اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

التخلص من داعش والمليشيات يحتاج إلى التكاتف والوحدة الوطنية// مصطفى محمد غريب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

التخلص من داعش والمليشيات يحتاج إلى التكاتف والوحدة الوطنية

مصطفى محمد غريب

 

سبق وقلنا أن الوحدة الوطنية كفيلة بدرء المخاطر عن البلاد واثبت التاريخ وأثبتت الحياة صحة ذلك، لان الوحدة ستجمع أكثرية الشعب خلف حكومة وبخاصة وطنية لا تعتمد على نهج طائفي انعزالي ولا تفكر بأنها قادرة لوحدها بدون دعم الشعب بالتصدي للقوى الشريرة التي تهدف إلى التدمير والعودة إلى الخلف المرفوض الذي يعتبر في تضاددٍ مع الحريات والنهج الديمقراطي ورفض المركزية المطلقة ، وفي معرض كتاباتنا حول الوحدة الوطنية أشرنا أن المصالحة الوطنية الحقيقة هي إحدى الدعائم الرئيسية التي ستكون عوناً لتحقيقها وهي تحتاج إلى جهود استثنائية في مقدمتها رؤيا المصالح العامة وليس  المصالح الخاصة وتجاوز الماضي السلبي إلى المستقبل الايجابي، وهذا يعني مشاركة الجميع في العمل والتخطيط بدون أنانية حزبية أو قومية أو طائفية، ولم نخفِ تأكيدنا بان حديثنا عن الجميع لا تعني هذه الكلمة أولئك القتلة المجرمين الذي أساءوا وتلطخت أيديهم بدماء  العراقيين وفي مقدمتهم غلاة البعثيين الذين بقوا مصممين على المضي في طريقهم طريق العنف والإرهاب والقتل والتدمير وبجانبهم الإرهاب التكفيري وفي المقدمة داعش والميليشيات الطائفية، ولهذا ليس بالخطأ أن نسعى ونطالب بجيش عصري قوي وأسلحة حديثة متطورة ومؤسسات أمنية مخلصة لا ترتقي فوق مصالح وحقوق المواطنين، ودعم خارجي نزيه بشرط واحد عدم التدخل في شؤوننا الداخلية، لكن هل هذا يكفي للقضاء على داعش؟ وهل هذا يكفي للتخلص من المنظمات الإرهابية والمافيا المنظمة والميليشيات الطائفية المسلحة التي لا تقل خطورة عن داعش والإرهاب التكفيري؟ وهل هذا يكفي للقضاء على الفساد والفاسدين؟ كل هذه الأسئلة والاستفسارات تحتاج لجواب قطعي واحد وبكل صراحة

 

