اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الصفعة الجبلية! -//- يوسف ابو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

يوسف ابو الفوز

الصفعة الجبلية!

انا لا اتحدث عن " شه پازله " ــ بالباء المفخمه ــ وهي الكلمة الكردية التي تعني لطمه او صفعة، لكني أود الحديث عن الصفعة ؟ هل هي حزورة ؟ أبدا !

لطالما نال منا الاصدقاء واسمعونا كلاما خشنا بشكل مباشر او موارب ، حول موقفنا من القيادة الكردية ومواقفها السياسية واسلوب قيادتها لشؤون الاقليم والتعامل مع القضايا السياسية التي تخص وطن اسمه العراق هم دستوريا جزء منه ويديرون فيه اقليما فيدراليا. شخصيا كنت ولا ازال ، ارى ان حركة التحرر الكردية في العراق هي حركة وطنية مناضلة، لها حقوقها المشروعة لشعب قدم الكثير واجتاز المآسي في نضاله من اجل الحرية والحياة الكريمة، وهذه الحقوق لا يمكن الحصول عليها كاملة الا في نظام ديمقراطي كامل يحقق العدالة الاجتماعية للجميع . وانطلاقا من هذا كنت اردد دائما، ان القوى الديمقراطية العراقية واذ تخوض صراعا شرسا من اجل ترسيخ بنية الدولة الديمقراطية في العراق، فأن القوى الكردية هي الحليف الاول في هذا الصراع، وهي ايضا من ضمانات الديمقراطية في العراق ارتباطا بنضالها المستمر لنيل حقوقها المشروعة . وفي غمار محاججة الاصدقاء ــ وغير الاصدقاء ــ ، نحاول ان نبرر للقيادات الكردية ما يحصل في مناطق كردستان من ملاحظات جادة عن الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وكثير من المظاهر السلبية التي تتناقض مع ما كنا نحلم به للشعب الكردي ، ومن ذلك التجاوزات بحق حرية التعبير، ونقول ان هذه تصرفات فردية وغير مسؤولة من بعض المؤسسات لا زالت قياداتها تعمل بعقلية عشائرية ولا ديمقراطية وهذا لا يعبر عن سياسة قوى التحالف الكردستاني وحكومة الاقليم . وكتبت شخصيا عدة مقالات، مخاطبا القيادات الكردية، منها العام الماضي حين اصطف نواب كتلة التحالف الكردستاني، الى جانب من صوّت على شرعنة الاستحواذ على اصوات الناخبين وفق  مقترح التعديل الثاني لقانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي رقم "36" لسنة 2008 وتسائلنا حينها بصوت عال ، هل يتحرك نواب الكتلة الكردستانية يا ترى بدون تنسيق مع قياداتهم؟ هل هم مستقلون في قراراتهم ؟ واين مسؤولية القيادات في متابعة كل هذا ؟ وهل هذا الموقف يمنح المصداقية لاعتقادنا بكون الاحزاب الكردستانية ضمان للعملية الديمقراطية في العراق؟! وصرخت بحرقة " لا تخذلونا .. فحق تقرير المصير له طريق واحد هو : الديمقراطية ، فدعونا نعبد هذا الطريق الوعر معا ! "

الان ، يتكرر نفس الموقف ، واتصل بي احد الزملاء ، اياهم ممن ياما دافعت امامه ــ وبأيمان ــ عن الحركة الكردية، مرددا ان الوقوف الى جانب شعب وحقه في تقرير مصيره لا يعني دعم ومساندة حكّامه ، ليقول لي بشيء من شماتة ( كيف حالك مع هذا "البوري" ؟) و يقصد موقف التحالف الكردستاني الجديد  في كونها هي من دعت في مجلس النواب الى استبعاد طريقة "سانت ليغو" التي امنت شيء من العدالة النسبية خلال احتساب الأصوات في الانتخابات ودعت إلى اعتماد طريقة "هوندت" المعروف انها لا تحقق العدالة المطلوبة !

اذا اردت هنا ابدال كلمة "البوري" التي دخلت القاموس العراقي، الذي اخذ حصته ايضا من بركات الديكتاتورية المقبورة والاحتلال والمحاصصة البغيضة ، فظهرت فيه مصطلحات بليغة ، منها "العلاسة" ، "الحواسم" ، "القفاصة" ، "الصكاكه" ، وطبعا "البوري" وغيرها كثير،  والتفكير بكلمة عربية فصيحة فلن اجد افضل من "الصفعة" ــ بالكردي "شه بازله"ــ ، اذ يبدو ان قيادة الحركة الكردية لا تتوقف عن توجيه الصفعات لحلفائهم في النضال من اجل الديمقراطية ، انطلاقا من كونهم يضمنون وقوفهم الى جانبهم مهما كان ومهما حصل ، فمواقف التيار الديمقراطي نابعة أساسا عن ايمان بمباديء راسخة وليس من حسابات ربح وخسارة !

يبدو ان قيادات التحالف الكردستاني تعول على صبر قوى التيار الديمقراطي ، معتقدين انهم لا يعملون وفقا لافكار كارل ماركس او يوسف سلمان يوسف ـ فهد او كامل الجادرجي او محمد حديد وغيرهم  وانما وفقا لما علم به السيد المسيح تلامذته وهو على الجبل ــ أهي مفارقة ان يكون مكان الموعظة على الجبل ؟! ـ اذ قال لهم وفقا لانجيل متي 39 ، "مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً " !

أهناك  يا ترى " شه پازله" جبلية جديدة في الطريق ؟! وكيف ستكون ووفقا لأي حسابات ؟!

*  عن المدى العدد رقم (2856) بتاريخ 2013/07/30

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.