اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ستبقى تونس ينبوع التحرر والتقدم

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

ناصر عجمايا

مقالات اخرى للكاتب

        ستبقى تونس ينبوع التحرر والتقدم 

 

منذ زمن طويل ، وقوى التحرر والتقدم ، تراقب القمع والتسلط والاستبداد الجائر ، الذي تعاني تونس وشعبها المناضل ، من خلال ممارسة السلطة الفاشية ، بقيادة زين العابدين بن علي وزمرته القذرة ، والهارب من وجه العدالة ، لشعب مظلوم ، متطلع للحرية والتقدم ، لحياة جديدة كريمة ، والانعتاق لكل ما هو متخلف انساني ، اسوة بالشعوب المحبة والمتطلعة للحرية والتحرر والبناء الانساني ، وفق مباديء حقوق الانسان العالمية ضمن المواثيق الدولية المقرّة ، بما فيه حماية ورعاية الطفولة والامومة ، وتامين حياة لائقة للشيخوخة وضمان الصحة الانسانية ، ومقاعد الدراسة للشبيبة ، بمجانية التعليم في كافة مراحله الدنيا والعليا ، وضمان صحي واجتماعي ، تلك هي مهام مؤسسات الدولة للبناء الديمقراطي ، لوضع اسس معالجة الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي في البلد المعني.

        نتيجة لعنف السلطة وجبروتها واستهتارها ، بالسيسطرة على الدولة و ممارسة عنف بشع ضد الشعب ، خلق دمار وخوف  ، قلّ نظيره في التاريخ ، بالمقابل كان النضال الجماهيري ، يتعمق ويتصلب عوده وعنفوانه ، ضد طغاة الشعب وسلطتهم الظالمة ، ونظامهم الاستبدادي الاسود ، مقارعين صلفتهم وعنجهيتهم وتنكيلهم وسرقاتهم ونهبهم وسلبهم ، لاموال الشعب ودمار بلدان المنطقة وتونس احدها ، انه صراع مرير ومستديم ومتواصل ومعمر ، بين الخير والشر ، وبين الحياة والموت ، وبين الجهل والعلم ، وبين الوعي واللاوعي ، وبين الامي والمتعلم ، وبين التقدم والتأخر ، وبين الغباء والثقافة وبين القديم والجديد.

دماء شهدائنا في تونس ، هي بالتأكيد دروس مستنبطة ، من واقع مر ومرير ، في الاتجاه الوطني لحياة انسانية محقة ، من خلال نضال بطولي وصمود فريد ، قلة نظيره في العالم ، وهي دروس تاريخية عميقة ، في مقارعة الظلم والفساد والمفسدين ، انها رسالة حق ضد الباطل ، ورسالة امن وامان واستقرار ، بالضد من التشرد والغربة والتغريب القصري والاختياري ، لشعوب المنطقة التي عانت وتعاني ، الامرين سلبا وقتلا وحروبا مدروسة ومدوية ، في قتل الانسان اولا ، ودمار وجوده ثانيا ، والسيطرة عليه ثالثا ، برعونة واساليب العبودية الجديدة ، تحت نظرية التابع والمتبوع ، فاقد للكرامة وللحياة الاجتماعية المتغيرة ، مع تطور الزمن وتقلبات العصر ، وتحديث الحياة الانسانية .

