اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يخدمُ مَنْ الأساءة لأسم "الپيشمه‌رگه"؟!// يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

يخدمُ مَنْ الأساءة لأسم "الپيشمه‌رگه"؟!

يوسف أبو الفوز

 

أخي العربي

ياذا العينين السوداوين

مرُّ ا كان نصيبك

مُرّ ا كان نصيبي

قد جرعنا المرارة من كأس واحدة

فأضحت أخوتنا عسلا شهيّا !

(الشاعر الكوردي عبد الله كوران)

ما أن قام ضابط  أرعن من فوج رئاسة الجمهورية  بجريمته النكراء ، بسلب حياة ، التدريسي والاعلامي د.محمد بديوي، مدير مكتب إذاعة العراق الحر، حتى تحركت مختلف الاوساط والجهات والاحزاب والجماعات والدكاكين السياسية ووسائل التواصل الاجتماعي وعقلاء الناس لمتابعة الجريمة وملابساتها، وكل واحد من هؤلاء له غرضه الخاص ودوافعه ، إذ اثار الحدث استنكارا واسعا بطرق واساليب ودوافع مختلفة . لن اتوقف عند سلوك السيد صاحب كل المهام ــ بدون منازع ــ السيد نوري المالكي ، الذي يحمل من الالقاب في ادارة الدولة ما يفوق اي حاكم اخر في المنطقة، فهو رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، ويدير بالوكالة وزارات، الدفاع والداخلية ومعها والى جانبها عدد لا يستهان به من مؤسسات الدولة ومنها مؤسسات امنية ! إذ لم يكن خافيا على عقلاء الناس الغرض من مسرحية الوصول الى مكان الجريمة بسرعة قياسية مدججا بالقوات والاسلحة والكاميرات وتصريحاته الرنانة ونحن على ابواب الانتخابات البرلمانية، هذه الهمة والسرعة  افتقدها السيد "صاحب الالف وظيفة "، حين تم اغتيال كامل شياع وهادي المهدي و محمد عباس وغيرهم  من الشهداء المغدورين ، رغم ان بعض القتلة صاروا معروفين ، وتم  التغطية على بعضهم لالف سبب وسبب ، ولن نذهب بعيدا، إذ  لم يمض زمنا طويلا على احداث جريمة بابل حيث استشهد الاف الأبرياء ، ومن ضمنهما اعلاميان من العاملين في الفضائية العراقية، التي تناست يومها وضع الشريط الاسود ، والان رفعته بأيعاز مكشوف الدوافع ، رغم ان  الشهيد المغدور محمد بديوي ليس من العاملين في الفضائية العراقية !

ما اريد اثارته هنا والحديث عنه ، هو زج اسم "الپێشمه‌رگه" في الحدث ، بقصد أو دون قصد، بنوايا سيئة وموقف مسبق عند البعض ، أو بدوافع ليس فيها وضوح فكري أو اطلاع على تفاصيل الكثير من الامور عند البعض الاخر !

ان كلمة پێشمه‌رگه الكردية ـ بدون أل التعريف العربي  وبالباء والكاف  المعجمتين ـ  مكونة من مقطعين ، " پێش " ــ تعني أمام ـ و"مه رگ"  ــ تعني "الموت"  وتعني حرفيا " قدام الموت" أو " تحدي الموت " ومرادفها في العربية كلمة الفدائي ، ـ استخدم الحزب الشيوعي العراقي مفردة "الانصار" لقواته  المقاتلة في كردستان ـ  والكلمة تطلق على المقاتلين الكرد الذين ناضلوا وعملوا بنكران ذات  ومضحين بحياتهم ومستقبل عوائلهم  لاجل قضية عادلة ، ورفعوا السلاح  ضد الانظمة الحاكمة دفاعا عن حقوق الشعب الكردي و قدموا الالاف من الشهداء والضحايا خلال مختلف العهود ، وربطوا نضالاتهم بنضالات الشعب العراقي من خلال الشعار العتيد الذي رفعته الحركة الوطنية ، الا وهو : " الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ".

