اخر الاخبار:
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كيف نحب ومن نحب لنعيش الحب؟// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

عرض صفحة الكاتب 

كيف نحـب ومن نحـب لنعيش الحـب؟

يعكوب ابونا

   

      اولا -  ما هو الحب ..؟؟

              الانسان لايستطيع أن يتحكم بالموت فيموت، ولا يستطيع ان يتحكم بالحب ولكن يحب ؟.!!.. 

 

      يعرف الحب، بانه مجموعة مشاعر وعواطف إيجابيَّة وحالات عقلية قوية التأثير، في سلوكيات الانسان لتسمو بالأخلاق من أبسط العادات اليوميَّة الى اعلاها بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، هذه الجانب يُنظر اليه علميا بأنّه كيمياء متبادلة بين اثنين، لان بداخل جسم الإنسان هرمون يسمى هرمون الأوكسيتوسين، والمعروف بهرمون المحبّين، ويفرزه الجسم عندما يلتقي المحبين، ليشدهم برباط دافئ، وعطاء عميق التأثير ومودة كبيرة..

 

 اما العلماء فسروا الحب تفسير علمي وفق مراحله الشعور البيولوجيّة فاعتبره أمراً مُعقّداً لايمكن التحكم به لانه من حيث طبيعة هذا الإحساس ومقداره وتأثيره يختلف من شخصٍ لآخر، فقسّمه بعض الباحثين لمراحل وفقاً لعمقه وتأثير الهرمونات البشريّة على صاحبه، حيث إنه قد يكون حاجةً مُشتركة لإشباع الرغبة الفطريّة لهم، وسبباً لتطوّر الأجناس وتكاثرها على مرّ الزمان، وفي حالات أخرى قد تجعل الأشخاص ينجذبون لبعضهم تحت تأثير هرمونات مُختلفة كالدوبامين الذي يُصدره الدماغ، والذي بدوره يجعل المرء مُتعلّقاً بشريكه أكثر، ويزيد من حماسه وإثارته ونشاطه، وإحساسه بالحيويّة .وقد يصل هذا الحب لمرحلة الارتباط التي تُعد من المراحل الساكنة التي تنتج عن العلاقات المُستقرّة طويلة الأمد التي يتشارك فيها الطرفين المشاعر ويتجاوزون المراحل السابقة ويصلون إلى الشعور بالاكتمال والسعادة بوجود الطرف الآخر في حياتهم فيُحافظون على بقائه فيها، ويجتهدون لدعم العلاقة وجعلها مُستقرّة وصحيّة ".... ويقول عالم النفس روبرت ستيرنبرج بأنَّ الحب يحتاجُ إلى ثلاثة عناصر أساسية تؤدي إلى الوقوع في أنواعٍ مختلفةٍ من الحب، وهذه العناصر هي "الالتزام، والشغف، والمودة" إذ يؤدي وجود المودة والالتزام في الشعور بحب الصداقة والرفقة، أمَّا وجود الشغف والمودة يؤدي إلى الوقوع في الحب الرومانسيّ، ووفقاً لهذا العالِم فإنَّ وجود اثنين على الأقل من هذه العناصر في علاقة الحب تؤدي بناء علاقة متينة، أمَّا العلاقة التي تتمثّل فيها العناصر الثلاثة كلها فهي من أقوى علاقات الحب وأندرها "..

   

 اما الإغريق فقد صنفّوه إلى ثمانية أنواع،  ... " 

(Agape 1- الحب غير المشروط: اطلقوا عليه الاغريق اسم: 

   عرفه الاغريق بانه الحب الذي يُؤثر فيه الشخص غيره على نفسه وينكر ذاته ويتخلّص من الأنانية في سبيل إسعاد الغير، واعتقدوا قديماً بأنَّ هذا النوع من الحب نادرٌ لأنَّ القليل من الناس يشعرون به لفترةٍ طويلةٍ من الزمن..

وفي المسيحية عرف بانه الحب الالهى المسيحى الحقيقى، ويعتبر اعلى واطهر وانقى مستويات الحب، لأنه حب من الله، فحب الله للخليقه وللانسان هو حب الاغابى لان الله هو الحب ذاته ونحن قد عرفنا الحب حينما عرفنا الله وصدقنا المحبة التي وضعها الله فينا لان "الله محبة"...

 

2- الحب الرومانسي : بالإغريقية

(Romantic love)

وهو الحب المرتبّط بالمشاعر، والشغف الجسدي الذي يمكن أن يُفقد الشخص السيطرة على نفسه ، ومن يطلقوا عليه الفيليا  Philieاسم حب  

فهو الحب الذي يتبادلون الناس فيما بينهم المشاعر الإنسانية الرقيقه وتسود مشاعر الود والصداقة بين البشر، وفي العلاقه بين الرجل والمراة التي تتخذ احياناّ اتجاهاّ عاطفيا، فيخرج شحناته العاطفية المتدققة، إلى دائرة الاهتمام بالاّخر وتقديره واحترامه، ..

