اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (373): ذكريات مبكرة / جزء 4

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (373)

 

ذكريات مبكرة / جزء 4

في عمر المراهقة وعنفوان الاحلام والشباب والطموحات والرومانسية والتفاؤل العفوي، تتداخل كل هذه الامور في خيال هائل من التفكير والمشاعر الجياشة والشفافة التي لا يُعرف لها أي قرار أو إستقرار..! تبرز مفردة –الذكرى- في مقدمة كل الرؤى. ومنذ بواكير حياتي كنت بطبيعتي محبــَّـاً للعلاقات الاحتماعية ولم أزل، بل واجيدها أيضاً..! بحيث وثــَّقتُ وأرشفتُ كثيراً من الذكريات التي تبقى جميلة على مدى الحياة، لان الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان، ولأنها تبدو في الحقيقة تأسيساً لبناء وتبلور وتكوين الشخصية الفردية للانسان، وبالتالي فهي الجذور الاولى للذكريات..! وفي هذه الفترة من عمري وأنا في دور المراهقة، نشرتُ إسمي وعنواني في صفحات المراسلة والتعارف  بالمجلات العراقية والعربية..! سوار الصحف الرياضية أو الصحف الفنية أو حتى في الزوايا الفنية لبعض الصحف السياسية العراقية والعربية. ومن هذه المجلات العراقية الفكاهة وحبزبوز والملاعب وغيرها. ومن المجلات العربية كانت مجلة الاحد اللبنانية، التي نشرتْ صوراً لي ولبعض أصدقائي في الحي للمراسلة. وقد كان ذلك كما قلت بواسطة جارنا الكاتب المعروف الاديب خضر الولي رحمه الله.

 

       وعلى الأكثر، كان المبرر من هذه المراسلات هي هواية جمع الطوابع وتبادلها بين جمع من الاصدقاء في الداخل والخارج، الهواية التي تصدرت كل فترة مراهقتنا وشبابنا المبكر في تبادل الطوابع التي تصدر في وطننا العربي الكبير. وعلى إثر ذلك، وصلتني طبعاً الكثير من الرسائل..! ومن الطبيعي أن لا تدوم في الاعم الاغلب مثل هذه الروابط من العلاقات، لأسباب شبابية أو الاتصالات البريدية أو الإقامة في بلد آخر أو هدوء الناحية العقلية والعاطفية بمرور الزمن وغير ذلك من أسباب..! واذا دامت اية علاقة منها فالاسباب التي ترجح ديمومتها هي تمسك اصحابها بالذكرى الجميلة التي تجمع بين الاصدقاء المتعارفين فيما بينهم عن طريق التواجد اليومي في بلدنا العراق العزيز او المراسلة البريدية. ورغم كل ذلك يمكنني ان اقول ان فطرة الاهتمام بالارشفة والتوثيق كانت من ممتلكاتي وهواياتي الاصيلة.

 

في هذه الفترة من مراهقة العواطف والتفكير، إشتريتُ عدد من الدفاتر الصغيرة، أشبه بدفاتر أو كتب الجيب، ولكنها من النوع الملون وجميل الشكل، لأدوِّنَ فيها ما يحلو لي من معلومات لأحداث تمرُّ في سياق حياتنا الجميلة.

 

         في هذا الحيـِّز من الكتابة، أحصر موضوعي مع اصدقاء بواكير الحياة سواء في كتاباتهم المباشرة او عن طريق المراسلة. وكذلك مع الاصدقاء العرب ممن تمت مراسلتهم عبر البريد الجوي، وعليه كان أحد الدفاتر التي إشتريتها مخصَّصاً لتدوين كلمات قليلات يكتبها أصدقائي عني، وبالمقابل أكتب عنهم .

 

        بصراحة، إنني أشعر ببعض الأسى والتأثر من ضياع بعض أو ربما كثير من هذه المدونات خلال مسيرة الحياة. ومع ذلك أقدم لكم أعزتي القراء الاكارم، أحد هذه الدفاتر الأثيرة الى نفسي التي تشبثت محاولا الحفاظ عليها، وقد وصلتني مؤخراً من بيتي في بغداد، وفيها تدوين لكلمات كنت أتبادلها مع أصدقائي للذكرى، أكتب لهم ويكتبون لي، وإهتمامي الأكثر كان ما يتم تدوينه في دفتري بصورة مباشرة من قبل اصدقائي الذين اعيش معهم، هذا الدفتر الذي كنتُ مهتمـَّـاً به كثيراً، كان دفتراً جميلاً وأنيقاًوأوراقه ملونة جميلة لكل ورقة لون محدد، وقد قمتُ بكتابة بعض الكلمات بخط يدي مثل. (دفتر ذكرياتي، دفتر الذكرى) باسلوب خط الرقعة العراقي. وجملة اخرى، (هي ذكرى فاذكريني واسحريني - الى هنا بخط الرقعة أيضاً، أما تكملة الجملة، (بذكراك يا ذكرى) فهي باسلوب خط التعليق. أما موضوع الخط العربي وقواعده، فقد تعلــَّمتُ ذلك من أستاذي وقريبي مقداد شاكر رشيد الشيخلي الخطاط المعروف في الاوساط الفنية، وختمتُ على يده كراسة الخطاط العظيم هاشم محمد القيسي البغدادي الخطاط، وأنا لم أكمل سن الرشد بعد..!! وكان الامر يحتاج مني الممارسة المستمرة للخط. ولكن الاهتمامات الاخرى أبعدتني نسبياً عن هذه الممارسة، وأنا متأسف جداً لذلك..! ولعل أهمها كانت الرياضة والفن الغناسيقامي. وسيأتي ذكر هذا الموضوع عند الحديث عن أستاذي الخطاط مقــداد شاكر.

 

        وعليه سأعرض على حضراتكم جهد الامكان، صورة الصديق وما كتب من رأي في صداقتنا..! حسب ما تم تدوينه بالضبط.  كذلك ما كتبه خلف الصورة من كلمات الاهداء، ومن هنا ساحاول ان اسطر لكم اعزائي القراء الكرام باسلوب الحلقات المتسلسلة، الصور الفوتغرافية الشخصية التي اهداها لي اصدقائي في بواكير حياتنا وعنفوان حداثتنا وشبابنا مع كلماتهم التي سطروها اهداءً لي، سواء اصدقائي من بلدي العراق العزيز او من خارج بلدنا الغالي. وطبيعي ان تكون غالبية الصور كلوز بما نسميها(صورة كهربائية شخصية ربع بوستكارد) وهي مهداة بكلمات جميلة كتبها اصحابها على ظهر صورهم للذكرى او في دفتري المخصص لهذه الذكريات، وأعتقد أن مثل هذا الموضوع لا بد له أن ينتظم في حلقات متسلسلة متتالية. وألقاكم في الحلقة الاولى -5- ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي حفلة الكويت جزء 5

https://www.youtube.com/watch?v=3oNlk5xVs-k

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.