اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• لغة التراشق تعود مرة اخرى بين مثقفي شعبنا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عصام شابا فلفل

لغة التراشق تعود مرة اخرى بين مثقفي شعبنا

 

في خضم المآسي التي تمر على امتنا ومن التي يندى لها جبين الانسانية ، وخاصة في الاونة الاخيرة نرى ان مثقفينا وكتابنا الافاضل ( ونحن من ضمنهم)  تاخذهم حمية الكتابة والتسطير دفاعا عن امتهم ، وهذا طبعا شرف عظيم لكل كاتب يكن ِلأمته الخالدة كل هذا الحب ، ولهذا نجد بان جميع كتاباتنا دون استثناء تصب في خانة وحدة الامة والعيش على ارض الاباء والاجداد بسلام وامان ، وهذه هي اقل حقوق يتمتع بها أي شعب ، فكيف اذا كان هذا الشعب هو الاصل وباني امجاد هذه الارض منذ عشرات الالاف من السنين ...؟ لذا فنحن نقول بارك الله في جميع الكتاب من ابناء امتنا المجيدة دون تمييز بين هذا او ذاك، لأنهم جميعا اعزاء وجميعهم غيور على امته .. وكلهم فخر لنا  اينما حللنا لأنهم يمثلون الوجه المشرق لهذه الامة المعطاء .. ولكن الذي يحز بالنفس ان نجد بعض من احبتنا ممن يكتبون يعمدون الى السجال الغير المنطقي بعضهم مع بعض ودون مبرر ، فبعضنا يختلق حربا كلامية مع الاخر ،والاخر يرد باسلوب ينم عن سخرية فاضحة  او عن الشعور  بالعداء للطرف الاخر .. وهكذا.. ولم يدر بخلد احبتنا بانهم ابناء بررة لأمة خالدة ..ولست ادري لم كل هذا السجال ولم كل هذا التراشق بالكلام الغير المحبب ..

