اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أين نحن والحدث الطاريء، وما علينا فعله ومعالجته (1)؟// منصور عجمايا

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

أين نحن والحدث الطاريء، وما علينا فعله ومعالجته (1)؟

منصور عجمايا

 

في الظرف الحالي المعقد والدامي والتشريد والنزوح من مناطق السكن والسبي للنساء والشابات والطفولة والقتل المنظم المستمر من قبل داعش وماعش وهلم جرا .. الذي يمر به شعبنا العراقي ووطننا العزيز ، من مآسي وويلات وأنتهاكات لحقوق الأنسان والوطن لخراب دائم ومستمر بلا قيود في غياب ضمائر تحس الحدث والألم والمصاعب والمصائب المتواصلة كل حين بحق الانسان العراقي ، محدثة تغييرات وتعقيدات كبيرة على الوضع ليزيد أزمات جديدة على أزمات سابقة من جميع النواحي السياسية والأجتماعية والأقتصادية والمالية والتعليمية والخدمية ومجمل مناحي الحياة الكئيبة المرادفة للأنسان العراقي قبل التغيير وبعده ، خاصة بعد أفعال وممارساة  داعش لأحتلال الموصل وضواحيها سنجار وتلعفر وتلكيف والحمدانية وبعشيقة ومناطق سهل نينوى وتكريت ومناطق من الرمادي وديالى وكركوك وحتى ضواحي بغداد ما بعد 10 حزيران 2014 ، بعد أنهيار تام وكامل للقوات الأمنية والعسكرية مما أدى الى تقدم داعش وأحتلاله لأكثر من ثلث العراق مساحة وليصبح ربع سكان العراق تحت أمرتهم وجبروتهم وقسوتهم وتنكيلهم وعنجهيتهم وصلافتهم الأجرامية اللامثيل لها في التاريخ البربري المتوحش ، مما أدى الى كارثة أمنية وسياسية وأجتماعية ونفسية وحياتية لعموم العراقيين بعد نزوح جماعي من المناطق المحتلة من قبل داعش ، وخصوصاً للأقليات القومية والأثنية والطائفية الشيعية والأزيدية والمسيحية ، أنه لأحداث غريبة عجيبة عشناها بعيداً عن التاريخ القديم والحديث.

 

الوضع الامني والسياسي والاجتماعي:

 

ماحدث للعراق بعد 10\ حزيران \ 2014 شيء لا يمكن تصديقه تاريخياً ، لكنها هي الحقيقة الواقعة عملياً لأسباب معروفة لأخطاء قاتلة ومؤلمة لحكومة المالكي الطائفية للنخاع دون تفكير بذرة وطنية أنسانية للعراق وشعبه ، لتستغل القوى الظلامية الداعشية بدعم ومساندة القوى الخارجية الأقليمية والدولية ذلك ، لتوظفها لخدمة الظلام والقتل والتنكيل والسبي للمرأة والطفولة معاً للأقليات الأصيلة المسالمة خصوصاً الأزيديين والمسيحيين في المناطق المختلف عليها ، بعد منحها طبق من ماس لداعش من قبل القوى الكردية التي كانت منتعشة في السيطرة على تلك المناطق ، بحجة عدم قدرتها مواجهة داعش من حيث ضعف السلاح وتفوق داعش عسكرياً ، ونحن نعتقد يقيناً أن هذه المعادلة غير سليمة وعارية عن الصحة ، والسبب قوة الجيش والمواجهة ليست بالسلاح فحسب ، بل وبقوة وقدرة وأيمان المقاتل بالقضية العادلة والسلاح معاً ، والتاريخ والعلوم العسكرية تؤكد صحة الأستنتاج السليم ، لان القوة العسكرية التي كانت متواجدة ومترابطة في الموصل تفوق قوى داعش عسكرياً عدة وعدداً ، لكن الخراب النفسي والفساد المالي والاداري والتصرفات الغير الوطنية ، كان لها نتائج مؤذية وخسارة كبيرة للجيش العراقي البعيد عن روح وحب الوطن والمواطن العراقي ، والسبب الرئيسي هو البناء الخاطيء للمؤسسات الامنية والعسكرية كما والمؤسسات الاخرى في بقية المجالات لخلق دولة مؤسساتية مدنية ديمقراطية تسودها العدالة الاجتماعية لحياة افضل لنهج أنساني وطني متجدد ومتقدم ، بعيداً عن مخلفات الدين وتخلفاته عبر التاريخ لما أنتجه رجال الدين من ثرثرة بعيدة كل البعد عن فكر الدين والتدين الفارغ للمحتوى ، الذي يفترض بموجبه لخدمة الأنسان والبلدان وليس العكس.

