اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مجلس النواب العراقي الإسلامي الموحد ..!!// خدر خلات بحزاني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مجلس النواب العراقي الإسلامي الموحد ..!!

خدر خلات بحزاني

 

لثاني مرة، ومنذ 12 عاما يتفق النواب في مجلس النواب العراقي الموقر من سنة وشيعة على قرار واحد، حيث ان اتفاقهم الاول كان على رواتبهم وتخصيصاتهم وامتيازاتهم، والاتفاق الثاني كان لاجل ظلم الاقليات غير المسلمة من ايزيديين ومسيحيين وصابئة مندائيين..

اضطهاد الاقليات العراقية له تاريخ موغل بالقدم، علما انهم هم سكان العراق الاصلاء، وغالبية الآخرين وفدوا وتوافدوا على البلاد في موجات غزو دينية وقومية تحت عدة عناوين، لكن نتيجتها كانت واحدة وهي حصر الاقليات باقصى الزوايا تمهيدا لطردهم، وفرهود اليهود ابرز دليل، وفرهود اليهود وقع لاجل فلسطين، بينما الأرقام تقول ان الفلسطينيين يحتلون الترتيب الثاني في عدد انتحارييهم في العراق منذ 12 عاما..!!ّ

وبعدما منع نظام المقبور صدّام حسين الشعب العراقي من تسجيل أسماء مواليدهم باسماء غير عربية، فضلا عن قيامه بتعريب و "استيطان" الاف الدونمات من الاراضي التي تعود لاقليات عراقية وخاصة الايزيديين، اتى تنظيم داعش القذر وبكل وحشية، وخيّر المسيحيين بن الاسلام او الجزية او الطرد من معاقلهم التاريخية بالموصل واطرافها، كما استباح الايزيديين في سنجار وذبحهم وسبى نسائهم لانهم "كفار" فضلا عن نهب ممتلكات الايزيديين والمسيحيين في سنجار وسهل نينوى باعتبارها "غنائم" حلال وغير ذلك من الجرائم التي وقعت تحت يافطات دينية معروفة للجميع.

اليوم، يقوم مجلس النواب العراقي "المودرن" بسنته وشيعته، بهجمة ناعمة ضد الاقليات العراقية، في محاولة رخيصة وبائسة لضم اكبر عدد ممكن من (القاصرين) من ابناء الاقليات لديانة الاغلبية المسلمة.

حيث ان مجلس النواب صوت بالاغلبية على قانون البطاقة الوطنية، وبموجب الفقرة الثانية من المادة 26 منه فانه (على ان يتبع الاولاد القاصرين في الدين من اعتنق الدين الاسلامي من الأبوين)!!

وبالرغم من ان هذه الفقرة تتعارض مع الدستور العراقي الاتحادي وخاصة المواد (2) و (3) و (39) و (40) التي تؤكد على حقوق المواطنين العراقيين وتمنع اي محاولة لفرض الدين او الفكر او العقيدة عليهم بالاكراه، لكن يبدو ان النواب المسلمين سنة وشيعة يبحثون عن "حسنات" في الآخرة وفق مفاهيمهم الدينية في كسب الآخرين لدينهم.

تعالوا لنطلع على "الخباثة" في هذه الفقرة المشؤومة، لنفرض ان المواطن س ايزيدي وزوجته ص تركته لسبب ما، وكان لهم 4 اطفال وتزوجت من مسلم، بطبيعة الحال ان حظوظ ص في الزواج من آخر ستقلّ كلما تقدمت بالعمر، اي انها ستكون شابة ربما لم تتجاوز الثلاثين، اي ان جميع اطفالها (قاصرون)، ووفق القانون الجديد سيكون على اولادها اتباع دين (زوج امهم) وليس اباهم الحقيقي، ولن يكون بامكانهم الحصول على اية وثائق رسمية عراقية الا بعد (خطفهم) من ابيهم الحقيقي والحاقهم بامهم (التي تخلت عنهم) وبدين زوجها..!! والمسالة يمكن تطبيقها مع اختلاف الادوار، اي يقوم الاب الايزيدي س بالزواج من امراة مسلمة و الخ..

"الخباثة" هنا هي انه من النادر ان يتزوج رجل او امراة لهم اولاد بلغوا سن الرشد، من طرف اخر، وكل من يقدم على ذلك يكون له اطفال صغار تحت سن الرشد.

انا لا اعلم ماذا يمكن تسمية هذه الخطوة القسرية في فرض دين (زوج او زوجة) على اطفال لا ذنب لهم بافعال امهم او ابيهم؟؟ لانني ارى إن فرض دين قسري على قاصرين من غير المسلمين هو احد انواع الدعوشة، وانا كايزيدي ارفضه واندد به وبمن صوّت لاجل ذلك.

واذا كان النواب في مجلسنا العتيد، من السنة والشيعة، يبحثون عن "حسنات"، عليهم ان يحاسبوا الفاسدين من لصوص وسراق من وزراء ومسؤولين نهبوا الاول والتالي، ويحاسبوا من باع ثلث ارض العراق، ويحاسبوا ويحاسبوا ويحاسبوا.. لكن لا ان يظلموا الاقليات غير المسلمة.

ختاما، ليتصور احد اعضاء مجلس النواب من السنة او الشيعة ممن صوّت لهذا القرار العنصري والمشؤوم، ان مواطنا ايزيديا تزوج من ابنته المتزوجة اصلا وكان لها 3 اطفال.. هل سيقبل بتسجيل اسمائهم على الديانة الايزيدية؟؟ علما ان الدين الايزيدي ـ اصلا ـ ليس تبشيريا ولا يقبل باحدا الا اذ ولد من ام واب ايزيديين..!

الدَعوَشة درجات يا جماعة.. وقانون البطاقة الوطنية المشؤوم، هو قرار مُدعوَش بامتياز، لكن باسلوب ناعم وديمقراطي..!!

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.