اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حزن سنجار وبعض القطط !// يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الكلام المباح (77)

حزن سنجار وبعض القطط !

يوسف أبو الفوز

 

مررت بوعكة صحية، لا أتمناها لمحب. وصلت أخبارها لكل الاصدقاء، وفي مقدمتهم صديقي الصدوق أبو سكينة ،الذي رغم اوضاعه الخاصة، لم يكتف بأطمئنانه على مشاكل الكلى بالهاتف، بل جاء بنفسه ومعه أبو جليل يتكئان على بعضهما البعض .

جليل، الذي جلبهما بسيارته، قال:" صديقة طبيبة اخبرتني مرة، أن حجم الالام التي يسببها خروج رمل او حصاة من الكلى، دون مساعدة طبية، تعادل آلام الولادة عند المرأة". ضحك أبو سكينة،وقال بصوته الاجش:"يعني قصدك، أن صاحبنا..." وقطع كلامه سعال مفاجيء لكننا فهمنا تلميحاته وشاركناه الضحك، على الاقل لنخرج من أجواء الحزن التي تخلفها بيننا نتائج التفجيرات المتكررة التي استهدفت المدن العراقية، وسقط جراءها شهداء وجرحى  بينهم معارف لنا. قالت سكينة : "أخبار جيدة من المنطقة الغربية، فطلعات طيران التحالف الدولي قتلت الكثير من مرتزقة داعش الذين يهرب بعضهم من مناطق القتال، ومدن كردية تصمد ببسالة أهلها". قال أبو جليل، وكان صامتا طول الوقت : "ما تقولين صحيح يا ابنتي، لكن  الذي يعذبني هو احوال النازحين، والشتاء قريب، الموضوع لا يسر. فلا هو حصاة وألمها الصعب ساعات ويزول، ولا المسؤولين يتحركون ويخففون الوجع . اوضاع النازحين حزن يفطر القلب".  كنت قرأت لهم كعادتي، بعض ما حملته الصحف من تقارير، بل وحكيت لهم عن ما كتبه احد الاخوة المناضلين على صفحات فيس بوك عن مأساة طفل، من سنجار، فقد افراد عائلته ويعيش مع أحد قريباته في ظروف صعبة. أثارت القصة السؤال عن حجم حزن أهالي سنجار؟ قال أبو سكينة:"شوف الفرق بين ما يكتبه مناضل بسبب أحساسه بالام الناس، وبين ما يكتبه عتوي مطابخ تعلم الوقوف على رجليه شلون ما تكون سقطته؟".

أبو سكينة، هنا يذكرنا بحكاية الذي أمتهن الصحافة، متلونا حسب ما تقتضي مصلحته، وبدل ان تكون مهنة خدمة الحقيقة والناس، وظفها لمسح الأكتاف حسب الحاجة. يزور الوقائع، يتعكز على نصف الحقائق فيخلطها بالاكاذيب ليكون مناضلا فذا، ويتباكى على الشهداء، لينال رضا ممن ينخدعون بأنشائه المعسول. مرة شبهنا هؤلاء بسلوك القط الذي يسقط دائما على قدميه، ويرجع الى وضعيته الاولى. ويومها أعجب أبو سكينة بما ذكرته دراسة علمية بينت أن الأطراف الخلفية للقط تعود إلى الخلف ليتمكن من السيطرة على نفسه في الهواء، تتبعها حركة مفاصل الكواحل ليسقط في النهاية على قدميه بعد أن ينفخ العمود الفقري مثل أي مظلة لتخفيف الصدمة. وقال: هؤلاء القطط من أسباب مصايبنا، لا يعرفون نبل احزان الناس، يعرفون فقط الدجل والكذب ومسح الجوخ، وبعد كل سقطة عندهم الوقاحة الكافية للوقوف وكأن شيئا لم يكن !

 

 * عن طريق الشعب العدد 56 السنة 80 الاحد 26 تشرين الأول 2014

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.