اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (233)- المقريء العراقي علاء الدين القيسي/ ج2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (233)

 

بمناسبة وفاة القارئ القرآني

علاء الدين القيسي / جزء 2

لقد كان المرحوم علاء الدين القيسي ، يحاول أن يصف لنا من خلال تلاواته القرآنية الكريمة ، طبيعة الاجواء الدينية التي عاشتها ، التي وصل فيها الى أعلى درجات الحضور ، وقد تعاظم نفوذه الاقرائي والشخصي في المجتمع الديني والدنيوي لفترة طويلة من حياته..! إن الحديث عن القارئ القرآني المرحوم علاء الدين القيسي ، خاصة تجربته الاقرائية ذات الأبعاد المختلفة ، حديث ذو شجون ، ان هذه التجربة الكبيرة والمؤثرة في مسيرة حياتهم من جانب ومسيرة الفن الاقرائي العراقي والعربي من جهة أُخرى ، التي قدِّرَ لها أن تتجاوز القرن العشرين باكثر من عقد من الزمان ..! ومن ناحية أُخرى فإن قراءة المرحوم علاء الدين القيسي للقرآن الكريم ، كان فيها يحاول أن يكشف النقاب عن عالم تعبيري خاشع لله تعالى يعكس حياته وزهوه وهو في ذروة نجاحاته الادائية القرآنية وتأثيرها الكبير في المجتمع البغدادي على وجه التخصيص ..! وهو ما نجح فيه أيما نجاح . حيث عاش المرحوم علاء الدين القيسي في خضم التعابير الادائية البغدادية التي استقاها من اجوائه وبيئته التي امست عالمه المؤثر ، والتي نستطيع من خلالها أن نتحدث عن نتاجاته الادائية القرآنية في مجملها ومحصلة تجربته كلها . التي ستبقى تلاوات قرآنية خالدة في التاريخ الاقرائي العراقي ..! فقد وصل علاء الدين القيسي في مجمل تاريخه الاقرائي الى الخيال العام للمجتمع البغدادي والعراقي والعربي على حدٍ سواء ..! وقد استحوذ على اهتمام فئات المجتمع الديني والدنيوي لتلاوة القرآن الكريم . لقد كان هذا الحماس الجماهيري لمتابعة تلاواته القرآنية ، حماساً صادقاً ، لماذا .. ؟! أعتقد إن من أهم الاسباب لنجاحه الادائي القرآني هو وصوله في عنصر التعبير والخشوع الادائي الى مستوىً أثاء عموم المجتمع ، ليس على مستوى المسارات اللحنية فقط ، بل حتى على مستوى التعبير عن فهم سور القرآن الكريم ومعانيها الربانية واعطائها الجانب الملائم في المسارات اللحنية . إضافة الى المستوى الفني العام للأداء الذي يمكن الاستماع اليه بمزيد من متعة الخشوع . إن هذا الوصف الصريح لإمكانيات المرحوم علاء الدين القيسي التعبيرية في الاداء القرآني غير الاعتيادي ، هو من مميزاته الاقرائية الفنية المهمة ..! إذ يمكن للسامع أن يدرك بإحساسه ان هناك الكثير من القناعة التي يمكن الحصول عليها بواسطة الجاذبية التي يتمتع بها المرحوم علاء الدين القيسي في الاداء التعبيري عن خصوصية المدرسة البغدادية في التلاوة القرآنية والبيئة البغدادية الخاصة واستقاء تلاواته من التراث المقامي العراقي ، ومن ثـــم أحاسيس التحرر التي يلهم بها السامع ، وبهذه الدلالات والاشارات يتوضح لنا ان المرحوم القيسي على ادراك واحساس واعي بامكانيات القراء المؤدين المعاصرين له في العراق وبقية اقطار الوطن العربي . وكذلك نرى ان تلاواته الرائعة ما هي الا انعكاس تلقائي للتلاوات الاصيلة الاخرى . ان هذه الاشارات الفنية في امكانيات المرحوم القيسي التي رغب دوماً في تطويرها ، هذا التطور الذي يبغيه ، يشير من جانب اخر الى شخصيته وحضورها النافذ في المجتمع البغدادي .

هكذا أمر المرحوم علاء الدين القيسي ، خاصة علاقته بالزمن والحياة والفن الاقرائي برمتهم ، فنراه عندما يؤدي أي تلاوة قرآنية جديدة ، تنتشر وتذاع دوماً من الاذاعة أو التلفزيون بعدئذٍ وتتلقفها الجماهير وتبحث عنها لتسجلها وتقتنيها .