ــــ  لا ولن يكفي! لان الذي نحتاجه هو الأساس الذي نبني عليه هذه الآليات وبدون الأساس لا يمكن إشادة بناء متين وقوي وهو كمثال من يبني عمارة من مئة طابق أو حتى طابق  على قاعدة من الرمال تهوي لمجرد هزة أرضية خفيفة، ولم نكن وحدنا نتوخى هذا التوجه فهناك الملايين الذين يطالبون بالمصالحة الوطنية لدعم الوحدة الوطنية، فالتصور الساذج بالإمكانية الذاتية المنقوصة هي بالضبط كالذي يحرث في البحر وقد تكون هناك نجاحات أو انتصارات لكنها لن تكون مثلما نريدها كاملة ونهائية فسرعان ما تعود الحالة لتحمل لنا الكثير من التداعيات وقد تكون أقوى مما سبقها ولدينا تجربة يجب أن نعيها ونفهم أسباب فشلها وهي تجربة " الصحوات " التي كانت الفاعل المهم في إضعاف تنظيم القاعدة وإيقاف أكثرية جرائمها من التفجير والاغتيال والخطف،  إلا إن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ( ولا نريد العودة والإسهاب حول نتائج سنوات رئاسته العجاف ) نقول هو وتلك العقليات التي  كانت تعتقد لا بل تؤمن بالطائفية كحل لأزمة الحكم  أهملت الصحوات لا بل تركتها حتى بدون أن تنفذ الاتفاقية بدفع الرواتب أو ضم البعض إلى القوات الأمنية أو إيجاد وظائف للعاطلين منهم ، بفهم خاطئ للواقع والأحداث وتصور ساذج " أن لا ضرورة للمصالحة الوطنية التي كانت تطرح على الطاولة السياسية لأن المصالحة تعني البعثفاشي!!" واستنتاج واهم بعدم عودة الإرهاب ، بهدف التخلص من الصحوات ولا يحقق المصالحة الوطنية، إلا أن الذي حصل هو العكس تماماً،  فقد بدأت الاعتصامات والمظاهرات والمطالب الأربعة المعروفة فتهيأ لنوري المالكي  انه يستطيع السيطرة وفضها بالقوة لكنه فشل لان القوى الإرهابية وفي مقدمتها داعش استغلت هذه الظاهرة وتغلغلت مستفيدة من أخطاء التوجه العنفي بينما بقى نوري المالكي وجماعته يتغنون بنهاية تنظيم القاعدة، وكان ما كان من أمر داعش وما نراه الآن، ولو تم تدقيق النتائج وما حصل بعد ذلك من انفلات أمني واسع أدى إلى آلاف القتلى والمصابين إن كان بواسطة التفجيرات أو الاغتيالات حتى ظاهرة إطلاق الالاف من الإرهابيين السجناء من السجون ( أبو غريب مثال ) بعمليات إرهابية مسلحة لعرفنا أن تلك المرحلة كانت تحتاج إلى حلول موضوعية وواقعية،  ثم السيطرة على الموصل وصلاح الدين والانبار وأجزاء واسعة من ديالى وكذلك من كركوك وغيرها لعرفنا مقدار المأساة التي كان بالامكان تلافيها  ليس بتهديد نوري المالكي " منو يكدر ..." بل الدعوة للتعاون وخلق مستلزمات للمصالحة  الوطنية الحقيقية وتجاوز العقلية الطائفية لكنا قد تجاوزنا هذه المأساة التي نعيشها بكل جوانبها وفي مقدمتها آلاف الضحايا من المواطنين الذين هم أثمن من كل شيء في العالم، ومع الأسف الشديد يخرج علينا نوري المالكي في مقابلة تلفزيونية نقلتها أيضاً " وكالة اليوم الثامن " وكأنه يضحك على عقول المواطنين ليقول أن" المرجعية لم تؤسس الحشد الشعبي بل أنا من قمت بتأسيس هذه القوات لمحاربة “داعش" وأكد في هذه المقابلة  " أن الفضل في تحرير تكريت يعود لي وليس لشخص أخر" وبهذا يلغي بجرة قلم أو طرف لسان دور الجنود والضباط والحشد الشعبي والعشائر الأبطال التي شاركت في القتال وما قدموه من شهداء وجرحى في هذه الحرب القذرة، حرب تكريت، بل أن السيد نوري المالكي هو الذي حرر تكريت ـــ هل توجد فضيحة أكبر من هذا الادعاء؟ وتكريت لم تتحرر كاملاً إلى حد هذا اليوم الخميس 19/3/2015   وهو ما أكده السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي يوم الأربعاء 18/3/2015" إن "تحرير تكريت أصبح في متناول اليد " فهل يعني التحرير تحرير المدينة فقط أو ما يحيط بها أيضاً؟

 

