اخر الاخبار:
مقتل شخص في قصف تركي استهدف قرية بدهوك - الأربعاء, 04 كانون1/ديسمبر 2024 19:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1069)- محمد القبانجي في ذكرى وفاته/2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1069)

***

محمد القبانجي في ذكرى وفاته/2

       في عشرينات القرن العشرين، ظهر المطرب الكبير محمد عبد الزاق القبانجي في بغداد، مطرباً مثيراً للانتباه، ذا إمكانية ادائية كبيرة نادرة في غناء المقام العراقي. ليمسي بعدئذ رائداً للأساليب الادائية الحديثة  في الابداع والابتكار المقامي. بعد أن إستفاد من كل المؤدين السابقين له، فكان خلاصة لهم. وكان اول مطرب عراقي يخرج بكل جرأة من محلية الابداع والابتكار الى عالم إبداعي أوسع وأرحب في الرؤية والتفكير والذوق، بعد أن تأثر بموسيقات البلدان حواليه. وكان الظرف الذي واجهه القبانجي يختلف كل الاختلاف عن تلك الظروف التي واجهها المؤدون السابقون له. لقد بدأ بظهور القبانجي عهد جديد في غناء المقام العراقي. إذ كان المنعطف الذي ميَّز هذه الحقبة. بسماتها الجديدة في تطور اجهزة الحفظ والنشر والتسجيل والتوزيع، واستطاع القبانجي من خلالها أن ينفذ الى المجتمع بكل قوة ويسيطر على الساحة الغنائية بصورة لم يسبق لها مثيل..! بعد أن سجل معظم المقامات، أو جميع المقامات المتداولة، بواسطة اجهزة التسجيل الصوتي(الكرامافون) وغيره. وانتهت تلك الاصوات العملاقة التي ظهرت قبل ظهور جهاز التسجيل الصوتي لسوء حظها لأنها لم تدرك هذا التطور التكنولوجي لحفظ اصواتها وتدوين وتوثيق جهودها وابداعاتها..! فكان حظ القبانجي ومن عاصره وافراً حيث ظهر في هذه الحقبة الزمنية من التطورات الصناعية الصوتية، حتى تسيَّد الساحة الغنائية بكل إقتدار مبشراً بتعابير وأساليب عرض أدائية جديدة، وطريقة خاصة سادت الاوساط المقامية في العراق معلنة عن إنبعاث تيار جمالي جديد في الغناء عموماً سرعان ما أصبح لها تابعون ومقلدون لاحقون.

 

        لقد قويت علاقة المقام العراقي بالتعابير الوجدانية في هذه الحقبة، وتأسست فيما يبدو مناهج جديدة لأساليب الاداء والعرض والاستماع والنقد المقامي الحديث والمعاصر،  مع دراسة وتحليل الاداءات القديمة التي أدركت التسجيل الصوتي في بداياته الاولى. وهذا مقام المحمودي(سلَّمه بيات) المغنى من قبل القبانجي في حقبة العشرينات بهذا الزهيري.

 

يامن جميع المحاسن حــــــــــزت وانتبها

سكران بمحبتك ما فــــــــــــــــــز وانتبها

لا يحوجك للدجى مصــــــــــــباح وانتبها

 

                دمعي طفه نار مصباحك لجــــدي وبس

               آني صحت يا لهيب يــــــــــــــيزي وبس

               أحرق جميع الجسد ثم الجــــوارح وبس

 

واحـذر عـلى مهجتي لتــــــــذوب وانتبها

 

        إن مفاهيم الاستماع ومفاهيم النقد والمفاهيم الادائية التي تطرح الآن. إستقت ينابيعها ومعارفها من خلال تطور المجتمع المستمر في العلم والمعرفة والدراسة والتحليل والاطلاع على تجارب الشعوب والاحتكاك بها وعلى الاخص منذ بدايات القرن العشرين. ومع ذلك فإننا بحاجة ماسة الى تطور الثقافة الاجتماعية في التذوق الموسيقي والتعرف على مقومات الاداء الناجح ومفاهيم النقد لتقويم الحركة الموسيقية بصورة عامة في عصرنا الراهن. لأن أي عمل فني نريد له النجاح لا يمكن له أن يستقيم إلا من خلال تطوير حركة النقد. التي هي بحاجة ايضاً الى نقاشات تقويمية وإختبار مدى صلاحيتها وجدارتها، خاصة وإن العراق مرَّ وما زال يمرُّ بظروف خاصة لا تشابهها أية ظروف في أي بلد آخر..!! سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، أو الحياة برمتها. لذا ينبغي إعادة النظر في المفاهيم النقدية السابقة وبلورتها من جديد بواسطة نقادنا الحاليين في الوسط الموسيقي والمقامي والمتخصصين في هذه الشؤون ممن اتيحت لهم فرص المعرفة أكثر من سابقيهم ومسكوا زمام الحقبة الحالية بكل إقتدار. وعليه فقد أصبحت حاجتنا ماسة ايضاً الى مواجهة القديم في صورته النهضوية الجديدة، ومواجهة هذا الجديد في صورته البراقة رغم ايغاله بالفردية.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

من موسوعة المقام العراقي المصورة الحلقة 2

https://www.youtube.com/watch?v=BJc2HzpsAgw&ab_channel=%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%

D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A

 

 

 

حسين الاعظمي في المونبليه حيث يظهر من اليمين عازف الايقاع احمد هربود وعازف السنطور وسام ايوب العزاوي

 

 

مطرب العصور المقامية محمد القبانجي.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.