لقد كان لامر نجاح المرحوم علاء الدين القيسي في قراءة تلاواته القرآنية ، ان برهن على امتلاكه موهبة خصبة في جوانب عديدة من شخصيته مكنته بالاستمرار في توالي النجاح تلو النجاح في التلاوات المتتالية الاخرى التي اعقبت بداياته . فتفاعل نشاطه الاقرائي ذو الخبرة والتجربة العميقة ، انتج فيها الكثير من التلاوات القرآنية داخل العراق وخارجه .

لعديد من الاسباب ، يمكن القول ان تلاوات المرحوم علاء الدين القيسي القرآنية في مجملها ، لم تكن نتاجاً فردياً للمرحوم القيسي بإعتباره مؤديا فردا في حقيقة الامر . إذ انها توحي للسامع بأنها انعكاس حقيقي لثقافة المجتمع الجمالية ككل ، وانعكاس لحال الاجواء الدينية السائدة ، حيث نراها غزيرة في مضامينها التعبيرية لروح الحياة الذوقية في مجتمع أهل بغداد أو أهل العراق عموماً . بالرغم من حقيقة المعلومات المنظورة والتي تؤكد بانها نتاج لقارئ فرد 

لقد كان هذا النجاح الذي يوحي لنا بتعابير وخشوع هذه االتلاوات القرآنية ، وكأنها نتاجات ساهم بها كل أفراد المجتمع في التعبير والخشوع . ويمكن القول أن هذه الرؤية التحليلية تدلنا على ان المرحوم القيسي قد ركز جلّ إهتمامه على الخزين الفولكلوري من تلاوات السابقين في للقرآن الكريم ، وأنطلق من هذا الخزين الهائل ليعبر عن روح عصره ومحاكاة أذواق الناس المعاصرين له ، و تشرب من بيئته بكل ثقافتها الجماعية ، وهكذا طبيعة خلود هذه التلاوات القرآنية وما يماثلها في نفوس المجتمع ، لانها لم تكن مجرد نتاج تلاوة قرآنية لمؤدي معين ، بل أنها من مصدر تعبيري نابع من الالهام الحياتي الذي يفترض وجود خبرات الانسان العراقي بكل تاريخه الطويل ، وهكذا ايضاً يكون الوحي التعبيري عن حقيقة الحياة المعاشة ، خالداً بسبب الانطلاق من التراث وتجاربه الخاصه . كما ان هذه التلاوات القرآنية ومن خلال هذه الاسباب تتمتع بصفة الانبهار الفائق ، لانها نتاج الخيال البيئي رغم اختلاط التعابير الواعية بغير الواعية ، ولذلك نرى انفسنا ، بانه ليس وحدنا نتخيل التعابير البيئية بطريقه سحرية ..! ان المبدأ الخيالي عام لكل من يعبر عن حقيقته  المعاشة ، وان الخيال نفسه يقوم بعمله بهذه الطريقة السحرية التي لايمكن تفسيرها بدقة لانها ذات تأثير خارق ذي نتائج مدهشة لعواطف الانسان، وذلك بسبب المنطلقات الخصوصية لتراث ذلك الانسان وبيئته …

انه ليس مصادفة ان يترجم الانسان ثقافته وجمالياته وتاريخه الى حقائق تعبيرية عن طريق وسائل عديدة يكون الاداء القرآني احدها ، واعتقد ان هذه الوسائل ان كانت عن طريق الادب او ظواهر السلوك الاخرى ، في الدرجة الاولى تمثل لغه او اسلوب ما للتعبير عن حقيقه كامنه موجودة ، ان الانسان لم يخلقها بل انه امتلكها بلاوعي منه ، لذلك يتحتم علينا القول وبشكل مطمئن بان التراث يمتلك ولايعطى ، وعندما تكون هذه الوسائل رموزاً او اسلوباً او لغةً تعبيرية ، ينصب الحديث بعد ذلك عن التوصيل ، فعندما يتأكد لنا ان كيان هذا النتاج من التلاوات القرآنية مستقى من التراث البيئي ، يكون عندئذ هو الرسالة التي يراد توصيلها الى الانسان ….

 

نهاية الجزء الثاني حتى الحلقة القادمة ان شاء الله

 

وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) من سورة الاعراف

 

اضغط على الرابط

علاء الدين القيسي / سورة الحج

https://www.youtube.com/watch?v=2BR732dVuR4

 

سورتا النجم والرحمن

https://www.youtube.com/watch?v=xDKe8W1gcXI

 

سورة الانبياء

https://www.youtube.com/watch?v=RjUfv-yllR4

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.