اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

بعض دعوات الإستشهاد في سبيل ألله, كيف فهمها وأدّاها السلفيون في القرن الماضي- الحلقة السادسة// د. هاشم عبود الموسوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

بعض دعوات الإستشهاد في سبيل ألله,

 كيف فهمها وأدّاها السلفيون في القرن الماضي

 الحلقة السادسة

د. هاشم عبود الموسوي

 

في ثمان حلقات

ويلحق بها لائحة باسماء بعض التنظيمات الدينية السياسية المعارضة في القرن الماضي

 

يعود الفضلُ في كتابة هذا التقرير إلى الوثائق والدراسات والمجلات التي وفرها لي مشكوراً المركز الثقافي في مدينة (الخُمس) بليبيا طوال فترة إقامتي في ذلك البلد العزيز علي, هاشم.

 

 

الحلقة السادسة

كما تستخدم التنظيمات الإسلامية السياسية المعارضة في مجالٍ واسع الخلفية الدعاوية، التي تُقام بشكلٍ  قوي في الكثير من البلدان من قبل الأجهزة الصحفية الحكومية الدينية.

أن توفر المطابع الخاصة أثناء غياب الرقابة الفعالة على نشاطاتها أو التسامح المقصود وتوفر الوسائل المالية الكبيرة _كُل هذا مجتمعاً خلق ظروفاً حسنة لانتشار الكتب المطبوعة والنشرات والمناشير الدينية. فمؤلف أبو العلاء المودودي "فهم الإسلام" الصادر فى عام 1973 والمنشور باللغة الفرنسية في لندن بأموال إسلامية, تم إعادة طباعته باستخدام الطريقة التصويرية في عام 1977 في فرنسا من قبل منظمة الطلاب المسلمين في فرنسا، وفي عام 1981 وبذات الطريقة أعيدت طباعته في مطبعة خاصة في تونس، وفي عام 1984 في مطبعة "ساري" في الجزائر. وكتب الإخوان المسلمين المصريين محمد الغزالي ويوسف القرضاوي التي صدرت في قطر، أعيد طباعتها (بعد السماح من المؤلفين) في دار النشر التجارية "البعث" في مدينة قسطنطينة في الجزائر. وصدرت دار نشر "الراية" التي تخدم أهداف التنظيمات الإسلامية في تونس حوالي 100 كتاب ونشره في كل عام.

 

كما يتم استخدام كل نسخة من المنشورات الطباعية عدة مرات، حيث توجد على آخر صفحة من كل كتاب ديني دعوة بإعطاء الكتاب بعد قراءته إلى شخص آخر، وأحياناً تكون الدعوة بنسخه.

تباع الكتب والنشرات في المكتبات وفي الأسواق وفي أحيان كثيرة على البسطات أو في البقاليات. وتوزع النشرات عن طريق البريد وأحياناً يوزعها نشطاء التنظيمات على صناديق البريد.

وتستخدم الطرق المركبة التي تسمح بمسالك مختلفة للدخول إلى القاعات لأهداف دعاوية. فعلى سبيل المثال، انتشرت في أوقات معينة عادة عقود القران بـ "الطريقة الإسلامية"، التي تقام حسب مبادئ الشريعة _ دون مشروبات كحولية وموسيقى، حيث يكون الرجال معزولين عن النساء أيضاً. يدعى إلى هذه العقود مجودو القرآن، وجوقات التراتيل الدينية, كما يقوم أحد قادة الحركة الإسلامية بإلقاء موعظة أو خطبة على الحاضرين، في الوقت الذي توزع فيه مختلف أنواع الأدبيات الدينية. وكانت مثل هذه الأنواع من الأعراس محط اهتمام الفضوليين، لأن الأعراس في تونس كانت تقام على الطريقة الأوروبية.

تحاول العديد من التنظيمات الدينية استخدام الطرق المشروعة للضغط على الحكومات بحدها الأقصى. وتجدر الإشارة هنا إلى أنها تعمل دائماً في هذا المجال في حدود القوانين السائدة.

