اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ورقة عمل لجلسة البرلمان العراقي الأولى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. هاشم عبود الموسوي

ورقة عمل لجلسة البرلمان العراقي الأولى

يوم الاثنين: 14/ 06/2010

 

رحم الله ذاك الزمان، عندما كان الشعب العراقي، تُضرب به الأمثال، ببسالته وأصالة مواقفه، وثوريته المتأججة على مدى التاريخ. ولربما كثير من أعضاء مجلس برلماننا الموقر، لا يعرفون من هو رونتري مثلاً، وكيف خرج الشعب العراقي رافعاً الشعارات بوجهه "عُد إلى بلادكَ يا رونتري".. كل ذلك كان من أجل حماية حكومته الوطنية التي وقف خلفها يُساندها آنذاك.. واليوم تم ترويض هذا الشعب بمختلف الخطط المدروسة التي وُضعت وعلى أيدي مفكرين بدوائر استخباراتية عالية الشأن، وعلى مدى عقود طويلة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه.. فصرنا كومبارس عدده، لا أدري، ربما ثلاثين مليون، يؤتى بنا من أجل تصوير مشهد لفيلم لم تنتهي حلقاته.

  واليوم سيأتي إلينا واحد يُعتبر بمباركة حكومية ودولية حلال المشاكل سأعلمكم باسمه بعد قليل.

 

المهم قد تصيب الرهبة بعض أعضاء البرلمان الجدد، ويتصوروا أن الأمر فيه نوعٌ من الصعوبة، عندما يدخلون القاعة لأول مرة بحراسة كلاب بوليسية أمريكية، وكأنّهم سيُقرّرون مصير جدار برلين، أو إرجاع هضبة الجولان إلى أهلها أو توحيد مدينة القدس.. الأمر يا سادة هو أسهل من ذلك بكثير.

لا داعي لتناول حبوب مُهدّئة للأعصاب، فأنا سأحاول أن أساعدكم على تخطّي هذه الساعات المُقلقة لكم والمعتادة من قبلنا، (نحن الذين نجلس أمام شاشات التلفزيون، نترقّب الأحداث ساعةً بساعة مُتنبّئين مُسبقاً بالنتائج).

لذا أُطالب السيد رئيس الجلسة أن يُسهّل الأمر على المجتمعين، ويُخبرهم بصوتٍ علني أو بشكلٍ سري: "ألا تتعبوا أنفسكم بالتفكير ولا بالمشاحنات أو تخافوا من الخلافات التي قد تنشأ بين صفوفكم، فـ"بادين" آتٍ لا ريب، ولديه التوجيهات ولديه الخطط، ولتكونوا بمزاجٍ رائق، تمتّعوا بجلستكم الكاريكاتورية".. وبالاستراحات المصحوبة بالمشروبات والحلويات.

وبعد أن يهدأ روع هؤلاء السادة المنتخبين، والذين كلّفوا الدولة مليارات ومليارات من الدولارات.. لجان دولية وإعادة الفرز.. وتعطيل الإنتاج والعمل في أجهزة الدولة، للسماح للمواطنين بالذهاب للانتخابات، وغيرها.. وأصبحنا نرى كل أربع سنوات كيف أن الدجاجة عندما تضع بيضةً سعرها أقل من ربع دينار تملأ الدنيا صياحاً وعويلاً، يوقظ كل الجيران إلى أبعد من سبعين بيتاً.

أُطالب السيد رئيس الجلسة أن يطلب من الأخوة أعضاء برلماننا العتيد أن يُخرج كل واحدٍ منهم ورقة، وينشغل بالإجابة على سؤالٍ واحد سهلٍ ممتنع، طوال فترة انعقاد الجلسة، ولتنطلق الإجابة من أصغر نقطة في وضعنا وذاتنا العراقية، والتي بالرغم من تناهيها في الصغر تتناهى في أنها نقطة الضوء الأكبر والأشياء التي تتناهى في الصغر تتماهى في العمق، ولينطلق كل واحدٍ منهم من ذاته ويطرح سؤال الذات الذي يُشكّل سؤال كل حيوانٍ عاقل، ومن يُشهر هذا السؤال ربما يحاول أن يؤكد المشروع الأساسي لكل مشروعٍ عام. "الأنت" أيها البرلماني هو الحرف الاستهلالي لأبجدية النحن فإذا لم تُدرك ماهيتكَ فستكون قاصراً على إدراك أي شيءٍ، لابد أن تعرف من أنت لتكون عنصراً مضافاً إلى عناصر أخرى، تكون "خلطة" اسمها الجموع "الشعب المسكين"، ومن يقوم بالغش وينقل ما يكتبه جاره فهو كمن يتحرك خلسةً ليدسّ عنصراً فاسداً جديداً في مجتمعنا المتداعي، ولأنه لا يعي ما يميّزه عن أبناء شعبه سوى فساد خامته.

 ربما ستُعلن نتيجة هذا الامتحان بعد أربع سنوات من الآن.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.