اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1058)- قصيدتا بغداد وشتاء العروبة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1058)

 

قصيدتا بغداد وشتاء العروبة، للشاعر محمد ابو سنة

   

      في كانون الثاني عام 2007 كنتُ ضيفاً على الاحتفالات الكبيرة في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بمناسبة (الجزائر العاصمة الثقافية العربية 2007) وفي ضحى يوم 16/1/2007  كنتُ في صالة فندق (سفير مزفران) الكبير الكائن في مدينة زرالدة على ضواحي العاصمة الجزائرية، مع الشاعر المصري الكبير محمد أبي سنة مستمتعاً بمجالسته، وهو القادم الى الجزائر ضيفا ضمن مجموعة كبيرة من الوفد المصري لاقامة الاسبوع الثقافي المصري في الجزائر مع الاحتفالات الجزائرية الكبيرة في عام ثقافتها العربية 2007. وقد أطلعني على بعض القصائد من بعض دواوينه التي كانت بحوزته، وبسبب عدم إمتلاكه نسخاً من هذه الدواوين فقد إضطررتُ أن أنسخ بعضاً من قصائده، ومنها قصيدتيْ –شتاء العروبة– من ديوانه (شجر الكلام) كان قد كتبها في 5/3/1998 وكأنها نعي لعروبتنا..! وقصيدة –بغـداد- التي كتبها وهو يعتذر نيابة عن خونة الامة العربية بعد احتلال العراق..! وقد ألقاهما في امسية من اماسي الاسبوع الثقافي المصري في الجزائر حينها، وقد اعجبني إلقاؤه المعبر نقاءً وصدقاً. ولاعجابي بهاتين القصيدتين فقد نشرتهما بعدئذ في كتابي(الطريقة القبانجية في المقام العراقي واتباعها) الصادر في بيروت عن دار –المؤسسة العربية للدراسات والنشر- في كانون الثاني 2009. في الصفحات 94 و 95 و 96 و 97 و 98. وكنت متواصلاً مع الاستاذ الشاعر العربي الكبير محمد ابو سنة عبر الهاتف النقال. فارسلتُ اليه عبر البريد الجوي نسخة من كتابي(الطريقة القبانجية في المقام العراقي واتباعها) ثم عقّبَ لي برسالة جوابية جوية شاكراً ومسروراً بما أرسلته إليه قائلاً انه سيخصص حلقة ويتحدث عن الكتاب في برنامجه الاذاعي الاسبوعي من اذاعة مصر العربية. وفي السنوات الماضية انقطعت أخباره ولم نتواصل الا نادراً آملاً من العلي القدير أن يكون بكل خير وبصحة وعافية عال العال ويمنّ عليه بالعمر المديد ان شاء الله.

 

        قصيدة –بغـداد– التي نسختها من ديوانه (موسيقى الأحلام) مؤرخة في 23/4/2003. أي بعد إِحتلال العراق بأيّامٍ قليلة، وهذه هي القصيدة.

 

            قصيدة -بغــــــــداد-

(بغدادُ عفوَكِ إنَّ القولَ يعـتذرُ/ غابَ الاحبةُ والأَعـــــــداءُ قد حضروا)

(كنا نُرجِّى ضُحىً يأتي بعــــــزَّتَنا/ هذا الاباءُ الذي خنَّــــــــــاهُ يَنتَحرُ)

(تلك الذئابُ على أعتاب جنَّــــــتِها/ زمرٌ تجئ على أعـــــــــقابِها زمرُ)

(تلك القنابلُ والارواحُ شاكـــــــيةٌ/ ترجو الغِياثَ وليلُ الظّــــــــِلم يعتكرُ)

(من للطفولة تلقى حتفَها بــــــدَداً/ من للعجائز والـــــــــنيرانُ تستعرُ)

(تأتي البروق على اغصان ألـــــوية/ تُعلى شريعةَ غابٍ سَنَّهــــــــا بشرُ)

(هذا الربيعُ ولا زهرٌ سوى دَمِـــــها/ هذا الفراتُ وقلبُ المجــــــــدِ ينفطرُ)

(من للعراق؟ وقد جاءت تحاصـــرُهُ/ هذي الجحافلُ مثلَ اللـــــــيلِ تنهمرُ)

(من للعروبة تذوى شمسُها غَــــربت/ طغى الظلامُ فمن بالـــــــبأس يأتزِرُ)

(جاؤوا من الغرب غرباناً مدجَّجةً/ قد امطروا لهباً ما هكــذا المطرُ.!!!)

