اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مسيحيو الشرق والتواطؤ الدولي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عصام شابا فلفل

مسيحيو الشرق والتواطؤ الدولي

 

ان المتتبع لمسلسل ارهاب المسيحيين في منطقة الشرق الاوسط  لياخذه عجب العجاب من الصمت الدولي القاتل رغم المؤامرات التي تحاك وتقام ضد هذه المجموعة المسالمة  علما بانها لم ترتكب جرما او اثما بحق احد وفي جميع البلدان التي تقطنها .. فالارهاب الذي طال ويطال ابناء هذه المجموعة لهو بفضاعته اشنع مما قام به هولاكو ابان سقوط بغداد ، رغم كون المسيحيين من اخلص الناس لبلدانهم والدليل على ذلك هو مشاهدة العديد من الخونة لبلدانهم في الشرق الاوسط من الجواسيس والمتخاذلين ويظهرون على شاشات التلفزة وعلنا ، ولكن لم نجد بينهم مسيحي واحد على الاقل خان بلده او تجسس لصالح دولة اخرى ..وهذا اكبر دليل على دحض جميع نظريات الاخرين باتهام المسيحيين بالعمالة للغير ..وقد بدا مسلسل الارهاب للمسيحيين في الشرق الاوسط في بدايات القرن العشرين مع بدايات انهيار الدولة العثمانية المتخلفة ،والتي كانت تعزو سبب انحطاطها وتخلفها ( كما قلنا اعلاه ) الى عمالة المسيحيين للاجنبي ،وتناسى حكامها انذاك بان تخلفهم وانغماسهم في الملذات وظلم الشعوب كان السبب في انهيار تلك الدولة المترامية الاطراف  ، فمذبحة الارمن الفضيعة التي تعتبر بحق بقعة سوداء كبيرة بجبين تركيا ولحد هذه اللحظة ، كانت الفاجعئة الاولى في بدايات القرن العشرين التي ذهب ضحيتها عشرات الالاف من المسيحيين الابريا ومن ضمنهم ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ايضا ،ورغم بشاعتها الا انها لم تحرك ضمير الانسانية مطلقا ، وظلت ملفاتها مركونة على رفوف الامم المتحدة ومجلس الامن ومنظمات حقوق الانسان الى هذا اليوم تقريبا ،الا ان الاتحاد الاوربي قد احس باللعبة مؤخرا واتخذ منها طابعا سياسيا ومباشرا ليمنع تركيا من الانظمام الى صفوفه  الا بعد اعترافها بتلك المذبحة الشنيعة ، علما بان الغاية من ذلك لم تكن الا التطهير العرقي لهؤلاء الناس بسبب انتمائهم الديني لا اكثر ، وبسبب ذلك اصبحت تركيا منبوذة تقريبا من الاتحاد الاوربي ..ومن ثم جاءت مذبحة سميل الرهيبة التي قام بها المقبور بكر صدقي في العراق عام 1933 والتي ذهب ضحيتها عشرات الالاف ايضا من ابناء شعبنا .. ومن ثم توالت الاحداث في العراق .. ففي النصف الثاني من القرن المنصرم ،وبعد احداث الموصل عام 1959 تم عام 1963 إعدام ( 12) اثنا عشر رجلا من رجال تلكيف وامام انظار ذويهم كي يزرعوا الرعب والارهاب في نفوس ابناء البلدة الجريحة  ،ولم يتوقف  الموقف هنا ، بل استمر الاضطهاد والارهاب بحق ابناء شعبنا ، وكانت مذبحة صوريا التي ارتكبها المجرم عبد الكريم الجحيشي عام 1969 بحق أبنائها العزل دون ذنب ،   ومن ثم المعارك التي خاضتها الدولة ، واخرها كانت معارك الانفال التي استعملت فيها الاسلحة الكيمياوية  ضد ابناء الشعب في اقليم كردستان والتي اودت بحياة الالاف ايضا خلال دقائق معدودة .. واستمر الارهاب يسير ..