اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حِينَ تضْطُرَّ للتندَّرِ عَلَى نَفْسك!// يُوسُف أَبُوالفَوْزْ

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الكلام المباح (92)

حِينَ تضْطُرَّ للتندَّرِ عَلَى نَفْسك!

يُوسُف أَبُوالفَوْزْ

 

بشكل ما، اغاضني الامر، كوني وجدت نفسي مادة للتندر وأطلاق الضحكات من حولي، والذي أغاضني أكثر ان زوجتي هي من وضعتني في هذا الموقف. حاول صديقي الصدوق أَبُو سُكينة ان يخفف الامر، وربط ما حصل معي بحوداث وطرائف أخرى، لكن أَبُو جَلِيل وجدها فرصة ليتشفى بي بضحكاته المجلجلة. ولكوني "صرت قاب قوسين أو ادنى من الزعل " ـ كما قال لي جَلِيل ـ ، مما جعله يتدخل، ويلوى الحديث ببراعة، عن وقائع الموت التي تنتشر على بقعة وطننا الذي يمر بواحدة من أحلك فتراته، مما يجعل هويات الموت تختلط فتضيع التفاصيل. فمن جانب نجد الارهابيين الدواعش، ينثرون الموت من حولهم، وبدون ذمة وضمير، كرسالة لدولتهم التي يريدون تأسيسها بالأكراه والذبح ومصادرة أي رأي مغاير ، ورغم كل ذلك ، فأن المقاتلين الابطال يواصلون تسجيل صفحات ناصعة من التصدي لاعداء الحياة ممن يتسترون بالدين، وجثامين الشهداء الابطال من عموم القوات المسلحة، تصل الى كل المحافظات ، شمالا وجنوبا . ومن جانب اخر وبسبب من سوء الخدمات الصحية وعموم الخدمات، وتردي الاحوال المعيشية ، فأن سوق الموت يبقى رائجا .. " فلا عجب ان يكون الموت في كل مكان" كما قال  جَلِيل . لكن كل هذا لم ينفع ، إذ عاد أَبُو جَلِيل، ليطلق ضحكاته من جديد، ووجدت ان الافضل لي ان اشاركهم الضحك والتندر على نفسي، ليكون الامر مجرد حادث عابر ولا تكون قصة تلتصق بأسمي وتروى كل مرة  .

وببساطة، حدث الامر، حين علمت زوجتي من صديقة لها، ان بعض المعارف والاصدقاء سيتوجهون معا، بقافلة من عدة سيارات لتعزية عائلة احد معارفنا في مدينة أخرى. ولكون سيارتنا لا تقاوم السير للمسافات الطويلة، بادرت زوجتي وسألت ان كان ثمة مقعدا لي لاشاركهم رحلة التعزية. اخبرتني زوجتي عن الفكرة، فوافقت فورا للالتحاق بالقافلة، فالعائلة المعنية تربطنا بهم علاقات طيبة ومن الواجب ان نشاركهم احزانهم. لم أسأل عن بعض التفاصيل، ورحت اجتهد لتهيئة نفسي ليوم السفر، وانشغلت بالاتصالات لألغاء بعض المواعيد، وانجاز بعض المهمات. في صباح يوم السفر الى التعزية، نهضت مبكرا، وزوجتي لا تزال تغط في نومها، وتوجهت الى مكان اللقاء الذي حددوه لي لألتحق بالموكب المتوجه للتعزية. قبل وصولي مكان اللقاء بدقائق خطر في بالي سؤال، جعلني اتصل هاتفيا بزوجتي، واوقظها من النوم وأسالها: من هو المتوفي، ما هو أسمه، وكيف مات؟!

وقبل ان تجيبني زوجتي غرقت بالضحك : انت ذاهب الى تعزية ولا تعرف شيئا عن هوية الميت؟

وانتقلت ضحكاتها الى "أَبُو جَلِيل" والبقية ، بعد ان عرفوا منها بالتفاصيل!

 

*  العدد 200 السنة 80 الأحد 31 آيار 2015 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.