نموذج تونسي جديد ، هو محصلة عمل فعلي مدروس ، مسنبط من طبيعة الصراع وحاجات الناس ، لخبز وافر وعمل واجد ، ورغم مرارتها وقساوتها على الشعب التونسي ، المتطلع نحو الحرية والخبز ، لسد الرمق وتدبير الامر ، هو انعكاس لواقع مأساوي ، يعم المنطقة كاملة ، وعلى شعوبها ان تقول كلمتها المطلوبة ، في زيادة اللحمة الوطنية ، وتغيير الذات نحو ما يخدم ، العموميات من دون مصالح ذاتية ونفعية خاصة ، كونها قاتلة للذات الانسانية والوطنية المحقة ، بأنانيتها المقيتة فاقدة الوعي ، ومهزلة بناء عقلية متخلفة ، للانسانية الفردية ، التي لا يمكنها تغيير اي امر معين ، بالعمل الفريد وفق تلك الذاتية المريضة العليلة المهزوزة ، التي لا تقدم بل تؤخر وتؤذي ضمن الواقع والهدف الانساني المطلوب ،  ذكرا وانثى على حد سواء ، وهذا يتطلب ، الوعي الكامل نسبيا ، ضمن امكانيات لا يستهان بها ، وتضحيات غير قياسية ، وثقافة وتعلم وعلم رشيد ، لاحقاق الحقوق ، تنفيذا للواجبات الوطنية ، وحبا بالمجتمع عموما ، بعيدا عن الخاص ضمن الخصوصيات الخاصة لمنافع فردية قاتلة للفرد وللمجتمع عموما ، وهو الدرس الحكيم لتغيير واقع معتم مظلم منحط ، بعيدا عن الطائفية والمذهبية والاقليمية والعشائرية والاثنية القومية ، ونضال التونسيون هو الساري والمغذيي لجميع الشعوب في المنطقة ، له فعله المؤثر في الحدث، ايجابا للشعب والوطن ، وسلبا على السلطات المثيلة لسلطة تونس السابقة ، ومثال ذلك ، السلطة الليبية الساعية ، لتوريثها لسيف الاسلام ، بعد والده القذافي ، كما المصري الحالي مبارك ، ليولي ابنه الرئاسة من بعده (جمال مبارك) ، وكما حصل فيي سوريا الاسد ، ليبقى ابن الاسد نفسه ، عاشقا للسلطة ، وما حدث من نغيير ي العراق على ايدي المحتل الاجنبي ، في هدم الدولة العراقية ومؤسساتها ، ناهيكك عن استمرار تسليم السلطة القائمة بتغذية طائفية عنصرية ودينية ، بعيدة عن حب الوطن والمواطن ، والغارقة في الفساد المالي والاداري ، وتعميق البطالة على الناس وزيادة الفقر والغنى معا ، من جراء تفعيل نظرية السارق والمسروق توازنيا ، مشوهين الديمقراطية الانتخابية المفصلة على قياس الاثنية والعشائرية والطائفية الدينية ، بعيدا عن الانسان العراقي وحريته والوطن ، وما يعانيه السودان من تقاتل وصراع وتقاسم وتقسيم الوطن وتشتيته ، وهلم جرا مع بقية حكام المنطقة ، ولا اعتقد الشعوب بعد الان ، ترضى بما وقع ويقع عليها ، من ظلم واستبداد ورعونة وصلافة وعنجهية قاتلة للانسان ، وتلك هي مهام الشعوب في الانعتاق بما يحيطها ، ويمارس ضدها ، يتطلب منها تاريخيا بالقبول ، بما يخدمها ويوفر عيشها ويسعد شعبها ، ويؤمن ويوفر استقرارها وحياتها نحو الافضل والاحسن ، وهذا يتطلب شدة ورد ، تشم من الناس جميعا ، وحزمة عيدان صلبة تصان ، ولا تتكسر ، لقوة شعب يعشق الحياة ويحبها ويصونها ويطورها لفائدة الانسان والتربة معا ، حبا ومحبة بالناس ، الذين اوقدوا اجسادهم لضياء شعبهم وأنارة دربهم ، لننحني امام قامة الشاب التونسي البطل ، الذي اشعل فتيل الحرية ، ليوقد جسده من اجل شعبه ووطنه وللانسانية ، انه شعله حب ومحبة وخير وسلام وسعادة ، سيبقى جسده خالدا مخلدا مدى الحياة ، وفكره يشع الى انحاء العالم اجمع.

ملبورن \ استراليا

17\01\11

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.