 

أن معاناة أهلنا في الموصل بعد 10 حزيران عام 2014 وما بعدها مدن سهل نينوى  وتلعفر وسنجار ، تعد جرائم وحشية بشعة وفضائح وفضائع فريدة من نوعها في التاريخ قديماً وحديثاً ، بما فيها العصور الجليدية خارج وعي الأنسان ، وبالضد من حقوق الأنسان وتطلعاته وقيمه الأساسية للعيش البسيط كبشر في الأرض أنتهاكاً لجميع المواثيق والأعراف الدولية ، حتى وصل الأمور الى سبي النساء الأزيديات والمسيحيات ، ليبيعهن في سوق الرذالة والخسة وتعذيبهن وأغتصابهن وأستعبادهن جماعياً ، وهدر دماء الرجال وأباحة الممتلكات ، والهجر الجماعي متحملين ظروف مأساوية قاسية ومؤلمة جداً ، والذي طال المسيحيين والأزيديين في سنجار وتلعفر وتلكيف وتللسقف وباطنايا وباقوفا وبرطلة وكرمليش وقرة قوش وبعشيقة وبحزاني وبقية القوى والبلدات أضافة الى سكان الموصل عبر آلاف السنين ، جردوا جميعهم من ممتلكاتهم وملابسهم وحاجاتهم وحتى مستمسكاتهم القانونية ، نازحين مجردين من كل شيء حتى غدت عبث العابثين من قبل داعش وما بعدهم من قبل حامين للديار ومنها تللسقف مثالاً ، ليكملوا ما خلفه داعش لدمار المدينة وسرقة ممتلكات الشعب الفقير العفيف ليزيدوا الهموم والمآسي والويلات لشعبنا الكلداني في تللسقف ، من قبل ضعيفي النفوس لحراسها مما يسمون أنفسهم بيشمركة كردستان تشويهاً لسمعة وتاريخ البيشمركة الأبطال الذين صمدوا وقارعوا وقاتلوا أقوى دكتاتورية ونظام أستبدادي أرعن في العالم.

 

الوضع الأجتماعي والخدمي والحياتي لشعب المكونات الأصيلة متردي للغاية ، من تشرد ونزوح بعد أعتبار مناطهم منكوبة بقرار من البرلمان العراقي وحكومة العبادي ، دون معالجات واقعية ولا جذرية ولا تخفيف للمعاناة الأنسانية للنازحين ، مما حدى بقسم منهم مغادرة البلد من غير عودة الى بلدان الجوار تركيا ولبنان والأردن بعد فقدان تحويشة العمر عائلياً ، ليصبحوا غالبيتهم عبئاً ثقيلاً على أولادهم وأقاربهم من المغتربين بسبب السياسات الغريبة العجيبة المؤذية للسلطات المتعاقبة قبل التغيير في 2003 وبعده ، وبالطبع الغالبية المشردة منهم في اقليم كردستان عاجزين ومستعصبين بعسر خروجهم من بلدهم غالبيتها الأمور المالية الصعبة والعسيرة للغاية كونها تتطلب مبالغ لا يستهان بها وهي غائبة المنال ، ليستمروا عائشين ضمن المأساة المرادفة لسكنهم وملبسهم وأكلهم وصحتهم ، على المساعدات البسيطة جداً بلا عمل ولا وارد يومي يقيهم شر المستجدرات والطواريء المدمرة والقاتلة. 

 

(يتبع)

 

منصور عجمايا

 

8\12\2014

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.