 

3-الحب العاطفي :

         هو الحُب الذي يشعر به الانسان تجاه غيره من الناس مثل الاصدقاء وقد بين افلاطون بان الانجذاب الجسدي تجاه شخص ما لا يعني الحب  بالضرورة، ويُطلق على هذا النوع من الحب أيضاً الحب الافلاطوني ..

 

 4- الحب الجسدي

يمثّل هذا الحب المسمّى بـ الانجذاب الجسديّ الشهوانيّ الذي يشبع رغبة الإنسان في الإنجاب والبقاء.. (Eros)

 

5 - حب العائلة هو الحب المسمّى بـ (Storge)

المختص بالحب العائليّ الموجود بين الأهل والأبناء، والذي يبرز أكثر عند الأطفال الصغار، ويشير هذا الحب إلى الشعور الذي ينشأ عن الألفة والمحبة والتبعية....

 

6 - الحب غير الملتزم . أو اللعوب والمعروف باسم (Ludus)...، وهو يعبّر عن حب الإنسان لأشياءَ معينة مثل الموسيقى، أو الرقص، أو البحث عن المزيد من المرح والمتعة من خلال الحب ومن دون أية التزاماتٍ وقيود ،

 

 7 - الحب العمليّ  (Pragma)

هذا النوع من الحب، هو شعور الذي يعتمد على القرارات العملية، والعقلية، والواجبات، والمصالح، والأهداف المشتركة، وهو أكثر شيوعاً في الزواج التقلديّ المدبّر، والزواج السياسي الذي له مصالح محددة.

 

8 - حب الذات . أو حب النفس المسمّى بـ Philautia

 والذي يمكن أن يكون صحياً أو يمكنه أن يدمّر حياة الشخص؛ عندما يصل إلى الغرور والغطرسة فهو أمرٌ غير طبيعيّ، لانه يؤدي الى دمار الشخص نفسه بتصرفاته وسلوكه هذا.. "..

 

    تعرفنا على انواع الحب، ولكن للحب اسماء متنوعة خاصة باللغة العربية منها:.. الهوى، الصبوة، الشغف، الوجد، الكلف، العشق، النجوى، الشوق، الوصب، الاستكانه، الود، والخلة، الغرام، الهيام، وغيرها،

 

     لا احد يستطيع ان ينكر دور الحب في الواقع المعاش لان له دور محوري اساسي في حياة الانسان، لان الحب هو الذي يجعل للحياة معنى وقيمه في الوجود، بدليل انعكاساته سلبا او ايجابا تظهر بوضوح على سلوكيات الشخص المصاب به . " هناك مثل يقول الحياة بلا حب كنهربلا ماء ". وبصراحة اول ما يتردد على مسامعنا نحن الشرقيين كلمة حب حتى ينصرف ذهن المقابل الى وجود علاقة تجمع بين رجل وامراة ، " شاب وشابه " . وهذا لا يعيب لان الحب اسمى علاقة تربط الرجل بامراة، وكون الطرفين مختلفين فيسولوجيا ونفسيا فهم متعادلين احدهما نظير الاخر يكمل احدهما الاخر ويكونان الاثنان جسدا واحدا " تك 2 : 18و 24 " ...

 

   اسعد مرحلة من حياة الانسان "عندما يقع بالحب" لانها يتمتع بها بمشاعر ممتعة في علاقة رومانسية مثالية. إن هذه المشاعر حسنة،. ولكن هؤلاء أحياناً لا يبصرون حقيقة الموقف ويمكن بسهولة أن يخطئوا في الإعتقاد أن مشاعرهم القوية هي محبة حقيقية. لان الحب الحقيقى هو الحب الناضج فليس كل تعلق عاطفى حباّ وليس كل شاب يقول لفتاة “انى احبك ”او بالعكس" يكون ذلك حباّ حقيقياّ فقد يكون حب امتلاك او مجرد حب للذات اى يحب الانسان ذاته في المقابل .. ..

   وهذا قد يقود الى فشل غالبية الزيجات الناشئه عن هذه العلاقة. الى جانب اسباب اخرى منها تاثر احدهما اوكلاهما بالعوامل المحيطة بهما سلبا او ايجابا، لاننا جميعا نعيش في عالم مادي تتصراع فيه المصالح والامنيات والشهوات، فالعوامل الاقتصادية والمالية والمعاشية ولسلوكيات الفردية النزعة "الانــأ" تزعزع الثقة بين الطرفين وتسبب بانهيارهذه العلاقة، وعلينا ان لانستغرب لانها هذه هي سنة الحياة الطبيعيه فالعلاقة الانسانية تدور وجودا وعدما مع محور الاحداث والمتغيرات المادية التي نعيشها في عالمنا المادي .....

