اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ذبيحا رقصة تانغو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قصة: عزيز الحافظ

ذبيحا رقصة تانغو

 

أرتفعت بينهما نبرة الشجار وموجية حدتّه،لم تكن نشوة الخمر وحدها تقود مسار الحوار الاهوج المتعثر الخطى بل كانت ذكريات الأمس هي التي نحتت بالوشم سمة التحاور والتلاسن اللامفهوم حماقة ألفاظيته بحكم السكرة في شفاه مخارج الكلمات، ذكريات 8 سنوات حرب كانت تضغط عليهما لإنهاء التلاسن ولملمة جراح الصخب والصراخ الاحمق وإيقاف فضولية الإنصات ونزيف إستراق السمع التمتعي عند مرتادي الملهى. كانوا سوية يلاعبون الموت بل ويعانقونه كل يوم ويتحررون من أخطبوبية التفافيةخطفه فيراقصونه كالتانغو ساخرين ويتركونه في الحلبة يبحث عن صيد وغنيمة بعيدا عن ضفاف سخريتهم به! يركضون محمليّن بدفق مودتهم يوميا يتراقصون التانغو على أنغام القذائف المتنوعة القدوم والحصاد فيأبى الموت خجلا ان يزور حلبة تراقصهم جذلين لينسلوا خلسة بالاجازات الدورية سواءا لايتفارقان. انطوت جذوة الحرب ولم ينطفيء بريق الودّ بينهما ولم يخفت بريق تراقص التانغو في مسارهما فعادا للحياة بمشاريع البناء والمقاولات مبنيا على مهارتهما ولم يكن المال بينهما الامصدرا لسرورهم ومتعتهم فلم تمخر يد خالد يوما ما في بحر عمل الاوكانت يد قيس شراع سفينة الإبحار فكانت الايادي لاتفترق الا بالتصفيق على طاولات الفرح الليلي بالسهرات عند إرتفاع النغم ثم التلاعبّ المموسق الابتهاج بالسبابتين وبطقطقتها الانشراحية الإهتزاز الجذلّي المعروفة في الوسط العراقي.

دخلت بينهما [قتول] الراقصة الغجرية  التي تعمل في الملهى الليلي اذ فرّقت تناسّقهم وهشمت قمم الصداقة وقيمها فكان قيس يعتبرها نزوة من مسار السهرات تخبو بعد غلق الملهى ولكن خالدا كان يرى إتقادهّا كل حين! فشقّت قتول عصا الطاعة عن تجانسهما وتوادهما فاستغلت شغف خالد بها وتركته يستعر بحركاتها الشهية وغنجها وجنونية شعرها القاتم السواد وهو ينسدل على وجه الهائم بها جهارا عندما تتمايل الاكتاف والارداف حول طاولتهما. جن جنون خالد فترك العمل وصار صباحه مع فندق قتول يرافقها منذ الإغلاق الى الإفتتاح، تجاوز على مال قيس ولم تنفع توسلات حميم روحه لثنيه عن المسار المتجذر جنونية في قتول! فعنّفه ذات المساء وجاهد لاثنائه عن الانزلاق في نزوته بلاجدوى فلم يحتمل خالدا تسديدات النصائح القيسية وسهامها البارقة التركيز والتوجيه وأمام انظار معشوقته قتول فكسر زجاجة خمر قريبة وغرز القبضة الزجاجية المتشوكة الشكل  النصلي والمتبقية في رقبة حميم روحه لتقطع أوداجها فينهمر الدم الغزير على الطاولة فهربت من الجميع النشوى! هربت قتول من مسرح الذبح وأنسكبت دموع خالد دافقة على طاولة رقبة ذبيحه الحميم وصلت مفرزة الشرطة القريبة تحرزت على الواقعة ونُقلت الجثة للطب الشرعي هاهما راقصا التانغو كلٌ في طريق!! للمال قوة بدنية في تزييف الوقائع الإجرامية دفع خالد للجميع لينجو أشترى ذمم الشهود فصار  جريمته ،شجارا بين سكارى ودفاعا عن النفس بين منتشين لاعلى حقيقة نشواه ب قتول!!!


كان أهل قيس لايصدقون رواية ماحدث ، لجأ أحد اخوته للغجرية قتول وقد عرفت مصير قيسها خالد بالسجن فاخبرت الأخ بما حصل فقد كانت شاهدة عيان ولكنها لم تسُتدعى للمحكمة ولم تصعد المنّصة مع إنها أٍّس الموت الدرامي لقيس. أحُيل خالد للمحكمة التي مسارها بالرشوة والنفوذ، لصالحه لتحكم عليه ب3 سنوات سجن ودفع تعويضات  نسبية لذوي المجني عليه.


كانت الشرطة تستخدم بالتنقلات سيارات مدنية على حساب الجناة بنقلهم من مواقع المحكمة للسجن الابتدائي القريب، صعد خالد منتشيا من قلة مدة الحكم فقد نجا من حبل المشنقة، كانت سيارة الأجرة تويوتا كراون موديل 1982 فيها شرطي في المقدمة ويجلس خالد في المقعد الخلفي متوسطا حراسة شرطيين لايأبهان برعاية الغنيمة بينهما، توقفت السيارة في التقاطع لإشارة المرور وسط ساحة الطيران المكتظة ببغداد وهي غابة من عشرات الاقدام تتجول وتتنقل وتتقافز وتتوقف بلاهدى من طرف لطرف، قفز رجل من وسط الجموع على صندوق سيارة الأجرة برشاقة كان الظن بانه أحد سكارى الظهيرة المألوفين،ألتوى جسده بسرعة فوق الصندوق ملتفا بنظره حول الجالسين في المقعد الخلفي كان يراهما رأسين يرتديان البزّة ويعتمران البيرية العسكرية وبينهما رأس حاسر كان يعرف ملامحه  بعناية..إنه خالد رحيق روح اخاه المغدور، سلّ من حزامه مسدسا مخفيا وأطلق دون ارتباك رصاصتان على الرأس الحاسر من خلف الزجاج تناثرت شظايا الدم وفروة الرأس واحشائه على حديقة جلوس الشرطيين بالدم لابالخضرة ،انبهرت الشرطة وترجلوا وسط ذهول المشاةومسكت القاتل الهاديء الاعصاب اخو قيس وسلبته المسدس عندها علم خالد بعد فوات الآوان لماذا ثنائية رقصة التانغو حتى بالموت جمعته مع ذبيحه قيس!



للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.