 

كما تحاول التنظيمات الدينية اختراق الجهاز الحكومي. على سبيل المثال, ظهرت في مصر في السبعينات من القرن الماضي فكرة (بفضل أنور السادات) إمكاية القيام بتكتيك جديد للإخوان المسلمين _ اختراق الهيئة التشريعية ومحاولة أسلمة المجتمع عن طريق تطبيق قوانين الشريعة على التوازي مع تلك المعمول بها, التي حسب وجهة نظر هذه التنظيمات "تختلف كلياً مع الشريعة" وكان مبدع هذا التكتيك الجديد هو الائتلاف الذي حصل قبل الانتخابات بين الإخوان المسلمين المصريين وحزب الوفد الجديد(), وكان الوسيط عضو مجلس الشعب وعضو تنظيم الإخوان المسلمين صلاح أبو إسماعيل, الذي، بشكل مميز، وصف دور "الإخوان" في هذا الائتلاف _ "وجه الوفدي، قلب الإخونجي". كما أنه أجرى مقارنة مع أحداث جرت في مرحلة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم), عندما كان المسلمون مضطرين لسلوك ذات الطريق: "وجه االملحد، قلب المؤمن". ومن هذا جميعه نستنتج أن الوفديين والملحدين في هذه الحالة هم سواسية, وهذا لم يحل دون ائتلاف الإخوان المسلمين وحزب الوفد الجديد وفي الدخول في تخطيط مشترك لاختراق المؤسسات التشريعية في مصر.

يساهم نشاط التنظيمات الدينية تحت الغطاء الرسمي في إيجاد علاقة مزدوجة مع الدين في جميع الأقطار العربية عملياً. وهكذا، كان أحد المطالب للحركة الأصولية في تونس منذ البداية بناء المساجد في المؤسسات والمعاهد التعليمية وفي المصانع. وكان هذا المطلب منطلقاً من الدستور, الذي اعتبر الإسلام دين الدولة. إلا أنه وفي هذا المطلب بالذات وفي تحقيقه يكمن الخطر على النظام، لأن كل مكان مخصص لإقامة الصلوات, حسب رأي الكاتب التونسي، "يصبح قاعدة لتشكيل خلايا سياسية معارضة للسلطة".

كما تحاول التنظيمات الدينية اختراق النقابات المهنية أو مثيلاتها. فهاهم الإخوان المسلمون في تونس أعاروا اهتماماً كبيراً من خلال نشاطاتهم للعمال. ووضعوا على عاتقهم مهام تشكيل ثقل اجتماعي كبير لهم في مختلف أنواع المؤسسات الكبيرة، أما في الصغيرة والمتوسطة, فيحاولون التواجد بالحد الأدنى، ويعملون على التقرب من العاملين بمساعدتهم في أفراحهم وأتراحهم وتشكيل تعاونيات فيها ويحاولون انتزاع المواقع القيادية، وإنشاء صفوف محو الأمية، كما أنهم يهتمون بمشكلة البطالة. ويقع على عاتق "مكتب العمل" الخاص إحصاء "الاخوان" الذين يحتلون مراكز قيادية في المؤسسات والشركات بهدف تسهيل ظروف عمل أعضاء التنظيم العا‌طلين عن العمل.

 

إن البدايات المذكورة سابقاً والتي امتلكت تعبيراتها ذات الطابع الاجتماعي, لا تعتبر هدف خاص بذاته، لكنها تخلق نوعاً من المقدمات لتحقيق مهام سياسية أيديولوجية، لا سيما اتساع تأثير "الإخوان" في الوسط العمالي، وخلق ثقل معارض للاتحادات النقابية، إذا لم يتسن للإخوان فرض سيطرتهم وتأثيرهم, والصراع ضد تأثير الشيوعيين وممثلي التنظيمات السياسية الأخرى. ولهذا الغرض اقترح على الإخوان إلمسلمون "تكثيف الجهود لتخصيص أماكن للعبادة في كل مؤسسة"، "القيام بالصلوات الجماعية"، "دعوة زملاء العمل واتباع قواعد الاسلام".

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.