 

    ثانيا –  أذاً من نحب ..؟؟

    الانسان روح وجسد، فكلما يسعى الانسان الى تحقيق رغبات الجسد وشهواته كلما كان جسدا علمانيا ماديا ينعكس على سلوكه وتصرفاته، وكلما ابتعد عن شهواته واهواء الجسدية كلما تقرب الى الروح ليصبح انسانا روحيا، ترفعه الى سمو الاخلاق والتصرفات، ولكن كيف نعيش الروحانيات ونحن نعيش في عالم مادي؟؟ صحيح نحن نعيش بعالم مادي ومغرياته ولكن الله انعم علينا بروحه المقدسة، اذ اننا نعيش اليوم بزمن النعمة التي منحها الرب الينا بعد صعوده الى السماء، لنعيش بقيم روحيه مسيحية في العالم، ليعرف العالم اننا ابناء الله، الله الزمنا ان نحب بعضنا بعضا، لان من لا يحب لا يعرف الله، لان الله محبة " 1 يو 4 : 8 " ؟؟ لا بل اكثر من هذا الرب يسوع اوصانا ان نحب حتى اعدائنا، ونصلي من اجلهم، وقال ان اهم وصية عند الله هي ان تحب الرب اللهك، وثانيا ان تحب قريبك مثل نفسك؟؟. ،. الله علمنا التضحية عندما نحب، كما هو ضحى بابنه من اجلنا نحن الخطاة، يو 3 : 16 ، ولاحظوا كم كان الابن محب للبشر عندما قبل ان يضحي من اجل خلاصنا، فقدم نفسه على الصليب ليموت عوضا عنا." فيلبي 2 : " هل هناك حب اكثر من ان يضحي احد من اجل الاخرين؟؟ ، الله هو مصدر المحبة وقد اوجد فينا امكانية المحبة حينما خلقنا على صورته ( تك 27 :1 )

كلما كان الانسان متصالحا مع الله كلما كانت العاطفة نقيه مقدسة متحررة من الانانية فتصدر منها مشاعر الحب الحقيقى وتهرب منها الكراهية والانانية والشهوة . ونكون بهذا قد اخترنا وعرفنا من نحب ..؟؟ فهو ربنا وحبيبنا يسوع المسيح الذي احبنا ومات من اجلنا، ..

 

  3- كيف نعيش الحب  

  الحب كما قلنا أقدس عاطفة منحها الله للانسان، ومهما حاول الإنسان أن يدنسها بفجوره أو شروره لايمكنه ذلك لانها من الله ،الذي هو نفسه محبة، ونحن المسيحين بعد ان عرفنا من نحب، ولكي تزداد محبتنا معه علينا ان نعيشها، كما اوصانا بان نحب بعضنا بعضاً، وليس هذا فقط بل أن نحب أعداءنا أيضاً، فنحن ان لم نحب الشخص الذي معا نراه ويرانا، فكيف يمكن ان ندعي باننا نحب الله الذي لا  نراه .؟؟ ..

الكتاب المقدس يقدم لنا  الحب المطلوب ان نعيشه ليس كمشاعر انسانيا، بل كفعل إرادي اختياري نمارسه بمعزل عن اي غرض او هدف او شهوة . فالحب نحن نختاره؛ عندما  نكرس أنفسنا لنعمل ما هو الخير لشخص آخر نعرفه ام لم نعرفه.. وهذا هو الحب الحقيقي ليس فقط لشخصك بل لما تقدمه للاخرين لمجد اسم الرب، لان النظرة الكتابية للحب هي ان يوجد الحب بمعزل عن المشاعر؛ فلا حاجة للهرمونات لكي تفرز دوافع الحب ، ونحب؟ لاننا  نحن نعيش الحب دائما كما اوصانا ربنا المسيح عندما قال يوحنا 13 : 34 و35

وصية جديدة انا اعطيكم: ان تحبوا بعضكم بعضا. كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي: ان كان لكم حب بعضا لبعض"..

  فلكي يكون الانسان متصالح مع الله تكون العاطفة عنده نقيه صافية مقدسة متحررة من "ألانـــا" فتصدر منها مشاعر الحب الحقيقى وتهرب منها كل الشرور من حسد وحقد وكره وبغضاء وغيرها.. لهذا تكون الحياة بدون حب جحيما لا يطاق، فالحب نعيم تكريس لحياتنا الارضية لنتعلم كيف نعيش في الحياة الابـــديــه  ،، ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة "..1 يو4 : 8 ....

. يقول جبران خليل جبران ( 1883-1931)  ص17 من كتابه " النبي ". أما أنت إذا أحببت فلا تقل إن الله في قلبي ، بل قل بالأحرى : " أنا في قلب الله " ......  فعلا ان احببت فانك تكون في قلب الله ، لان الله محبـــــــــــة ...  اميــــــــــن..

                           الرب يبارك الجميـــــــــــــــع ..

       يعكوب ابونا ........................ 3 /3 /2023

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.