اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• التفاعل.. ألأنساني... الديني... القومي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ناصر عجمايا

·        التفاعل.. ألأنساني... الديني... القومي

 

توجد مقومات اساسية للانسان , في التعامل الانساني.. من خلال الرسالة الانسانية السمحاء, التي يحملها  كل انسان, متواجد على الارض..وهنا لا قيمة للانسان , لفقدان انسانيته كانسان ,  من مارس الحياة بعيدا عنها , بالتاكيد.. يتحول الى كائن آخر.. فاقد لصفاته الانسانية , الذاتية ..ليتجاوزها  بعيدا عن الوعي, او بخلل ذاتي , او طمعا بحب المال , ليعمي العيون , وينهي الانسانية للانسان , تلك مصيبة مرضية قاتلة , فناء تواجدها مفضل على البقاء حية امام الانسانية ( الموت اهون من البقاء)..

 

اما الجانب الديني .. فالانسان حر بما يدين , او لا يدين .. فالدين هو  تفاعل بين الانسان والروح  , بين كائن حي ناطق , وبين الروح الغيبي الذي لا يرى .. بل يتخيله ..وارثا للدين من الجيل السابق.. وهكذا الاجيال تتعاقب.. وراثيا من خلال العائلة ..التي ترعى وتحضن وتقدم خدماتها , لذلك الانسان , وهو تقليد للموروث العائلي والمناطقي والمجتمعي , وتباين في التدين , ضمن العلاقة الروحية بين الانسان وما وراء الطبيعة , كما على الانسان الاستفادة من القيم الروحية في بناء السلوك الفردي والذي يعكس على المسيرة الذاتية , بموجب ما تحتويه تلك القيم الروحية من صيرورة الحياة , اضافة الى ما يتوارثه من المجتمع الذي يحيط به. ضمن المنهج العملي في الممارسة مقارنة بالفكر الروحي من الوجهة العملية وليس فقط التشبث بالموروث , الذي يتحول الى العقم الفكري وافيون الثرثرة , مناقضا للفكر الروحي نفسه , ليبقى التدين هزيلا وروتينيا قاتلا .. اذا  لم يتفاعل مع القيم الانسانية , المطلوب تواجدها بالفرد للاستفادة من تلك القيم الروحية في بناء الذات العملية , بعيدا عن الثرثرة الهوجاء الفارغة التي تعكس سلبا على الدين نفسه , وهنا تكمن الخسارة الروحية للفرد و للدين ويكون التشبث الديني فاقدا تواجده  عمليا, كما يحصل الاضرار في الدين ويبعد الناس عن التدين وعن روحانيات الفكر , وخاصة عندما يتحول التدين الى الاصولية والتعصب  القاتل للانسان, حاملا آثار اصولية متصلبة تدمر الروحانيات التي يحملها ذلك الفرد المتعصب القاتل المدمر لاخيه الانسان , لتتحول نفسية الفرد الى سايكولوجية شريرة فاقدة للذات الانسانية بحكم الظرف الموضوعي المرادف للانسان , وتاثيراته الكبيرة على سلوكية الفرد , وناتج مجموعها تؤدي الى الاخلال في مسيرة المجتمع عموما , ليفقد القيم الروحية السمحاء , المطلوب تواجدها في الفرد والمجتمع , في الوجهة العملية , بالمماسة  الفاعلة.  وبعكسه , يؤدي الى فقدان الضمير الانساني الذي يحمله الفرد , فينشأ عليلا مهموما , بعيدا عن روح الانسان  والفكر الانساني في التعامل اليومي بين البشر , ليتحول الى مفترس مالي باي طريقة ووسيلة كانت  ليتحول الى وحش المال , ليحيا هو وحده ليموت الناس جميعا لا يبالي بما يحدث للناس الاخرين من بعيد ام قريب , نتيجة انانيته ومرضه النفسي المرادف لشخصيته المريضة في حب الذات والحفاظ على الانانية القاتلة .

 

 بالتأكيد تاثيرات الواقع المرير الذي عايشه ويعيشه ذلك الانسان بفعل التاتير السلطوي القاتل للروح الانسانية قد تاثر بها بشكل كبير حاملا مزيدا من الامراض النفسية في المجتمع والتي من الصعوبة استئصالها . ذلك هو افيون قاتل للانسنانية وفكرها النير في خدمة المجموع , تلك الامراض التي اكتسبت من الانظمة الشمولية الاستبدادية , التي قست بارهاب الفرد والمجتمع .

 

اما الجانب القومي للحفاظ عليه وحتى تقديسه لابد منه..لكن ليس على حساب الانسان الاخر بل المطلوب احترام الاخر والابتعاد عن التعصب القومي الاعمى كي لا يتحول الى ابتزاز انساني , وتستغل القومية ومفرداتها ..للمتاجرة بها على حساب الانسان , من نفس القومية او من القوميات الاخرى او الانتقاص من هذا وذاك , تلك الاساليب تضر اضرارا كاملا بالقضية نفسها , لتعزلها عن الجماهير فتفقد وزنها وأواصرها في اوساط الناس , حتى يبدا التكفير بها واحتقارها كون تلك القومية اضرت بالانسانية  , وبهذا تتحول تلك القومية من نظرتها الانسانية الى الشوففينية القاتلة لينبذها شعب كل القوميات في العالم بما فيه نفس شعب  القوم  المتحضر انسانيا. الناس يريدون ضمان العيش , ومستقل الاجيال , والحياة المتطورة , بعيدا عن القتل والاستغلال والدمار , والثأر والتخلف  والتعب كي يتطلعوا الى الراحة والامان والسلام , وضمان الصحة والدراسة والمستقبل الموعود للبشرية وتحقيق الامن والسعادة والحياة الجديدة.

 

البناء الذاتي للانسان مطلوب , في المراجعة المستمرة لها , وحساب السلبيات والايجابيات وتقويمها لتقليل السلبيات وانهائها من خلال تذليلها زمنيا , في غياب بناء الذات الواعية المتعلمة والمتنورة بفكر انساني سليم ومعافى  لا يمكن الوصول الى المرجو والمطلوب من القوم و الدين و الانسان.

 

التفاعل العملي الفكري الواعي , بين الذات الانسانية دينيا وقوميا , مطلوب ولكن بشكل عقلاني , مدروس ذات الفهم النير للوصول الى الحقيقة واحقاق الحق , وممارسة العدالة الانسانية الاجتماعية الاقتصادية الفكرية بين القوم والاقوام الاخرى , وجعل الانسان المناسب في الموقع المناسب دون المحسوبية والمنسوبية والوجاهية والعشائرية والقومية والمحاباة الشخصية.

 

تلك هي امراض قاتلة وفتاكة لابد من ازالتها وانهاء وجودها ليتحول الانسان الى الضفة الآمنة للعيش بسعادة , بالرزق الحلال بلا استغلال الانسان لاخيه الانسان , في وطن واحد معافى سيادي يتكون من مختلف القوميات والشعوب المتنوعة يحضنها الوطن الواحد , والعمل الواحد الموحد لخير الانسان  وتقدمه  وتطوره نحو الافضل والاحسن , في تربة نظيفة معقمة غير ملوثة  ..

 

(كما الورود المتنوعة الخلابة الزاهية الفواحة في مزهرية واحدة اسمها.. الوطن..)

 

ناصر عجمايا

 

ملبورن 21-04-09

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.