اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل تنقصنا ثقافة مجتمعية حضارية في العراق؟// طارق عيسى طه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

هل تنقصنا ثقافة مجتمعية حضارية في العراق؟

طارق عيسى طه

 

كلنا نتذكر وبألم كبير حادثة اقتحام المقر العام  لاتحاد الكتاب والادباء العراقيين في بداية حزيران 2015 من قبل مجموعة تتكون من خمسين شخصا جاءوا بسيارات فارهة مظللة بعد ان اغلقوا الشوارع المؤدية الى المقر ,ضربوا الاستاذ الشاعر والاديب المناضل المعروف الاستاذ الفريد سمعان وهناك صورة تمثله بعيون متورمة عدا عملية تكسير الاثاث وسرقة الموبايلات وتفتيش جيوب المتواجدين ومصادرة محتوياتها ,وقد قام مسؤولان مبعوثان من قبل د حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة ونقلا اسفه لما حصل من اعتداء ووعده بالتحقيق ومعرفة الجناة , والى يومنا هذا لم نسمع عن اية نتيجة للتحقيقات لهذا الاعتداء الغادر وبنفس الوقت زار المقر السيد الفريق عبدالامير الشمري قائد عمليات بغداد والذي ابدى اسفه لهذا الحادث ووعد بالقصاص من الجناة ,  لقد كان رد فعل د حيدر العبادي حالة ايجابية  ولا نعرف لحد ألأن اية نتيجة ترشدنا الى  هؤلاءالجناة الذين داسوا على القوانين بكل شراسة مستعملين اسلحة محاربة الثقافة والمثقفين ليس الا ,وقبل يومين تم الاعتداء على فندق ميريديان فلسطين باساليب اظهرها تصوير فيديو عن طريقة الاقتحام الغير حضارية وحتى ضرب المسؤولين بحجة عدم وجود رخصة بممارسة عملهم مع العلم ان الفندق هو مستثمر من قبل مواطن لبناني , وقد اعتذرت وزارة الداخلية على لسان وزير الداخلية السيد محمد الغبان وتم احتجاز اثنين من الضباط المسؤولين عن الحادثة , انها ليست المرة الاولى واتمنى ان تكون الاخيرة . ان تصرفات المسؤولين وخاصة ألأمنيين تعكس ثقافة الدولة لتصريف الامور , فعدم وجود رخصة لا يعني مطلقا وجود حق في ضرب المخالفين وخاصة في بغداد مدينة الثقافات وتنوعها , في الخمسينات من القرن الماضي كان السيد عبدالامير العكيلي المدعي العام في بغداد ,  يرفض طلبات الشرطة في التوقيع على اوراق مطبوعة تاتي بها الشرطة لغرض الموافقة على  تفتيش بيوت او القاء القبض على متهمين سياسيين , وطبعا كانت هناك مخالفات تحدث من قبل شرطة التحقيقات الجنائية بالقيام بالتفتيش والقاء القبض على المتهمين السياسيين , ولكن المبدأ القانوني ولو شكليا  كان حصول موافقة القاضي وحضور المختار ,ونحن نعيش في عصر انتقال من ديكتاتورية صدام يجب ان يشعر المواطن على ارض الواقع بان هناك تغيير هناك عملية انتقال نحو الاحسن بعد مرور اثنى عشر سنة , ان هذه الطرق البدائية في التعامل وتسيير امور الدولة لا تدل الا على التخلف وهي طريقة تضر بالاقتصاد العراقي لبث الخوف بين المستثمرين الاجانب وكلنا نعرف بان راس المال جبان, ختاما يجب الابتعاد عن اي تعامل لا يحترم القانون ولا يعبر عن حضارة , اننا لانريد القفز الى سويسرا او المانيا وبريطانيا ومستوياتهم الحضارية فهذه مستحيلة بدون عمل دورات تربوية اخلاقية للكوادر ألأمنية التي يجب ان تعرف قيمة الانسان وحقوقه , لنرقى الى كيفية التعامل مع الحيوان على الاقل في اوروبا التي يسميها البعض بالكافرة وفيها يتم تطبيق الدين الاسلامي احسن بكثير من الدول التي تسمي نفسها بالاسلامية والدين الاسلامي منها براء , ان الاديان السماوية جميعا تدعو الى عمل الخير وجاءت لتحسين اوضاع المجتمعات التي ظهرت فيها , وهناك قاسم اخلاقي مشترك يسمونه حضارة التعامل والدين معاملة مهما اختلفت مسمياته .ان هيبة الدولة يجب ان تكون حاضرة وكل انفلات وقلة اخلاق تدل على ضعف الدولة هذه الظاهرة الخطرة التي تهدد التغيير بكل انواعه هي عبارة عن عملية وأد حضاري اجتماعي اخلاقي لكل القيم الوطنية والانسانية وهي مؤشرات مخيفة لما سيتم بعد طرد الدواعش المجرمين من ظهور قوات ميليشياوية تهدد الجيش والشرطة وهي لا زالت في المهد ,فالكل يشير الى علاقة الميليشيات بحادثة اقتحام المقر العام لاتحاد الكتاب والادباء العراقيين التي لا زالت غامضة لحد كتابة هذه السطور .

طارق عيسى طه

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.