اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مسرحية كلكامش تتحول واقعا// سعيد شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مسرحية كلكامش تتحول واقعا

سعيد شامايا

 

استرعى انتباهي خبر رغم أنه من الاخبار التي تحصل يوميا تعلن عن مصدر نكبتنا والتي نتوقعها بألم حتى بات العراقي يألفها وبئس تلك الالفة. يعلمنا الخبر أن في وزارة التجارة مورس فساد كبير لكن نزيها واسمه (الموظف المخلص ناظم نعيم) تصدى له بالاسلوب الممكن فضمنه في ملف يفضح فيه نوع وحجم الفساد لينقله الى اية مؤسسة نزيهة تعالج قضايا الفساد، لكن عيون الفساد كانت منتبهة واسعة ترصده فقضت عليه بجهاز تفخيخ صغير الصق بسيارته ليرحل ناظم شهيد نزاهته (ومسرحية كلكامش اسمته نزيه كما سناتي الى موضوعنا) وقد استطاعت الاجهزة الخاصة أن تكتشف المجرمين الذين نفذوا الجريمة والمؤسف أن هويتهم حراس ومرافقون مكلفون بالامن والحماية إنقلبوا ذابحين للامن، الى هنا والخبر اذيع ووصل الى العدالة وأخذ موقعه ومجراه في حصر جريمة القتل بالحراس والبقية من الحساب المطلوب ينتظره الشعب كما في اسوأ منها!!!! وبئس الالفة التي تعودناها حتى ضاق بها شبابنا فارتفع صراخهم ليملأ اجواء مدننا بشجاعة وصراحة ولكن ؟؟؟؟؟

قبل سنتين كتبتُ مسرحية عنوانها (ليش سميتوني نزيه) وانتجها مركز كلكامش عرضت في قاعة اور/ جمعية الثقافة الكلدانية مشكورة وكان لها موقعها في فضح اسوا مرض ابتلى به شعبنا ووطننا الا هو الفساد وهو العامل الاهم في الوضع الماساوي الذي يعيشه شعبنا العراقي.

تقول المسرحية في اول مشاهدها، أُم تخاطب صورة زوجها المناضل التقدمي الذي خسر حياته بسبب نضاله وعناده وعدم انحنائه ولو قليلا حين مرت به العاصفة ليسلم، تعاتبه المنكوبة (ليش يا طيب ما جزت الا أن افرغت كل افكارك وصفاتك بدماغ ابنك الوحيد ورحلت مرفوع الرأس يوم مدحوك بالعزاء، ولكن تعال وشوف وين انا وابنك اللي فوكاها سميته نزيه، وريحة نزيه لاتعجب القوم اللكبار اليوم الي بيدهم مفاتيح العيش والحياة) /عذرا قارئي رافقني الى خلاصة المسرحية/ نشأ نزيه حريصا على افكار ابيه الراحل وكان قديرا رغم المصاعب التي ورثها أن يتفوق في دراسته لكن صعوبة الحصول على العمل بعد تخرجه بتفوق خيب أمل أُمه التي حلمت به، وبعد محاولات ومتاعب اقنعته الام القلقة أن يذهب الى خاله المنغمر بالمكاسب والمغانم نتيجة علاقاته مع شخصيات كبيرة لكنه كان يبتعد عن خاله الذي كان دائما خصما لابيه ولافكاره، بعد يأس انصاع ليوافق على العمل عند صديق خاله شخصية كبيرة لها مصالح ومشاريع كبيرة يفأجا الشاب بما وجد من مشاريع تنفذ بعيدة عن الصدق والنزاهة وهذا معجب بقدراته في انجاز العمل المتراكم ويعده ببيت مؤثث وبسيارة وبزواج قريب فيصاب بصدمة حائرا كيف يعالج وضعه ام ينسحب وقلقه من خاله، وهو في العمل يحذره صوت والده مرارا، فيقول هلم يا ابي ارشدني يقول له انه صوتك يانزيه افعل مايمليه عليك ضميرك، في البيت حين تستدرجه امه يقول ان الاستاذ سيوفر له خلال هذه السنة بيتا وسيارة وزوجة، تفرح قائلة (دير بالك ابني اخدم الرجال هو ابن اوادم الله يوفقة ويخليه لكنه يجيبها بغضب، لا ما هو ابن اوادم بل ابن الكلب والله لا يخليه ولا يوفقه وتغضب الام وتحذره من افكار ابيه تقول قلقة داشوفك هل ايام ما تنام مخبوص مع هل اوراق وأنا فرحانا، ليقول لها هذه ضميري اعدها للنزاهة وحين تسأله من هي هاي نزيهة يو نزاها يستدرك خائفا لانها تنقل كل امورهم الى خاله فيقول: لا يوم انا اتشاقا، نزاها صديقة من الكلية عندي بعض الشغل تساعدني بيه) ويأخذ ما جمعه من الوثائق والملفات والمستندات الفاسدة يقصد النزاهة، وما ان يتصل الخال ليبشرها برضى صديقه ووعوده لنزيه تخبره بما دار بينهما فيسرع الخال ليحذر صديقه فيتم اغتيال نزيه قبل وصوله الى النزاهة، وهذا ما حصل للمرحوم النزيه ناظم نعيم ليسجل مسرحية فاعلة وكانها مستنسخة، ترى هل كان مركز كلكامش منذ سنتين محذرا صادقا موفقا في عمله؟

 

واليوم اثارنا هم جديد البطاقة الوطنية من مفهوم الغبن الجديد، ايضا كتبتُ مسرحية يستعد مركزنا لانتاجها هي من ذات الهم، عائلة موفقة سعيدة تهددها الاوضاع العامة يشك رب البيت أنه مرشح للاختطاف ونجاته لا تتم باقل من عشرة دفاتر (مئة الف دولار)، اي بالكاد يكفي ثمن سيارته وأثاثه ليسدد نصف المطلوب او قد يفقد حياته، فيقرر ترك بغداد ويحصل اشكال بين الزوجين حول اسلوب المغادرة هنا يتدخل الجار الطامع بالزوجة الطيبة والجميلة الساعية للاستعانة باهلها لحل المشكلة، وبخدعة المخلص يقنع الجار والجارة أن يوصلاها الى اهلها، فيختطفها ويحاصرها لتعلن اسلامها وهي ترفض دون جدوى، فلا يسعها الا ان تقول في النهاية لاخته الجارة التى وثقت بها (انتم كافرون تختطفون لمصلحتكم مستغلين دينكم، هل تصدقين باسملتي؟؟)لكن هذه هنأتها باسلامها، تجيبها المنكوبة (إن شهادتي شكلية لانني بدأتها برسم الصليب وشهادته راسخة في كياني كم كانت مشهدا هزليا تلك التلاوة مع السيد وهكذا ريتا ذات الاشهر الثلاثة وهي ترضع تلت الشهادة بفصاحة وتحول اسمها من ريتا الى زينب اليس هذا ما ستعلنون عنه؟؟؟) وتقفل على نفسها طالبة الله المغفرة وتصلي صلاتها الاخيرة وتودع زوجها واهلها وتنتحر. كان هذا وصفا مختصرا لعالم المعانين تعرضه المسرحية بحوارات مؤثرة مشوقة. هل ستكون نموذحا لمظالم جديدة كما في الاولى ؟

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.