وظهرت الكلمة في اواخر سنوات الدولة العثمانية ، وهناك من يقول باقدمية ذلك ، لكن المؤكد انها متداولة حتى قبل ظهور الدولة العراقية المعاصرة ، وكانت شكل من الميلشيات العشائرية قبل ظهور الاحزاب السياسية. وليس غائبا عن بال المتابع الملابسات السياسة وظروف المنطقة التي دفعت القيادات السياسية للحركة الكردية في بعض الفترات الى ارتكاب اخطاء في تحالفاتها وعلاقاتها ، زجت فيها قوات "الپێشمه‌رگه" في صراعات ونزاعات ، اضرت بنضالات الشعب الكردي وبأسم  وتأريخ "الپێشمه‌رگه"،  واعترفت القيادات الكردية بذلك وانتقدت نفسها ، وفي البال الاقتتال الداخلي في كردستان والذي استمر سنوات عديدة ، والذي عرف في الادبيات السياسية بـ " اقتتال الإخوة " ــ بالكردية : شه رى برا كوژى ــ  حيث دفع ابناء الشعب الكردي ومنطقة كردستان الثمن غاليا قبل ان تنتبه القيادات السياسية الى ضرورة التصالح وتوحيد الجهود لاجل  القضايا الاهم . وبعد سقوط الصنم وزوال ديكتاتورية نظام البعث الفاشي على يد قوات الاحتلال الامريكي، اتخذات حكومة اقليم كردستان قرارها بتحويل قوات "الپێشمه‌رگه" الى قوات عكسرية ترتبط بالجيش العراقي، ولاغراض سياسية وعاطفية احتفظت حكومة الاقليم بأسم "الپێشمه‌رگه" للقوات الجديدة ، التي في حقيقية الامر لم تعد تحمل المواصفات التي عرفت بها قوات"الپێشمه‌رگه" تأريخيا ولا المهمات التي شكلت وناضلت لاجلها. فقيادات الاقليم ولاهداف مختلفة، فتحت الباب لابناء كردستان للانضمام لصفوف القوات المسلحة الجديدة ، بشكل كان تاثيره سلبيا جدا على الحياة  الاقتصاية والاجتماعية، فأعداد ليست قليلة من الشباب ، صاروا يعيشون البطالة المقنعة قانونيا، اذ صاروا حراس حدود وشرطة وجنودا ، وبقيت المزارع والمصانع فارغة ، بل حتى عمال التنظيف صار يتم استقدامهم من دول شرق آسيا، وصارت نسبة كبيرة من ميزانية الاقليم تذهب لسد الرواتب والمكافآت والتكاليف لهذه القوات التي صارت تتضخم يوما بعد اخر، والتي ترك فيه الباب مفتوحا بحيث سهل دخول اعداد ليست قليلة ممن خدموا سابقا في قوات النظام الديكتتاتوري في صفوف ما عرف بـ " قوات فرسان صلاح الدين " ، الذين اعطاهم الشعب الكردي تسمية "الجحوش " استهانة بهم وبدورهم ، فهم كانوا مرتزقة ادلاء لنظام المجرم صدام حسين تتلخص مهماتهم في ملاحقة المقاتلين الثوار من "الپێشمه‌رگه" ومعاقبة عوائلهم والمتعاطفين مع الحركة الكردية من ابناء شعب كردستان،  وايضا كان لهم دورا نذلا خلال عمليات الانفال 1988 ،  التي كانت عمليات ابادة جماعية ضد الشعب الكردي نفذها النظام البعثي الفاشي الشوفيني !  وهاهم في مفارقة تأريخية يصيرون جنودا وضباطا في في صفوف القوات المسلحة للاقليم ـ "الپێشمه‌رگه"! ـ وهم الذين كانوا ألد اعدائها !! فأي علاقة لاسم "الپێشمه‌رگه" المرتبط بالنضال لاجل الحقوق المشروعة، بما موجود الان من تشكيلات قوات مسلحة شكلت لاغراض واهداف سياسية مختلفة ؟!

أن ما قام به الضابط المجرم من فوج الحراسة الرئاسي ، فتح المجال للعديد من الشوفينين، من تربية نظام البعث المقبور ، والمظللّين،  ليصبوا غضبهم على الشعب الكردي وتأريخه ، وظهرت للاسف تعليقات على صفحات الفيس بوك ، يشعر المرء بالخجل لقراءتها ! والمحزن ، وتحت تأثير الحدث ، ان ينجر البعض لمحاولات اطراف معينة لتسيس القضية وتوظيفها في الدعاية الانتخابية ، وخلط الاوراق في الصراعات القائمة بين المركز وحكومة الاقليم ، واثارت النعرات القومية ، واحياء روح شوفينية ضد الشعب الكردي زرعها النظام البعث الصدامي في نفوس البعض ، والاساءة الى الاخوة العربية الكردية التي تعمدت بالتضحيات المشتركة والمعاناة والدم ، فما علاقة الشعب الكردي ، الذي عانى ما عاناه الشعب العربي في العراق ،  بسلوك ضابط ارعن ، دفعته مظاهر العنف المترسخة في  شخصية المواطن العراقي  بفعل كل هذه الحروب والصراعات واعمال العنف ، التي لا تفرق بين هوية العراقيين القومية والدينية ، تعززها مظاهر الفساد المستشرية في عموم اجهزة الدولة، الى نسيان مهمته في حفظ الامن ، وبرزت عنده في لحظة عنجهية نزعة العنف العدوانية بحيث تصرف بكل رعونة واستهتار واستهانة بحياة مواطن، بغض النظر عن ملابسات الحادث التي قيل فيها الكثير، ونتمنى ان يتم الكشف عنها بكل وضوح ؟

ولابد من القول أن الجهات الكردستانية المعنية ترتكب خطأ فادحا لو حاولت بأي شكل كان التستر على الجريمة ومحاولة تبريرها تحت أي مسمى . وعلى العقلاء ان يدركوا ان الذين تحركهم دوافع التربية البعثية الشوفينية ضد الشعب الكردي لن يتمكنوا من الاساءة لاسم "الپێشمه‌رگه"  الذي طالما وقف بوجه الظلم والطغاة وتحول الى رمزا للبطل الشعبي في ثقافة الشعب الكردي واغانيه واشعاره وفنونه ! وايضا لم تكن قوات "الپێشمه‌رگه" المناضلة كردية خالصة ، ففي سنوات النضال ضد ديكتاتورية العفالقة الصدامية ، صارت كردستان مكانا يشهد تشكيلات مقاومة مسلحة من "الپێشمه‌رگه" المقاتلين ، ممن ارخصوا حياتهم لاجل حرية الوطن وزوال الديكتاتورية ، وتضم بين صفوفها الكرد والعرب والتركمان والاكراد الفيلين والايزيدين والكلدان والاشوريين والصابئة المندائيين ، لاجل بناء العراق الجديد بروح الاخوة والتضامن والتسامح والسلام .

سماوة القطب .. كتب في 23 اذار 2014

 

* المدى صفحة أراء ...  العدد رقم (3043) بتاريخ 2014/03/29

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.