احبتي ويا اخوتي الافاضل .. ارجو ان لا اكون من الذين يتدخلون في توجيه افكاركم ..ولكن ارجوكم ان تاخذوا كلامي على محمل الجد.. لقد اصبحنا بفضل تلك التراشقات الكلامية الغير مبررة عرضة لسخرية الاخرين ..بل واصبحنا لقمة سائغة بين اسنانهم ، فكلما كان سجالنا لا منطقيا في تحليل امور بعضنا ، كلما استفاد الاخرون من تلك النقطة ، لا بل يعتبرونها نقطة ضعف اخرى تضاف الى نقاط ضعفنا اللا محدودة .. فأرجوكم يا احبتي ان تبتعدوا كل البعد عن تلك التراشقات ،وان لا يتربص احدنا بكلام الاخر ونقوم بنقده لأنه قال الكلمة الفلانية والعبارة العلانية ، فربما يقصد الكاتب ( س) غير المعنى الذي فهمه الكاتب (ص) ..اذن لم كل هذا الانزعاج من بعضنا .. ثم اننا نقول جميعا باننا نكتب باستقلالية تامة دون الميول لجهة ضد اخرى..وهذا جيد جدا ومبشر خير ما دمنا نسير في هذا النسق ، ولكن رغم كل هذا فاننا نرى بان بعضنا ينقد ويتهم بشدة كل كاتب لا يمثل فئته السياسية او لم يوافقه رايها ،وهذا دليل اخر على ضعفنا ، يا اخي الفاضل انت حر برايك السياسي وليس من حقك ان تفرضه على الكتاب والادباء والفنانين الاخرين ، بل وليس من حقك ان تنقد الناس الذين لا يؤمنون بفكرك السياسي  لأن كل فرد حر بما يعتقد وهذه هي الديمقراطية الحقة .. يا سيدي الفاضل ..ان سياسيينا الكبار اجلهم الله تراهم حين يجتمعون مع بعضهم يكونون يدا واحدة لا يمكن لأحد ان يدخل اصبعه بينهم .. وهذه حقيقة نراها دوما حين يجتمعون مع بعضهم سواء كان ذلك في الاجتماعات الرسمية ام في الاماكن العامة ، فلماذا نحن نتزمت لهذه الفئة او تلك اذن .. فانا لم اسمع يوما بان مسؤول الفئة او الحزب الفلاني قد تكلم على مسؤول الحزب العلاني بسوء .. بل العكس تماما يمدحه ويقول نحن اشقاء ..بل نحن واحد وان اختلفت آراؤنا السياسية ... هذا هو منطق ساستنا الكبار ،وهو المنطق الصحيح طبعا.. ولنعد الان الى  الموضوع الذي دوخ الامة من اقصاها الى اقصاها وهو موضوع التسمية والسجالات والجدالات التي تتداخل فيه والتي توصلنا الى النفق المظلم دائما .. وهنا اقول ..اخي المثقف الفاضل ابن امتي الغالية .. ان كنت اشوريا او كلدانيا او سريانيا  وتؤمن بان مبدؤك هو الاصح وهو الالف والياء ، فدافع عن هويتك وليس من حقك ان تلوم الاخرين ممن لا يؤمنون بمبدئك.. فاعمل في هذا الاتجاه اذن ولا تحمل الاخرين مسؤولية عدم تكافؤ الفرص لك.... اما ان كنت وحدويا (كلدانيا اشوريا سريانيا ).. وانت تؤمن بان شعبك شعب واحد فاعمل بهذا الاتجاه ولا تحمل الناس مسؤولية فشل مشاريعك التي اعددتها .. لذا فانا ادعوا كل المدعين ان يبتعدوا كل البعد عن الانانية .. حيث ان الاستعلاء على الاخرين واعتبارهم من التوابع فتلك هي كارثة حقيقية ، لأني الذي ضحى بالامس فعليه ان يضحي اليوم ايضا ، ولا يحمل الاخرين ممن لم تسنح لهم فرص النضال أي منة ، لأنه اختار نضاله بنفسه حين سنحت له الفرصة ولم يجبره احد على ذلك .. ثم هناك موضوع اخر وهو نظرية الانا التي تسيطر على افكار الكثيرين منا .. تلك النظرية الماساوية التي خلقت الكثير من التشتت بين ابناء شعبنا .. حيث ينبري احدهم ويقول ( اما انا في الملعب او اخرب الملعب) .. تلك كارثة كبرى احبتي الافاضل ، لأن الساحة السياسية مفتوحة للجميع ومن حق أي انسان ان يختار منهجه ولا غبار على ذلك .. فنظرية الانا تجعل الغرور يتسلق اكتاف بعضنا بحيث يجعلنا نشعر بانهم يستعلون على المجتمع ، وهذه حقيقة بل اصبحت تطفو على السطح وفي جميع مجالات الحياة ، بل ونقرأها دوما ونشاهدها ونسمعها عبر وسائل الاعلام كافة ... وهناك شيء استغربه حقا ،وهو ان جميع المتراشقين بالاقوال من ابناء جلدتنا وللأسف الشديد هم من الذين تركوا ارض الوطن واقاموا بين ثنايا بلاد الغربة ، واشد غرابة من ذلك انهم يتباكون على ارض الاباء والاجداد وينعتون الاخرين بانهم قد اغتالوا الارض او قتلوها ،ولم يدر بخلدهم بانهم قد قتلوا ارض الاباء والاجداء وذبحوا كل الذين يعيشون عليها بسبب هجرتهم ، وان الذي نعانيه اليوم في ارضنا الطيبة من قتل وخطف وتشريد وغيرها من المآسي هو بسبب هجرة احبتنا لوطنهم وتناقص عددنا الى ادنى مستوياته ، فبعد ان كنا اكثر من مليونين قبل سقوط النظام تناقص عددنا بسبب هجرتهم الى اقل من سبعمئة الف .. فيا للعجب .. ،لذا فنحن نؤكد هنا ونقول لهم.. احبتنا الافاضل ليس من حقكم ان تتكلموا عن ارض تركتموها بارادتكم ، لذا اخوتي راجعوا انفسكم قبل ان تكيلوا السباب والشتائم احدكم للآخر وانتم جميعكم تقريبا خارج ارض الوطن .. وفي الختام احب ان اقدم شكري وتقديري لكل احبتنا الكتاب الافاضل ..وارجوهم ثانية الابتعاد عن لغة التراشق المقيتة والتقيد باداب الحوار البناء  دون اللجوء الى القول المغرض الذي ينتظره الاخرون ممن يقتاتون على سجالاتنا .. واخيرا اقول بارك الله بابناء امتي جميعا.. تحياتي  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.