اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• شالوم درويش..القاص العراقي الذي تميزت قصصهُ بالواقعية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل عبد الأمير الربيعي

مقالات اخرى للكاتب

شالوم درويش..

القاص العراقي الذي تميزت قصصهُ بالواقعية

 

  ولد القاص شالوم درويش في محافظة العمارة  قضاء علي الغربي ثم انتقلت عائلتهُ إلى بغداد بعد موت  والدهُ , فقد واصل دراستهُ الابتدائية في مدرسة ( راحيل شحمون) , ثم أكمل الثانوية في أحد المدارس المسائية  , وتخرج من كلية الحقوق   1924 ثم أصبح سكرتيراً للطائفة اليهودية عام 1929 بعد استقالة الأديب أنور شاؤول منها , ثم استقال عام1944 ليتفرغ للمحاماة .

    كان شالوم درويش ذو الميول اليسارية ومن المنتمين للحزب الوطني الديمقراطي بقيادة كامل الجادرجي عام1946 , فكانت أكثر مقالاته تنشر في صحيفة الأهالي , وامتازت قصصه باعجاب الأدباء والقراء  ومنها ( أحرار وعبيد ), فقد امتازت بالواقعية والتركيز على الحدث ونجاحة في الحوار الاجتماعي ومهمة تفشي البطالة بإمتاع القاريء  بصدق الأحداث وحبكته المشوقة .

   انتخب أوائل عام1947 لعضوية مجلس النواب مرشحاً عن الحزب الوطني الديمقراطي , ثم استقال احتجاجاً على زيف الاتخابات وفسادها , لكن معاداة النظام الملكي للوطنيين وذو التوجهات  اليسارية والتوجهات  المجحفة للحكومة الملكية بحق الوطنيين وإعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي, مما أدى بالأديب شالوم درويش بالهروب عبر الحدود الإيرانية إلى إسرائيل عام 1950 , بسبب قيام دولة إسرائيل إذ تفاقمت موجة الاضطهاد والطرد  لليهود العراقيين من الوظائف فقد ضاق المقام بالطائفة اليهودية في العراق , ولم ينفع الصبر على الحال فرحلوا عن أرض العراق, وقد أصدرت حكومة توفيق السويدي قانون  إسقاط الجنسية عن الراغبين من اليهود العراقيين وتجميد أموالهم المنقولة وغير المنقولة , فكتب شالوم درويش مقالة بعنوان " خروجي من العراق" في 9-11-1975 في جريدة الأنباء القدسية : (لماذا أخترت الخروج هرباً لا بطريق إسقاط الجنسية؟ ... لقد رأيت  في تنازلي عن جنسيتي العراقية مسبه ؟ لإ أنا ورثت عراقيتي من آبائي  وأجدادي كما ورثت صفات  الدمى الذي يجري في عروقي , فجنسيتي خلقت معي ولعلها خلقت قبلي).

   عند استقراره في حيفا بعد الهروب من العراق عمل في المحاماة وانقطع عن كتابة القصة ثم عمل في صحيفة ( جريدة اليوم) الصادرة في تل أبيب وصحيفة ( الأنباء) عام 1967 في زاوية ( من ملفات المحاكم) ثم عاد لكتابة القصة باللغة العبرية .

    كانت مجموعتهُ القصصية الأولى بعنوان ( أحرار وعبيد ) عام 1941  تمثل  شخصيات  تعاني من مشكلات طبقية خاصة بها  وذو نزعة تحليلية  , وقد اختار أبطال القصة اختياراً دقيقاً , وهذه ما تميز قصص هذه المجموعة باعتراف د. عبد الإله أحمد في كتابة ( الأدب القصصي  في العراق) الجزء الأول ص324, أما قصة ( الحرمان) فتمثل الأزمة الحادة التي يمر بها الشباب الشرقي في تلك الفترة ومشاكلهُ الجنسية , إضافة إلى قصصهُ الأخرى (  أليوم خمرً , جبان , راسم أفندي , قافلة من الريف ) , وقد أشار الباحث عبد الإله أحمد إلى ما تمتاز  به قصة ( قافلة من الريف) في موقعها المؤثر بنفوس قرائها للتصوير الرائع والبارع لأوضاع عائلة ريفية طيبة على قدر من السذاجة والبساطة  , وهي تواجه المدية لأول مرة , ويقول الباحث عبد الإله أحمد  : ( إن استطاع أن يوفر  لها قدراً من المحلية على نحو لا تخطئهُ عين القاريء ... وهي محلية يبدوا أن  القاص  كان حريصاً عليها حرصاً شديداً بحيث توفر لها لوازمها , ومنها استخدامه العامية في حوارها ) ,  لهذه القصة على الرغم من الجانب الإنساني الذي يؤطرها , لا يراها على درجة من الجودة الفنية , وهذه القصة تؤكد السمات الرئيسية الواقعية إذا صح التعبير والتي  تحققت أخيراً من طابعها الساخر الذي بدت علية في بداية  حياته الأدبية , لكن انقطاعهُ الطويل عن كتابة القصة ومتابعة تطور القصة في العراق والعالم العربي , أساء لحساسيتهُ الإبداعية في أحكام المعمار الفني ورسم الشخصيات , كما عدم التوازن في مبنى القصة يكاد  أن يكون ملازماً لمعظم قصص درويش , فهو يطيل في المقدمات   ويسرف في سرد التفاصيل لكي يصل إلى النهاية المفاجئة , إلا إنها تسيء لقصص كثيرة أخرى  , الأمر الذي يفقدها التماسك ويسبغ عليها ثوباً مهلهلاً , كما تسمح لهُ أحياناً بالمبالغة  في خلق مواقف ساخرة يطعم أسلوبهُ حيوية وجاذبية , ثم وجهها نحو الواقعية  وخلع من ثوب القصة القصيرة الرومانسية المبتذلة  والبلاغة الوعظية , فقد كانت شخصيات درويش محبطة من صميم المجتمع  وتوخى التركيز  عليها مما أدى إلى إدانته بالهامشية .

   

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.