إن العقدة في عقول البعض من السياسيين العراقيين وبخاصة أحزاب الإسلام السياسي الذين تقلدوا المناصب وهيمنوا على السلطة، مازالوا يعيشون هاجس استخدام القوة والهيمنة من خلالها على الناس ولا يؤمنون بالجماهير وإمكانياتها الثورية وإن ادعوا بذلك لمآرب حزبية ضيقة أو مصالح أخرى، هذه الجماهير التي تستطيع أن تقف بشكل حازم وقوي أمام أية قوة معادية للوطن إذا ما اعتمد عليها وجرى توعيتها بحقوقها وتحقيق هذه الحقوق لتقوم بواجبها الوطني والشعبي في مثل ظروف العراق الحالية، ويبدوا من خلال التجارب عدم استيعاب هؤلاء السياسيين لدور الجماهير في تحقيق الأهداف الوطنية والاجتماعية، وبمجرد  انفضاضهم وتحقيق المصالح الضيقة تُهمل هذه الجماهير وتصبح وعود من وعدوا بتحقيق نوع من الحقوق والمساواة والعدالة كمن يحلم بحلم جميل ويفيق من حلمه متحسراً ليرى أن واقعه بقى على حاله .. وهذا لا يعني أن ننفي في هذه المرحلة دور الجيش العراقي والأجهزة الأخرى والبيشمركة والحشد الشعبي ولكن سيبقى الوضع عليلاً لا تكتمل صحته وعافيته إلا بشرط لا يقبل القسمة بين اثنين شرط التخلص من العقلية الطائفية ومحاصصتها والاتجاه نحو المواطنة والديمقراطية بدلاً من التقسيم الطائفي وبضمنها المصالحة مع كل الذين تعز عليهم وحدة البلاد ومصالح المواطنين لأنهم  العماد للسير بالسفينة والإبحار في اشد ظروف العاصفة والنجاة من الغرق، من هذا المعنى صرح السيد حميد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي لطريق الشعب ونشر في 17/3/2015 بخصوص " لجنة التوازن المُشَكلة من قبل مجلس الوزراء التي اعتمد على المحاصصة المقيتة لتشكيلها وليس التوازن الدستوري، فيؤكد السيد حميد موسى " إن إعادة تقاسم المناصب وفق النهج المذكور "عمل يتنافى مع الطبيعة المستقلة لهذه الهيئات، ويتنافى أيضاً مع الديمقراطية وروح الدستور الذي أكد في المادة 14 منه على المساواة بين العراقيين دون تمييز، ومع المادة 16 منه التي نصت على أن تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين". وهنا يُطرح سؤال معقول.

 

 ـــــ كيف يمكن الانتصار على الإرهاب في البقاء على هذه العقلية ألا يخل ذلك بما جاء في الدستور العراقي الذي نص على أحقية المساواة بين المواطنين العراقيين؟

 

وبهذه المناسبة نرى أيضاً في تصريحات السيد رئيس إقليم كردستان العراق شيء ايجابي ملموس عندما أكد  أن " إقليم كردستان يحتاج للجميع".ثم أن "العلاقات التاريخية بين العرب والكرد لم تتأثر بكل الإجراءات الظالمة والتعسفية التي مارستها الحكومات المتعاقبة على الحكم في بغداد ضد الشعب الكردي" نقول إلى حد هذه اللحظة العراق يحتاج إلى الجميع ، والعلاقات التاريخية لم تتأثر ( ولكن إلى متى!!) وخير مثال القتال الضاري دفاعاً ليس عن الإقليم فحسب بل العراق التي خاضته قوات البيشمركة وباقي القوى الكردية وما قدمته من مئات الشهداء خير برهان على صحة التكاتف واللحمة من اجل درء الإخطار عن البلاد، هذا القول في اجتماع مع شيوخ ووجهاء العشائر في منطقة ربيعة وسحيلا يجب أن يعمم عند قادة القوى السياسية والدينية المتنفذة صاحبة القرار وان يكون نهجاً عندهم وعند أحزابهم وتكتلاتهم  وتحالفاتهم السياسية إذا أرادوا فعلاً الخير للعراق، وليس الهرولة على فتات التصريحات المعادية المخربة للبعض من المتصيدين من المسؤولين والنواب وهم أصبحوا معروفين كأسماء تتردد على وسائل الإعلام وتعمل وفق المثل الاستعماري السيئ الصيت " فرق تسد " التي تريد ضرراً بالعلاقات التاريخية بين العرب والكرد والتركمان والكلدوآشوريين والمكونات العرقية والدينية العراقية..

 

زبد الكلام نتفق مع هشام السهيل رئيس لجنة المصالحة في مجلس النواب عندما قال " إن "المصالحة موازية للحرب على داعش وتساهم بنسبة 50% من استقرار البلد، أما القسم الباقي تؤديه القوات الأمنية" وزبد الحقيقة نوجهها إلى من يهمه التخلص من داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية والميليشيات المسلحة ومن الفساد والفاسدين عليه أن يفهم أنها تعتمد على نجاح المصالحة الحقيقية لتمتين الوحدة الوطنية وهي مهمة الجميع دون استثناء ما عدا من تلطخت أيديهم بالجريمة وأولئك المتربصون الذين لا تشغلهم أية مهمة إلا مهمة تدمير البلاد واستمرار الصراع لزيادة القتل والخراب.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.