اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فنلندا .. هل تنتظرها أيام ساخنة؟// يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

فنلندا .. هل تنتظرها أيام ساخنة؟

يوسف أبو الفوز

هلسنكي

 

اظهرت نتائج اخر استطلاع لهيئة الاذاعة الفنلندية ان احزاب المعارضة وقوى اليسار تحقق تقدما متواصلا على حساب قوى الائتلاف الحكومي اليميني الذي خسر الكثير من مواقعه لتصل مجموع اصوات احزاب الائتلاف  اليميني الثلاث الى 47% .

وتصدر الاستطلاع الحزب الديمقراطي الاجتماعي (يسار) بنسبة 22,9 % (+ 1,4)، اتحاد اليسار(يسار) بنسبة 8,9% (+0,3)  حزب الشعب السويدي (يسار) بنسبة 4,5 % (+ 0,4) واحزاب اخرى صغيرة معارضة 2,5 (+ 0,4) ، بينما شهد حزب الوسط (يمين وسط) الذي يقود الحكومة الحالية تراجعا واضحا في مواقعه 20,7% (ــ 0,2) ، الائتلاف الوطني (يمين معتدل) 16,9% (ــ 0,4) والفنلنديين الحقييقين (يمين متطرف) 9,0% (ــ 0,8)، وهذه النتائج ستنعش الشارع الفنلندي وتقوي من عضد النقابات عموما، خصوصا بعد اضطرار الحكومة على الموافقة على نتائج المفاوضات الماراثونية التي استمرت لعشرة شهور، والتي انتهت في الاول من اذار الحالي ، والتي أجبرت فيها نقابات ذوي الياقات البيضاء (الموظفين)،ارباب العمل على الموافقة على شروطها في اتفاق سمته الحكومة بـ " العقد الاجتماعي "، وفيه تم التراجع عن خطط الحكومة لخفض الانفاق بزيادة الضرائب واطالة ساعات العمل واستقطاع الاجور الاضافية، والغاء مخصصات الاجازة المرضية. وفي مؤتمر صحفي حضره وزير المالية ووزير العمل اعلن رئيس الوزراء الفنلندي يوها سيبلا ، وهو زعيم حزب الوسط الفنلندي، بأن الحكومة (تدعم اتفاق "العقد الاجتماعي" وتأمل ان يساهم في زيادة فرص العمل لتصل الى 72% بعد ان كانت 67% )، وهذا يعني حسب مصادر وزارة العمل ضرورة ايجاد اكثر من 110 الف وظيفة جديدة لذوي الياقات البيضاء (الموظفين).

وتظهر نتائج الاستطلاع، ان الخاسر الاكبر كان الحزب اليميني المتطرف، الذي يعاني من تراجع مستمر في شعبيته، اثر مواقفه المتشددة، خصوصا مع سياسة الهجرة ودعمه غير المباشر لجماعات متطرفة،  ومن جانب اخر يرى مراقبين، ان حزب الخضر (يسار)، ووفقا للاستطلاع، ورغم التراجع في نتائجه 10,7 (ــ 1,6)، الا انه يظل واحد من اكبر واهم احزاب المعارضة، حيث ينال دعما من الشبيبة والطلبة .

وبات واضحا للكثيرين ان الحكومة اليمينية الحالية، هي ممثلة لمصالح الاغنياء وارباب العمل، وسياستها التقشفية جاءت على حساب ذوي الدخل المحدود، وهذا الذي يعكس اسباب التغير في موقف الكثير من الناخبين الذين  صدقوا بالوعود الانتخابية التي اطلقتها احزاب الحكومة ووعدت فيها بحياة افضل والخروج من حالة الركود الاقتصادي ، لكن مرور سنة من عمر الحكومة، دون نتائج ملموسة، جعل الكثير من الناخبين يراجعون مواقفهم. ولا يفوتنا ان نذكر ان سياسة الحكومة اليمنية الحالية، تأتي امتدادا لسياسات الحكومات اليمينية السابقة، التي دأبت في بذل جهودها للالتفاف والانقضاض على نموذج "دولة الرفاه" الذي حققه الشعب الفنلندي، بنضالاته خلال سنوات طويلة، وخصوصا في الفترات التي حكمت فيها احزاب اليسار، حيث نجحت في بناء دولة مدنية تكون المؤسسات فيها هي المسؤولة عن حماية وتوفير الرفاه الاقتصادي والاجتماعي للشعب، ويكون المواطن مساهما في تطوير المجتمع وخلق السلام والامن الاجتماعي. لقد سببت سياسات الحكومات اليمينية قلقا كبيرا على مستقبل الاجيال الجديدة، التي فتحت عيونها على نمط من الحياة راحت حكومات اليمين تقضم اطرافه بسياساتها النيوليبرالية التي من اهم اجندتها تقليل دور الدولة وزيادة دور القطاع الخاص. والحكومة اليمينية الفنلندية الحالية، التي جاءت اثر الانتخابات التشريعية في نيسان العام الماضي 2015 ، تجد نفسها في خشية كبيرة ، من تصاعد روح التذمر الشعبي من سياساتها التقشفية، واحتمال بدأ موجة جديدة من التظاهرات والأعتصامات لنقابات العمال (ذوي الياقات الزرقاء) والشبيبة والطلبة، وخصوصا مع انتهاء موسم البرد والثلج ، حيث سيكون ممكنا للمتظاهرين البقاء ساعات طويلة في الشوارع، وهذا ينذر بربيع ساخن، مفتوح على احتمالات عديدة ، وسيكون اكثرها تصعيدا ، فيما لو حصل، هو دعوة احزاب المعارضة لسحب الثقة من الحكومة الحالية، وذلك فيما لو تغيرت خارطة التحالفات داخل البرلمان الفنلندي، وبالتالي المطالبة بانتخابات مبكرة، وهو الخيار الذي لا تريده الحكومة ابدا، والذي لا يمكن للمعارضة ان تخاطر به دون ان تضمن الشارع الفنلندي واصوات الناخبين ليكونوا الى جانبها.

*    طريق الشعب العدد 145 ليوم الجمعة 10 آذار 2016‏

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.