اخر الاخبار:
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مَنّ هُم فاقدوا ماء الوجه؟// نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

مَنّ هُم فاقدوا ماء الوجه؟

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

     إذا أردت أن تعبر عن سلوك شخص ما ارتكب عمل مشين للخلق والشرف والعرف العام, فإنكَ تقول عنهُ (فقدَّ ماء وجهه) , وفي الواقع دائماً ما يكون وجه من يشعر بالخزي منكساً رأسه, ناكساً بعينية إلى الأسفل, والكل يعلم إن جميع الشعوب تشير إلى أن البشر في كل مكان في العالم تجمعهم النزعة ذاتها وهي الأبتعاد عن فقدان ماء الوجه .

     لكن ما يحصل الآن في العراق بعد عام 2003م من التعامل بالرشا والمحاصصة وفق توزيع المال العام والمراكز الحساسة وتعيين المقربين والتطاول على أخذ نسب معينة من المشاريع مقابل حصول المقاولين على العمل هو فقداء ماء الوجه للساسة العاملين في دفة السياسة العراقية وإدارة الدولة وفق نهج المحاصصة الطائفية .

     من يفقد ماء الوجه تجده تعلوه حمرة الخجل بطريقة لا إرادية, والعين تغرورق بالدموع عندما تجيش المشاعر, خاصة المشاعر الأخلاقية مثل السخط أو العزة, ولا أعرف أي من المشاعر لهؤلاء الساسة من باعوا الضمائر, اصبح ثلث العراق بيد الإرهاب, والفقر تجاوز 30% في بعض المحافظات و60% في محافظة المثنى, متى تشعروا بالسخط وصحوة الضمير وتغرورق العيون لما فعلتم بالعراق وأهل العراق .

     من خلال ثقافتنا وسلوكياتنا نعتقد أن الشرف لا علاقه له بالمشاعر إلا عندما يكون على مرأى من الناس, فيمكننا أن نشعر بالخزي بعيداً عن أعين الناس, فمتى تشعروا بالحرص على هذا البلد, هل تمتلكون المشاعر والأنتماء الوطني, أم انتمائكم لجهات أخرى أولاً .

      أيها السياسي والمسؤول العراقي, أنا اخاطبك كعراقي عاش على تربة هذا الوطن, وشرب من ماء الفرات ودجلة, وتغذى على منتجات تربته, وتنفس من هواءه, أقول وبحرقة, إن اهتمامك بشرفك معناه أن ترغب في أن تكون أهلاً للإحترام, الخطأ الذي ارتكبته في سرقة المال العام, أو تعيين من هم غير أكفاء في المسؤولية, أدركت أنك ارتكبت خطأ يقلل من شأنك واحترامك, فإنك تشعر بالخزي, سواء كان ذلك على مرأى من الناس أم لا, ماذا يعني تعيين محافظ الموصل أثيل النجيفي لـ(6) من المستشارين في البلديات قبل سقوط الموصل, وهم الآن قياديين في تنظيم داعش, أين شرفك وشرف المسؤولية من هذا العمل, أنت من أضاع الموصل وأهلها بعملك هذا وعمل الآخرين ممن هم في دفة الحكم وقتذاك , لقد اضعتم شرفكم وفقدتم ماء الوجه, ولن ولم يرحمكم التأريخ في هذا الفعل الشنيع .

      أنا أسأل هؤلاء السياسيين, هل أنتم مع شرف المهنة والمسؤولية أم ضده؟ وهل تفتخروا بما فعلتم من أعمال تسيء للشرف أم تفتخروا بها؟ , لكن أقول: الشرف موجود داخل كل إنسان عراقي طبيعي, مهما كانت درجة ثقافته وتنوره وتقدمه, لذلك يجب أن تفكروا وتحسبوا الف حساب للشرف, لكنكم افتقدتموه, وابتعدتم عن التعامل مع الشرف. من المؤكد أن الشرف لم يفرغ بعد, أنا اخاطبكم بشرفكم, وهذا لا يعني أن الشرف يمثل عورة الرجل أو عورة المرأة ولكن الشرف هو غيرتكم على بلدكم وشعبكم .

     إن شرف المرء يرتبط ارتباطاً وثيقاً بجوانب من الهوية الوطنية, ويستقي منها عضويته في فئة اجتماعية ما بطرق عديدة, وعليه فمنظومة الشرف من شأنها أن تضعك في موضع المساءلة حتى إذا لم تقترف ذنباً, أو لم يقترف أحد خطأ في حقك, فالشرف ليس بالأمر الشخصي بوجه خاص في جماعة اجتماعية ما, ببساطة على المسؤول العراقي الحفاظ على ماء الوجه, أو عليه أن يخسره من خلال فشله في الحفاظ على العراق, أما النجاح فهو من خلال مشاركته في الحفاظ على العراق واهله وعلى الهوية الوطنية , بعيداً عن الطائفية والعرقية .

 

     لذلك أقول كما قال شكسبير (( أما إذا كان الطمع في الشرف خطيئة , فإن روحي أشد الأرواح إثماً)) , فإذا كان الشرف وفق عرفكم خطيئة فأنا أشد إثماً للحفاظ عليه منكم .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.