اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (172)// حسونة قسومة التونسي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (172)

 

الشاعر حسونة قسومة التونسي

       في حلقة سابقة من سلسلة موسوعتنا هذه، كنتُ قد تحدثتُ عن مشاركتي في مهرجان تستور العاشر تموز July من عام 1976. بصورة مختصرة طبعاً. فهناك تفاصيل اخرى لم تذكر، حيث تركت ذلك في جزء من اجزاء كتابي المخطوط (من ذاكرة اسفاري) وحلقتنا التي نتحدث عنها الآن في موسوعتنا، هي من نفس السفرة والمشاركة الفنية في مهرجان تستور العاشر بتونس. ومركز حديثنا في هذه الحلقة، هو الشاعر الغنائي التونسي حسونة قسومة الذي كان عام 1976 موظفا رسميا في وزارة الثقافة التونسية ومكلفا بمرافقة وفدنا طيلة الاسبوعين التي مكثناها في تونس نتجول في تستور والولايـات الاخرى من تونس الخضراء..

 

          كان ذلك منذ زمن تجاوز الاربعين عاما حاليا. ولكنني خلال كل السنوات التي تجاوزت الاربعين عاما، قدِّر لي ان ازور تونس خلالها اكثر من ستة مرات..! وفي سفرتي الى تونس بدعوة من مهرجان قرطاج الدولي في دورته الثالثة والاربعين في تموز July عام 2007. زارني الكثير من أصدقائي التونسيين الاعزاء، كما قمت بزيارة آخرين. وفي عصر يوم 21-7 زارني بعض الاخوة والاصدقاء التونسيين، وكان منهم أخي وصديقي الغالي د. كمال الفرجاني، الفنان والاداري والباحث الموسيقي الكبير. وخلال جلستنا ونحن نتبادل أطراف الاحاديث، إتصل أحد أصدقاء د. كمال به، وتحدثا قليلاً، ثم دعاه د. كمال للحضور الى جلستنا في صالة فندق الهناء عند شارع  7 نوفمبر (شارع الحبيب بورقيبة سابقاً) وسط العاصمة التونسية. وما هي إلا دقائق حتى جاءنا هذا الصديق، وبادر صديقنا العزيز د. كمال بتقديمه للحاضرين حيث قال..

-    أقدم لكم صديقي العزيز الشاعر الغنائي حسونة قسومة..!

واقع الحال فقد استفزني هذا التقديم من قبل اخي الدكتور كمال الفرجاني..! فإستفهمت من الضيف الجديد مباشرة حيث أثارني اسمه وقلت..

-    هل أن حضرتك حسونة المصباحي..؟

-    لا ، أنا حسونة قسومة..

-    إذن أنت الذي رافق الوفد العراقي المشارك في مهرجان تستور العاشر عام 1976..!؟ هل تذكر ذلك..؟

 

           سرعان ما تذكــَّرَ أخي حسونة قسومة، وتعارفنا من جديد بعد انقطاع في علاقتنا دام اكثر من ثلاثين عاما لم نلتقِ خلالها..! ودار حديث شيق، وتبادلنا العنوان والهواتف وغير ذلك. وبعد حين من الوقت، غادر كل من د.كمال وصديقنا حسونة قسومة على أمل أن يتصل كلانا بالآخر مستقبلاً..

          الى هنا والامر عادياً، مساء نفس اليوم 21-7 حضرتُ حفلة أخي وصديقي الحبيب مفخرة العراق والعرب كاظم الساهر، في حين كانت حفلتي يوم 18/7/2007 ، اي قبل اكثر من يومين..! كان آخر لقاء بيننا في تونس أيضاً عام 1994 ..! في فندق المشتل، وقد كان إستقبال أخي الغالي كاظم الساهر لي، إستقبالاً كبيراً أشكره عليه..

           غادرتُ تونس بعد يومين عائداً الى عمــَّان العاصمة الاردنية التي اقيم فيها. وفي عيد الفطر المبارك الذي صادف منتصف تشرين الاول October عام 2007. تبادلت التهاني كالعادة مع الاهل والاصدقاء، في العراق والاردن وكل دول العالم التي لنا فيها أهل وأصدقاء وعلاقات، بالمكالمة أو عن طريق الرسائل الالكترونية (مسج) او عن طريق الايميل. وكانت إحدى هذه الرسائل الى صديقي القديم الجديد حسونة قسومة. وبعد حين جاءتني مكالمة من هاتف حسونة قسومة بتونس، ولكن المتكلم كان إمرأة، أدت التحية وسألتني مباشرة..

-    هل أنت الذي أرسل رسالة تهنئة العيد الى حسونة..؟

-    نعم أنا هو..

-    أشكرك على رسالتك، أنا زوجته. ولكن يؤسفني أن أخبرك أن حسونة قسومة كان قد فارق الحياة يوم 27/7/2007 ..

-    كيف يا سيدتي، فقد إلتقيت به قبل أربعة أيام من هذا التاريخ بتونس..؟

-    توفي اثر نوبة قلبية لم تمهله كثيراً..

الاعمار بيد الله، إنا لله وإنا إليه راجعون..

 

         نزل عليّ الخبر كالصاعقة، من هول المفاجئة والذهول، وسرعان ما إتصلت بأخي د. كمال الفرجاني..

-    ما هذا الخبر الذي سمعته عن حسونة..؟

-    نعم ، إنه لأمر مؤسف ومؤثر ..

-    ليتك يا اخي د.كمال لم تدعوه الى جلستنا في فندق الهناء عصر يوم 21-7 . وكأن القدر جاء به لألتقيه للمرَّة الاخيرة، رغم أنني عرفته منذ أكثر من واحد وثلاثين عاماً ولم ألتقي به خلالها أبداً..! ياللهول والاسى..

 

           هذا هو الحدث الذي ساقني الى حكاية هذه الحلقة من موسوعتنا، الصورة1، التي إلتقطت لنا عندما أقمنا حفلتنا في مدينة الشمال التونسي – بنزرت – ضمن تجوالنا الفني في الولايات التونسية، وقد جمعتنا هذه الصورة مع فرقة الفلامنكو الاسبانية التي شاركتنا حفلة هذه الليلة ببنزرت. العراقيون المقاميون والفلامنكو الاسباني معا، في حفلة ولاية بنزرت الشمالية بتونس التي صادفت يوم 8/7/1976. الواقفون من اليمين حسين الاعظمي وراقصة الفلامنكو والحاج هاشم الرجب ومغنية الفلامنكو وحسن النقيب وعازف الكيتار وباهر الرجب. الجالسون: جبار سلمان وفنان اسباني وعازف الكيتار ومـــرافق وفدنا ألتونسي المرحوم حسونة قسومة ..

          رحم الله العلي القدير صديقنا حسونة قسومة، داعين عزَّ وجل، ان يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان، انه سميع مجيب..

وللذكرى اثر لايمحى

 

اضغط على الرابط / مقطع من الفلامنكو الاسباني

https://www.youtube.com/watch?v=sLFH01qJT3k

 

حسين الاعظمي . مقام البنجكاه 1986

https://www.youtube.com/watch?v=VEg13UMh5S0

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.