالموسيقي ينتقل بالفارئ أو بالمستمع من طبقة إلى أخرى في تتابع متماسك سواء في السيمفونية العالمية أو الأغنية الأوبرالية أو في الألحان الشرق أوسطية أو في الموسيقى الآسيوية أو الأفريقية... ولكل شعب وجدانه الخاص وقدرته على الاستماع أو الاستمتاع... وهكذا العمارة... فالموسيقى الحديثة التي تحدث عنها الأستاذ الكبير عبد الباقي والتي عُزفت في مالطا لم تكن إلا مثل الأصوات الصادرة عن موسيقى شريط يدور مقلوباً في الاتجاه العكسي وكذا عمارة الهدم أو التهدّم للخروج عن المألوف هي عبارة عن عمارة انقلبت فيها الموازين اللحنية. ومع ذلك يُحاول البعض تقبّلها دون قناعة أو اقتناع فقط لمجرد أنها حديثة المظهر ويُحاول البعض الاقتناع فقط للمسايرة أو للمكابرة... ومهما كان اللحن فإنه يفقد مقوماته إذا ما فقد أساسياته التي تتمثل في تكامل الأداء بطرق الإنشاء وتكنولوجيا البناء.

إن لغة العمارة والشعر والفنون الأخرى واحدة ، يُمكن قراءتها من خلال الرسم والمنظور حتى ولو اختلفت لغات الشعوب التي تُنتجها... فالاختلاف ليس في اللغة أو في مفرداتها ولكن في الصيغة واللحن التي تقوم بها وإذا ظهرت موجة جديدة من الألحان المعمارية في الغرب ليس بالضرورة أن يستوعبها الشرق وإن كان من الضروري العلم بكل الاتجاهات الفكرية فإن هذا لا يعني الأخذ بأحدها فقط خاصة خلال بناء الفكر الأبداعي الجديد الذي نحن بصدد التوصل الى معالمه الجديدة ، لأنه لا زال في فترة النشوء والتكون .إن الفكر لا يعرف إلا من خلال الأداء... والإبداع لا يظهر إلا بإتقان الحرفة.

فالفكر القصصي في الأدب لا يُقدّم إلا من خلال حرفة التعبير، وكذلك النص الشعري... والإبداع التشكيلي لا يبرز إلا من خلال حرفة النحت أو التصوير... والإبداع المعماري بالتالي لا يظهر إلا من خلال حرفة البناء بالمادة وطرق الإنشاء... حتى العملية التعليمية التي نقوم بها تصبح قاصرة إذا كان هدفها الإبداع المجرد من حرفة البناء ،وهذا ينطبق أيضا على نتاجاتنا الأبداعية في الأدب وغيره ... وإن كنا نقوم ببعض التمارين الموجّهة للتشكيل المُجرّد فهناك غيرها من التمارين المُوجّهة للتعبير عن المادة وطرق الإنشاء وأخرى للتصميم في الفراغ وغيرها للتجاور مع التراث القائم فكلّها تمرينات موجّهة لأهداف تعليمية مُحدّدة... هذه التمرينات وغيرها هي الموجّه الحقيقي للإبداع المرتبط بحرفة الأداء... هذه هي أصول اللغة المعمارية والشعرية والموسيقية وإن اختلفت اللهجات والألحان من مكانٍ إلى مكان...

�لي� �.s�FI='mso-spacerun:yes'>

 

أمّا الأديبة الروائيّة فاطمة ذياب، فقد تواكبَ على محاضراتها في جانبٍ آخرَ مِن قاعات المدرسة ثلاثُ فئات من طلاب المرحلة الإعداديّة والثانويّة، فتحدّثت عن سيرتها الذاتيّة ومسيرتها الأدبيّة، ومُنتجها الأدبيّ، ومواضيعها الاجتماعيّة التي تناولتها وتحدّت بها المجتمع، ومواضيع عديدة تعكس واقع المجتمع الذكوريّ المجحف بحق المرأة والأنثى، وتفضيل الذكر على الأنثى، وقضايا التحكّم بها وبمصيرها منذ ميلادها حتى الممات، وقضايا الميراث والشرع، والقتل على خلفية شرف العائلة، وتأثير الاحتلال على مكانة المرأة سلبيًّا، إذ بسبب مصادرة الأراضي الفلسطينيّة صودرت حقوق المرأة في الميراث والتعلم، كما تحدثت عن طفولتها وشقاوتها، فأضفت مزيجًا من البسمة والدمعة في عيون الطلاب والطالبات المشدودين إلى كلامها وسردها الشيّق، وفي نهاية اللقاء أجابت على جميع تساؤلات الطلاب وتفاعلهم.

وختمت د. راوية بربارة؛ الأديبة مفتّشة ومركّزة الأدب العربيّ في وزارة التربية والتعليم اللقاء، وذلك باجتماعِها مع مُركّزي ومركّزات اللغة العربيّة في مدرسة البطريركيّة اللاتينيّة في الرامة الجليليّة، بعد أن انتهت فعاليّات الطلاب الثقافيّة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.