كـتـاب ألموقع

"حيَّك بابا حيّك".. في منتدى تونس -//- جاسم الحلفي

• 

تقييم المستخدم:  / 1

سيئجيد 

المجموعة: جاسم الحلفي

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013 13:46

الزيارات: 2350

اقرأ ايضا للكاتب

"حيَّك بابا حيّك".. في منتدى تونس

جاسم الحلفي

لا تكمن الفكرة الأساسية لإقامة المنتدى الاجتماعي العالمي، في مجرد الاحتجاج على عولمة الفقر والأمية والأمراض التي تفتك بالشعوب الفقيرة، بسبب الاستقطاب العالمي وما يخلفه نهم الرأسماليين الوحشي، بل وفي العمل على عولمة الكفاح من اجل عالم أكثر عدلا، وهو ما يعبر عنه شعار ( عالم آخر ممكن). وقد استطاع المنتدى في دورته المنعقدة في تونس هذا العام، ان يؤكد  ذلك. فالعالم الذي يكون محوره الإنسان، يأكل من الطبيعة ويترك للأجيال المقبلة حصتهم، وهذا ما تعبر عنه التنمية المستدامة.

المنتدى الاجتماعي فضاء واسع ومفتوح، لا هيمنة لأحد عليه، ولا إقصاء لطرف منه. والفكرة الذهبية التي تقف خلف تنظيمه، تفيد بان كل شخص بذاته مشارك في المنتدى وممول له ومنظم في نفس الوقت. وهكذا نجحت الحركة الاجتماعية في تونس في استيعاب ثمانون الف مشارك، نصفهم وفدوا الى تونس من شتى شعوب العالم ودوله، كل يضرب خيمته او يحجز قاعته، ويعرض نشاطاته، ويبين قضيته. فلا تقاطعات، بل تواصل جميل ساعد فيه المئات من المترجمين المتطوعين في هذا العمل الإنساني الكبير.

ورغم حضور ابرز مغني اليسار، ومنشدي الأغاني السياسية التي يكون حضورها طاغياً في مثل هذه المناسبات، وتعدد الأنغام وتنوع الأصوات، فان اغنية واحدة فقط استقطبت الانتباه، وفرضت حضورها، وتم ترديدها مئات المرات. هي اغنية "حيّك بابا حيّك.. الف رحمة على ابيّك.. هذوله العذبوني.. هذوله المرمروني.. على جسر المسيب سيبوني".

وأصبحت هذه الأغنية النشيد الأكثر ترديدا في المنتدى، تكريما للشهيد شكري بلعيد، شهيد اليسار التونسي، الذي كان قد غناها في حفلة عامة قبل يوم واحد من استشهاده.

كان من بين اهداف اقامة المنتدى في تونس، تكريم ثورتها التي اسقطت المستبد الحاكم فيها بن علي، وفتحت افاق التغيير في البلدان العرابية. كذلك التضامن مع القوى الديمقراطية والمدنية التونسية، وإرسال رسالة تؤكد ان تونس آمنة، وإعطاء اشارة لإعادة السياحة إليها اذ يعتمد اقتصادها على السياحة أساسا، ولم تتأخر تونس في استثمار هذه الفعالية، فظهرت بمظهر المضياف الكريم والجميل والنظيف. ومعلوم أن شعب تونس طيب، يشعرك بالألفة ويأنف التصنع، ويلفت الانتباه باحتضانه الضيوف. لذلك تجد نفسك وأنت تغادر تونس تواعد نفسك على أن تعود اليها في زيارة أخرى.

وقد فتحت جامعة تونس ابوابها للمنتدى العالمي، وجند اساتذتها وطلبتها انفسهم لتقديم الخدمات وتسهيل سير اعمال المنتدى، ولم تغلق قاعة امام الفعاليات والانشطة المتعددة، حتى ظلت تعقد في اليوم الواحد كثيرات منها. وحينما ضاق فضاء الجامعة بالضيوف استقبلهم الحي القريب منها، بساحاته الواسعة، وقبل سنة كانت جامعة بنغلادش قد استضافت منتدى الشرق. وكم نتمنى ان نرى استعداد احدى جامعاتنا لاستضافة المنتدى الاجتماعي العراقي الاول، المزمع اقامته في الاشهر القادمة.

• < السابق
• التالي >