اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مساهمة في استفتاء موقع ايلاف: أين ترغب ان تدفن بعد ان تموت؟// يوسف ابو الفوز

تقييم المستخدم:  / 2
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مساهمة في استفتاء موقع ايلاف:

أين ترغب ان تدفن بعد ان تموت؟

يوسف ابو الفوز

 

مساهمة في استفتاء اجراه الكاتب عبد الجبار العتابي لموقع "ايلاف" بعنوان: "المثقفون العراقيون في الغربة هل يعنيهم ان يدفنوا في بلادهم؟" حيث وجه سؤالا لمجموعة من المثقفين العراقيين في مسألة الحنين الى الوطن الام وفي الرغبة في ان يدفنوا في ارضه او في الارض التي عاشوا عليها السنوات الاخيرة من حياتهم.

يوسف ابو الفوز : "الحجر ثقله في مكانه".

الى ذلك اكد الروائي يوسف ابو الفوز على ان لا يهم اين سيكون مقر الجسد الفاني وقال: المنفى ـ للاسف ـ صار لنا وطنا ثانيا أجباريا، لكنه لا يستطيع ان يحل محل الوطن الام. واستطيع القول بتواضع اني اجتهدت خلال وجودي في المنفى، في فنلندا، في بناء حياة مستقرة نوعا ما. اعمل حاليا كباحث في واحدة من اهم الجامعات الفنلندية، واساهم بشكل حيوي في الحياة الثقافية الفنلندية، واعمالي الادبية ترجمت الى لغة البلاد ومعروفة في الوسط الفنلندي، ولي شبكة علاقاتي الجيدة من اصدقاء ومعارف من اهل البلاد، ولعدة دورات انتخبت عضوا في الهيئة الادارية لمنظمة الكتاب والفنانين الفنلنديين ـ كيلا (تاسست عام 1936)

واضاف:: ورغم أني تطبعت بنمط الحياة في فنلندا واشعر بأرتباط طيب لهذه الارض التي منحتني الامان وفرصة العيش الكريم، فأنت وان رغما عنك أذ تظهر لك جذور جديدة، وتكون لك ذكرة جديدة محملة بتفاصيل جديدة. الا ان كل ذلك لا يمكنه الغاء هويتك الاساسية، وجذورك الاولى، ولا يمكنه ان يمنع نوبات الحنين التي تداهم الروح في أي لحظة، مع اي تفصيل بسيط، مع اسم او اغنية او حدث.

وتابع: اعيش منذ عشرين عاما تحت سماء القطب الشمالي، اقرب الى السماء من اية بقعة على الارض، لكن "السماوة" ، مدينتي الحبيبة، واذ اجد ان احد معاني اسمها هو انها "المكان العالي" او "نافذة الى السماء" فانها انتقلت معي بكل درابينها وشخوصها وجعلتني اوقع مقالاتي بعبارة "سماوة القطب" اشارة الى المكان.

واضاف ايضا: جغرافيا.. انا موجود "خارج الوطن" لكنه معي في كل خطوة ـ  لا احبذ استخدام كلمة "الخارج" واحيانا اشعر وكأنها شتيمة، اميل في حياتي اليومية وكتاباتي لاستخدام تعبير "خارج الوطن"ـ الوطن موجود معنا دائما في نصوصنا وفي نشاطاتنا وفي ذكرياتنا وفي طعامنا ولقاءاتنا وفي اغانينا. حين يقدموني في المحافل الثقافية الفنلندية فانا "الكاتب العراقي". وحين اعود الى بيتي واغلق الباب خلفي، فأكون دخلت "العراق الصغير"، فالاجواء واللغة والتفاصيل والطقوس بالغالب هي عراقية. شريكة حياتي من مدينة السليمانية، ومعا نتحدث العربية والكردية، فتختلط عندنا التفاصيل بدون تخطيط وتكون عفوية، فنشعر يوما أننا في اجواء السماوة، ويوما اخر في السليمانية، ويوما في بغداد، لكننا دائما في اجواء العراق.

 واستطرد: افكر كثيرا بالمثل الكردي الذي يقول "به رد له جيكه ي خوي سه نكينه" وهذا يعني "الحجر ثقله في مكانه". من هنا اعتقد اننا كأبناء لوطن فقدناه رغما عنا، فقدنا شيئا بأبتعادنا عنه ونحن احياء. نحاول تعويض ذلك باشياء مختلفة. في روايتي "تحت سماء القطب" صدرت 2010 في اربيل، يلجأ احد الشخوص لتسمية الاماكن والاشخاص من حوله باسماء عراقية، كاسلوب تعويضي. أن هموم الوطن لا زالت همومنا ترافقنا وترسم لنا خارطة ايامنا. واعمالي القصصية والروائية تجتهد لتكون اعمالا عراقية تتناول الموضوعات العراقية ، سواء داخل الوطن او خارجه.

وختم بالقول: وان تحدثنا عن الموت، فما دام الموت هو نهاية لهذه المعاناة والفقدان ـ في المنفى أو الغربة سمها ما شئت ـ ، فاعتقد لا يهم اين سيكون مقر الجسد الفاني، فالوطن مرتبط بالروح قبل الجسد.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.