بل وازداد شراسة على ابناء هذه الفئة المؤمنة في الاونة الاخيرة ، ليس في العراق فقط وانما شمل بظلمه  كل بلدان الشرق الاوسط ،، فالذي يدور في مصر من اضطهاد للمسيحيين لهو بحق بؤرة الارهاب الدولي، فقرية الكشح ونجع حمادي اصبحتا رمزا بارزا في المسيحية اجمع لما لها من مقومات تجعلها في المقام الاول من بين المدن المضطهدة لكونها مدن مسيحية لا اكثر ، علما بان هناك الاف من الجرائم التي ترتكب يوميا بحق اشقائنا مسيحيي مصر ، وكل ذلك يحدث امام انظار الحكومات التي تتميز بعنصريتها ضد المسيحية والمسيحيين في كل دول الشرق الاوسط والسكوت والصمت الدولي القاتل   ،،وكذا الحال  بالنسبة لمسيحيي لبنان وفلسطين والاردن والجزائر والمغرب والسودان والصومال ..الخ من دولنا الشرق اوسطية الموقرة .. كل هذا .. والعالم ساكت وقد صم اذانه عن تلك الجرائم الوحشية ,, وفي المقابل نرى التعاطف الكبير مع الاخرين حين تمس قضيتهم حتى وان كان المساس حالة سياسية ، نرى ان كل دول العالم تنقلب راسا على عقب لأثارة الموضوع وتدويله ..كما حدث في كوسوفو مثلا .. حيث اعتبرت القضية ابادة جماعية بينما كانت الحالة حرب اهلية بسبب انقسام يوغسلافيا السابقة ليس الا.. اما في دولنا الشرق اوسطية فان اضطهاد المسيحيين يحدث امام انظار العالم اجمع ،والغريب ان السادة رؤساء الدول الكبيرة المستفيدة من هذه الحالة يدعون الى التهدئة بدلا من ايجاد حلول لماساة هذا الشعب المقهور،  وكأن الحالة هي حرب بين جهتين متناسين بان هناك حملة ابادة من طرف واحد على طرف مسالم مظلوم مخلص في واجباته تجاه وطنه  ، فالذي يقرا الاحداث من اصولها سيرى بان هناك تواطؤ دولي كبير وسيناريو قذر تشترك فيه دول الشرق الاوسط وبمعاونة الدول الكبرى والامم المتحدة والاتحاد الاوربي  وبمساعدة الحكام المحليين ومنظمات حقوق الانسان التي لم تحرك ساكنا رغم ادعائها بكونها تدافع عن حقوق الانسان لإبادة المسيحيين من منطقة الشرق الاوسط اجمع ، فبريطانيا كانت المتواطيء الاول والذي قاد الارمن والشعب الكلداني السرياني الاشوري الى مذبحة العثمانيين ، وكذلك كانت المحرك الرئيسي والمتواطيء في اعطاء الضوء الاخضر لبكر صدقي والحكومة العراقية  في مذبحة سميل .. والسكوت الامريكي على مذابح المسيحيين في العراق ومصر والجزائر والمغرب وعدم تحريكهم ساكنا ..لهو نوع من التواطؤ ايضا ، اذ يحصل كل شيء امام انظار الامريكان وعلى جميع المستويات ،وكذلك الاتحاد الاوربي ايضا  لهو شريك بهذه اللعبة القذرة التي تنفذ بايدي اناس ليس في عقليتهم سوى القتل والتهديد والوعيد منطلقين من كونهم اناس جهلة لا يفقهون من قيم الحياة الا جهلهم  ..اذن هنا نسال كل تلك الدول ونقول لهم ..ماذا يعني صمتكم القاتل .. والى ماذا تعزون عدم تحرككم لنجدة هذا الشعب ، بينما انطلقتم راكضين لنجدة ابناء كوسوفو وحررتموهم من نير ميلوسوفيج  والقيتم القبض عليه واحلتموه الى المحكمة الدولية لكونه متهم بابادة شعب كوسوفو، بينما الشعب المسيحي في دولنا الشرق اوسطية يباد كل يوم وتناقص عدده الذي كان يربو على العشرين مليونا الى عدة ملايين خلال بضعة سنين ..كيف تكون الابادة يا سادتنا المحترمون في المنظمات الدولية .. ويا منظمات حقوق الانسان ..ويا دول الغرب التي تتبجح بالديمقراطية ..؟ اليس ذلك دليل قاطع على تواطؤكم انتم مع الذين يبيدون هذا الشعب .. بل بالحقيقة انتم الذين تبيدون هذا الشعب ولكن بايادي غيركم ../ 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.