(يا بؤسَ ما حملت أيامُ محنـــــتَنا/ أعداؤُنا كثروا، أحبـــــابُنا إِعتذَروا)

(بغدادُ لا تَهِني في صدِّ جحــــفلِهم/ تبدو الحياةُ جحيماً أينـــــما ظهروا)

(جاؤوا بباطلهم والزيفُ منـــــكشفٌ/ شُدِّي العزائمً إن الحــــــقَّ ينتصرُ)

 

قصيدة-شتاء العـروبة-

لها أن تُرقْرِقَ أحزانَها في مياه الفجيعة

تبكي مقاديرَها

وتنوحَ على وتر مغترب

لها أن تموتَ

وليس لقاتلها أن يقولَ السبب

تلومُ مواقيتَها الغادراتِ

وتندبُ حظ الحياةِ

تعاقرُ فوق موائدِ هذا الزمانِ النُّوَب

تراقبُ تحت النجومِ البعيدةِ

كيف تُزاحُ الى ظُلمات المغيبِ الاخير

قوافل أحلامها

في مداراتِ تاريخِها الملتهب

برابرةٌ قادمون

برابرةٌ ذاهبون

وهذي قرونٌ من الدمِ فوق المدى تنسكب

وداعٌ طويلٌ يلوِّح فيه زمانٌ كئيبٌ

باهواله المشرعات

لمن قد تبقَّى من الراحلينَ العرب

وبغدادُ

تَدْعو فلا يَستجيبُ

سوى قاتليها الغلاظ

يجيئون في الريح والماء

في الطائرات وعبرَ السفائن

من كل صوب يجيئون بالموت

        يغدو الفراتُ دماءً

وتغدو الطفولةُ أشباحً مذبحةٍ

والعروبة أُضحوكةٌ والنخيلُ إعتذارَ الغضب

وبغدادُ تدعو فلا يستجيبُ

لها إخوةٌ في النَّسب

فتجلسُ تحت سيوف المغولِ تُراجعُ

صفحتَها في الكتب

برابرةٌ قادمون

برابرةٌ ذاهبون

ولكنها في ختام الليالي، تَهُب

وتبدأ صولتَها من جديد وتقرأ أشعارَها

للفصول التي أورَقت في مروج الذهب

لَها أن تحسَّ التعب، لَها أن تقاومَ هذا الجحيمَ

ووَحدتَها، عبرَ هذا النداء الذي ينتحب

وتُطلِقَ صيحتَها في رماد الغيوب

على أفقٍ مضطرب

يُوَلَّى زمانُ الاعاجيب

يأتي الزمانُ العجب

ويُعتَقلُ الصدقُ، عند المخافر متهماً بالكذب

متى تَنهضون

الى موعد في زحام الشُّموس

أيا عرباً ...

ينتهي جهدُهم في الصَّخَب

فأعداؤنا يَشحذون

السكاكينَ في الليل

جاؤوا لموعد قَتل ونحنُ ننازلُهم في الخُطَب

فقوموا إغضُبوا، للهوان

فقد تحرُق العجزَ نارُ الغضب

وترجعُ بغدادُ غرسُ العروبةِ

وترجعُ قدس العَرَب

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

السيرة الذاتية للشاعر العربي الكبير محمد ابو سنة

https://www.youtube.com/watch?v=Co0DwZHJyYE&ab_channel=%D8%A3%D9%86%D8%A7%D9%88%D8%A7

%D9%84%D9%84%D9%89%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%AC%D9%89%D

9%81%D9%89%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%89Lamiaa

 

 

 

صورة واحدة / الشاعر العربي المصري الكبير محمد ابراهيم ابو سنة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.