اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• "ديموزي سالفتها سالفة"

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جاسم الحلفي

مقالات اخرى للكاتب

"ديموزي سالفتها سالفة"

افتتح قبل ايام موقع خاص على شبكة التواصل الاجتماعي في الفيس بوك، باسم "إينانا"، وهو اسم الطفلة التي عرفت من خلال الفاصل الاذاعي "ديموزي سالفتها سالفة"، حيث تتحدث بلكنة طفولية محببة، حفزت مستمعي "اذاعة ديموزي اف ام" على انتظار هذا الفاصل لجمال الصوت وعذوبته. هذا الفاصل الذي انعكس عليها وبالا، حيث اختطفت من قبل عصابة هددت بتصفيتها، او اطلاق سراحها مقابل مليون دولار، اضافة الى اغلاق الاذاعة التي يعمل والدها الاعلامي المعروف ابراهيم الساعدي مديرا لها. وتابع العديد من سكان منطقة الكرادة قصة اطلاق سراحها بعد استدارج العصابة، والمواجهة المسلحة بين السطات الامنية وافرادها، ثم القاء القبض على احد المجرمين الذي سرعان ما اعترف على جميع افراد العصابة، محددا اسم احد المليشيات التي تقف وراء ذلك.

لم تتوارَ العصابة بعد انكشاف مخطاطاتها، بل على العكس واصلت ضغوطها وتهديداتها، وساومت من اجل اطلاق سراح احد منفذي عملية الاختطاف وغلق القضية! وكان حكم قاضي تحقيق الرصالة اخيرا بعدم كفاية الادلة(!) مخيبا للامال، حيث جاء رغم اعتراف المجرم بالجرم المشهود، وتصديق ذلك قضائيا. وهذا ما دفع بالشاعر جمعة الحلفي الى نشر رسالة مفتوحة وجهها الى القاضي مدحت المحمود رئيس المحكمة الاتحادية العليا، ونالت الاهتمام الواسع من المدونين والناشطين المدنين، وما زالت تغطي مساحة واسعة من النشر على صفحات الفيس بوك. حيث تم تداولها على نطاق واسع، وبسرعة لافتة للنظر، صاحبها نقاش متواصل، عبر من خلاله المدونون عن شجبهم لعملية اختطاف الطفلة اينانا – الزهراء، وتعاطفهم معها في محنتها الصحية الخطيرة، اثر عملية الاختطاف. فيما تتزايد رسائل التضامن مع عائلتها، التي تطالب بتغيير القاضي، والقاء القبض على جميع افراد العصابة، وكشف اسم الجهة المليشاوية التي تقف وراءها. واثمرت الحملة استجابة السيد رئيس مجلس القضاء الاعلى وكتابته رسالة جوابية، طمأن الجميع فيها الى ان القضاء يأخذ مجراه.

وفي خضم حملة المدافعة مع اينانا الزهراء، طالبت ام مفجوعة اخرى، ان تشمل الحملة ومساعي الخيرين الكشف عن مصير طفلها المخطوف "عبد الرحمن طالب عبد زيد الشريفي" ذي العشر سنوات، المختطف منذ يوم 8/5/2008 من قاعة الدامور في الكرادة. وبدا ان عصابات الجريمة المنظمة، التي لا وازع اخلاقيا يردعها، قد وجدت في الطفولة وسيلة سهلة لتنفيذ اهدافها في الابتزاز. وهذا ما دفع الناشطين الى اطلاق حملة تواقيع تحت اسم: (حتى الحلم يكبر واطفالنا تشوف النور).

اذا كان غياب المؤسسات الحكومية عن هذه الحملة امرا مفهوما، بسبب انشغال مسؤوليها بالصراع الدائر بين كتلهم المتنفذة على السلطة والمال والنفوذ، ويأتي في سياق ذلك عدم اكتراث ممثلي الشعب، اعضاء مجلس النواب، فان اللافت هو غياب المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان، وتلك التي تتبنى الطفولة، عن هذه الحملات. فيما لم تساهم الفضائيات بالقسط المطلوب منها، كما ان هناك مثقفين يقرؤون النداء، من دون ان يتكلفوا بالتوقيع على بيان الحملة. ويبدو ان ثقافة الاتكالية، وعدم الايمان بجدوى الفعل الجماعي، وكون "النار لم تصل الى بيتي"، لا زالت متأصلة في المجتمع..

وقبل ان اختم مقالي هذا، الاحظ ان نار التخوين تصل الى الفنان السيناريست حامد المالكي، لان اعماله لا تروق للبعض الذي يخشى الانوار. والتخوين هو المقدمة التي تمهد لاهدار الدم!

لكن سلامة اطفالنا وامنهم، وحرية الكلمة، قضايا لا تخضع للمساومة!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.