اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• حق الحياة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعدية العبود

مساهمات اخرى للكاتبة

حق الحياة

(دعوة لنبذ العنف والاعتراف بحق الآخر )

وقف المحاضر على المنصة شارحاً للمشاركين في دورة حقوق الإنسان مفهوم تلك الحقوق، ثم بدء بتلاوة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تعجب المشاركون عن كون القانون معلن منذ عام 1948 إثر نتائج الحرب العالمية الثانية بعد ما رافقها من انتهاكات حصلت في الحقوق الإنسانية ، فمنذ ذاك التاريخ والعالم لا يزال بكل قومياته وأديانه يثقف ويدعو ويساهم من أجل حقوق الإنسان .....

واسترسل المحاضر في حديثه عن الأديان السماوية وما جاءت به من قوانين من أجل تنظيم العلاقات الإنسانية وحقوقها، ومنذ بدأ تكوين البشرية قبل أكثر من ثلاثة الآف عام كانت مسلّة حمورابي التي سنّ فيها قوانين تنظم علاقة الناس فيما بينهم ووووووووووووووووووووو -------ولكن ؟

عادت بذاكرتها إلى الوراء وشرد ذهنها عن متابعة حديث المحاضر حتى حملتها بعيدا عن قاعة الدرس, تستعيد الأحداث التي مرّت بها.. انتبهت إلى صوت المحاضر عندما ذكر ((لكل فرد حق الحياة والحرية وسلامة شخصه)) (حق الحياة!) تمتمت مع نفسها ومطّت شفتيها :حق الحياة؟ وتساءلت مع نفسها بأي حق أُنهيت حياته إذاً؟ وما هي جريمته ؟

كان الزوج والحبيب..الذي باعت من أجله الدنيا, كانت تمثل حلم طفولته وأحبها منذ ولادتها بعد ان أسموها باسمه. ولكن الخلاف الذي حصل بين والديهما باعد بينهما , ثم سعى بكل جهده من أجل الزواج منها موافقاً على كل الشروط التي وضعها أهلها مضحياً بالكثير. توج حبهما بمولودهما البكر ثم البنت ثم الابن الأصغر , وعدّ ذلك هبة من السماء بعد أن منحته كل شيء: زوجه يحبها وأبناءاً ودار سكن ساهم كلاهما من اجل انجازها بالإضافة إلى راتب متواضع سيناله الشهر المقبل بعد أن تم تعديل السلّم الوظيفي . كانت أحلامه لا تتجاوز العيش البسيط بالرغم من تحصيله العلمي العالي، لكن إيمانه بالله قاده للصبر رغم معاناته التي مرت عليه في حياته الوظيفية والانتهاكات التي مورست ضده حتى جعلته يستسلم للقبول بأدنى الفرص .(المهم مستورة )كما يقول المثل الشعبي.

نصحه الجميع بمغادرة المنطقة أو البلاد فالوضع غير مستقر والاغتيالات بدون تشخيص وحذروه من القناص الذي يتخذ من الجامع المجاور مقرا له , لكن قناعته بأنه لم يقترف إثماً يتخوف من عقابه، وتمسكه بداره وأرضه جعلته لا يفكر بالمغادرة فهو مواطن يعيش من أجل أسرته وحسب بعيداً عن متاهات السياسة ولا يختلف عن بطل مسرحية( شاهد ما شفش حاجة)...

خرج كعادته صباحا إلى العمل، نادته أن يعود بعد أن سمعت صوت طلق ناري . كان احترامه للعمل وحرصه يفوق كل شيء ، عشر دقائق فقط مرت ليتصل بها الشرطي يطلب منها الحضور إلى مركز الشرطة لوجود مشكلة !!!!!!عشر دقائق وضعت حداً لأحلامه وحياته وحبه وكل شيء بجريمة اللا جريمة..

وانتبهت لصوت المحاضر يعلو من جديد:

لكل شخص حق اللجوء الى المحاكم

لكل شخص

لكل شخص؟؟؟؟؟ حق التمليك ولا يجوز تجريد الناس من ملكهم تعسفاً .

وهذا حق ثاني ينتهك .. اغتصبوا دارها ثم أحرقوه بمجرد أن غادرت المنزل لإقامة مجلس العزاء واحترقت معها كل ذكرياتها..

ومازال صوت المُحاضر يتردد في أرجاء القاعة حتى تدفق إلى خارجه لتحمله العصافير والطيور إلى كل أرجاء المعمورة ---------

نبذ الطائفية ---

محاربة العنصرية ----

احترام رأي الآخر ----------

الأديان السماوية -------------

القوانين البشرية كلها سُنّت من أجل الحياة وما يحصل هو نظام الغابة فلنعش حياتنا ولنقنع

سعدية العبود

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.