اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ثورة القرن الواحد والعشرين الاولى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
طارق عيسى طه

مقالات اخرى للكاتب

        ثورة القرن الواحد والعشرين الاولى

 

بعد ان استفحل الداء وقل الدواء وتراجعت الحركات الوطنية في التسعينات من القرن الماضي وبعد انهيار المعسكر الاشتراكي الذي كانت الامبريالية تحسب له الف حساب في كل حركة تنوي التخطيط لها لغرض الانقضاض على الدول الضعيفة ,وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما شنت بريطانيا العظمى وفرنسا واسرائيل هجومها الثلاثي على مصر عام 1956 ,هدد الاتحاد السوفياتي الدول المعتدية بنقل الحرب الى عواصم هذه الدول في حالة الاستمرار في العدوان هذا ,وبهذه الطريقة وقفت واذعنت الدول الامبريالية وربيبتها اسرائيل الى ايقاف العدوان ,وفي عام 1958 في ثورة تموز نزلت قوات امريكية وبريطانية الى الاردن ولبنان لغرض غزو العراق وقتل الثورة في مهدها, الا ان قوات الجيش الاحمر قامت بمناورات عسكرية على حدودها مع تركيا احالت الليل الى نهار معلنة تضامنها مع الثورة في العراق ولم يتجرأ احد من هذه الدول اللعب بالنار في حالة تحديهم للانذار السوفياتي ,اما اليوم وبعد ان غاب القط بدأ الفار يلعب كما يقول المثل العامي  ففي عام 2003 في 9 نيسان تم غزو العراق واحتلاله بحجج اثبت التاريخ والوثائق التي تم الكشف عليها بانها حجج واهية لا تستطيع الصمود امام الواقع الذي يثبت بالصورة  والصوت مدى الدمار الذي حل بالعراق.واليوم وللمرة الاولى في القرن الواحد والعشرين تندلع شرارة الحرية من تونس الخضراء مبشرة العالم بسطوع نور جديد في المنطقة ويجب ان تتقدم الشعوب العربية بالشكر الى الشعب التونسي الذي حقق بثورته هذه تنازلات قامت بها الحكومات العربية لشعوبها , تنازلات اقتصادية حيث ان الحكومة السورية خفضت اسعار الوقود 75% من سعره ,والحكومة الكويتية والتي يعيش اهلها في بحبوحة من العيش تبرعت باربعة ملايين دولار لتحسين الوضع المعاشي للشعب ,وبعض الحكومات خفضت الضرائب الى النصف كل هذا هو حصيلة نضال الشعب التونسي وانتفاضته السلمية المستمرة والتي اججها الشهيد بوعزيز وتبعه الشهداء واحدا تلو الاخر وبالرغم من العنف الذي قاده زين العابدين بن علي وسقوط الجرحى والشهداء الا ان الشعب التونسي استمر في تضامنه ووقوفه كرجل واحد لم ينحن امام الارهاب ولم يتنازل عن مطالبه العادلة في ازاحة الحكومة والحزب الحاكم المسمى الاتحاد الدستوري الديمقراطي . ان اتباع الحاكم بامره المخلوع تحاول وبكل الطرق الالتفاف على الانتفاضة الشعبية بحجة عدم ترك الفراغ السياسي الا ان التضامن من قبل كل طبقات الشعب وخاصة الفقيرة منها المهمشة المظلومة يلعب دورا كبيرا في مدى قوة الحركة والتي انضمت اليها قوات الجيش والشرطة حيث قام الجيش بالقضاء على حرس القصر في قرطاجة ومطاردة العناصر الموالية لابن علي التي قامت بعمليات قتل وسطو على ابناء الشعب التونسي بل حاولت الاستيلاء على البنك المركزي ولكن قوات الجيش والشرطة استطاعتا حماية البنك .وقد بدات قوات الشرطة في المشاركة بالانتفاضة بملابسها العسكرية والمدنية ايضا , ان وجود الحكومة التي سمت نفسها بحكومة الوحدة الوطنية  ما هو الا جزء من محاولة الالتفاف على الانتفاضة حيث تم الكشف على وجود كميات هائلة من الوثائق والتي تم اتلافها التي تدين العهد البائد وتكشف عن جرائمه ورجالاته الذين كانوا يقومون بالاعتداء والسرقة وكلما بقيت هذه الحكومة في قيادة البلاد كلما يتم فقدان الوثائق الدامغة والتي سوف يتم استغلالها للرجوع الى المعترك السياسي وتسلم من العقاب وتسيئ الى الانتفاضة .ان قوة الانتفاضة وانتصاراتها ادت الى انتصارات خارجية حيث قررت فرنسا عدم استقبال بن علي الهارب ورفضت دول كثيرة قبوله واصدرت المملكة السعودية بيانا قالت فيه بانها استقبلت الرئيس التونسي الهارب لاسباب انسانية لنفاذ البرول من الطائرة التي اقلته وبنفس الوقت لا يسمح له بممارسة اي نشاط سياسي ,وصدر بيان من الحكومة الالمانية بتجميد اموال الرئيس الهارب بن علي زين العابدين في المانيا .ولم يبق امام قادة الانتفاضة التونسية سوى الاستمرار بالضغط من اجل اسقاط الحكومة المؤقتة وعدم فسح المجال لتدخل قوات القاعدة او الاسلام السياسي هذا ومن المعروف عن الشعب التونسي بانه شعب يملك درجة عالية من الوعي السياسي والثقافي نتيجة احتكاكه بباقي شعوب العالم و كبلد سياحي مفتوح امام الثقافات والحضارات العالمية  .

 

الثلاثاء الموافق 25-1-2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.