كـتـاب ألموقع
• قصة المحكوم بالإعدام مع لويس الرابع عشر
حيدر محمد الوائلي
قصة المحكوم بالإعدام مع لويس الرابع عشر
!!)
.!!
الدرس من هذه القصة الجميلة هو أن كم نترك مئات الحلول والحقائق واضحة أمامنا ولكنا نشتغل بالتفكير بحلول واهية وضعيفة وصعبة ومعقدة، ومن ثم نيأس بسرعة ونستسلم...!!
وهنالك من لا يجرب الحل أصلاً وبالرغم من ذلك يقول أنه صعب أو مستحيل، بالرغم من إن لكل مشكل حل...
قيل في أحد تفاسير سبب عقاب الله لبني إسرائيل في قصة ذبح البقرة المعروفة هو أن الله عاقبهم لأنهم شددوا وعقدوا الأمور على أنفسهم، فالله تعالى فقط أمرهم أن يذبحوا بقرة...
أي بقرة...!! لا تعقيدات...!!
(وإذ قال موسى لقومه إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) آية67/سورة البقرة...
فأول مرة قالوا تتخذنا هزواً، أي أتستهزئ بنا رغم أنه نبي، وهم أظهروا الإيمان به...
ومرة ثانية طلبوا منه أن يبين ما هو نوع البقرة...؟!
ومرة ثالثة سألوه ما هو لونها...؟!
وبعدها سألوه مرة رابعة أي نوع من الأبقار الصفراء فهي متشابهه...!!
وفي كل مرة يجيبهم نبي الله موسى (ع) ومن بعدها وجدوها فذبحوها عن كره وغصب وجريمة ليعذبهم الله على أثرها والسبب في ذلك قصة أخرى ابتلاهم الله بها على أثرها...!!
عقدوا وصعبوا الأمور على أنفسهم فصعبها وعقدها الله عليهم فهو علام الغيوب، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور...
خذ مثالاً حول ذلك ممن يهوّل ويصعّب الأمور السياسية والدينية والاختلاف الطائفي رغم أن هنالك حلول بسيطة منها أن يحترم كل من يخالف من يختلف معه ويقدس الاختلاف خصوصاً أن جميع مبادئ الدين والعلمانية تحترم الاختلاف مع بقاء إيمان كل شخص بما يؤمن به عن دراسة وبحث لا تقليد أعمى وتلقين أو أن ما فيه من فكر ودين وعقيدة قد ورثه عن أبيه...
والمشكلة أنهم يجرون معم الناس في مشاكلهم فتتحول منهم إلى الناس وعند حلها فيما بينهم يبقى أثرها بين الناس مؤثراً...
ومن الناس من يلعن الوضع والطائفية والفساد والظلم والحكم الفردي ومصادرة حقوق الشعب وكأن هؤلاء الناس لم يكونوا طرفاً بالموضوع...
بتصرفهم الغير مدروس أو الموجه توجيهاً أعمى دون تفكير...
أو على الأقل بسكوتهم في مواقف لا يصح السكوت عنها فيما مضى واليوم...
ومثال آخر حول حالة (الإدمان) والاستسلام لها واستصعاب كل الحلول، كالإدمان على المخدرات أو التدخين أو الكحول أو الجنس (الزنا، الاستمناء، إدمان متابعة المواقع والقنوات الإباحية) أو إدمان العادات السيئة فجميعها مشاكل (إدمان)...
لكل مشكلة حل، والحل أمامك فقط تكرم بالنظر إليه، ومن ثم الإيمان به...
لنتفق أولاً أنها جميعاً عادات سيئة، فمن المهم أن تؤمن بأنها سيئة...
سيؤدي الإدمان على العادات السيئة لحصول صراع بين الخير والشر والجانب الجيد والجانب السيئ في الدماغ، ويخلق ذلك نوعاً من عدم التوازن (imbalance) في الدماغ...
فكيف تقلع عن كل ذلك...؟!
من الصعب على المدمن على فعل عادة سيئة الإقلاع عنها، لسبب واحد وهو أن الفعل الصادر عن تلك الأفعال يجعل من آلة التفكير (الدماغ) عند الإنسان مضطربة وغير متوازنة...
وهذا يستغرق وقت، فالدماغ جراء تلك العادات السيئة يطلب وبصورة ملحة تلك العادات، مثلاً المدخن في أول أيام إقلاعه يجد أن الدماغ لا يكف عن الصراخ طالباً الدخان...
وتارك المواقع الإباحية يجد نفسه في ضيق عن استخدام الإنترنت أو التلفاز دون مشاهدة مشاهد إباحية...
ولكن الخبر المذهل هو التالي: فقد أظهرت الدراسات أن في حالة تقديم معلومة للدماغ بعاطفة وإيمان بها وأستمر ذلك الإيمان لثلاثين يوماً فسيؤدي ذلك أن يقوم الدماغ بخلق مسار عصبي يحفز لهذا الأيمان...
مثلاً أن تؤمن بفكرة الإقلاع عن التدخين أو الكحول أو متابعة المواقع الإباحية والمقاطع الجنسية، مع وجود محفز ديني واجتماعي ليلهمك الصبر والاستمرار...
ولو إستمر ذلك لتسعين يوماً فسينتشر هذا المسار العصبي المحفز داخل الدماغ فسيصبح هذا الأيمان الجديد هو:
المسار العصبي الأساسي للدماغ (primary neuro path way)...
أي يكف الدماغ نهائياً عن طلب الشيء المدمن عليه...
أي أن تصبح الفكرة والأيمان الجديد مع الاستمرار به هو المحفز لعمل الدماغ وطريقة تفكيره...
مع إشغال أوقات الفراغ بأشياء مفيدة وممتعة كالمطالعة والتسالي والرياضة والعبادة والسفر وغيرها بما يناسب كل شخص، مع تجنب الخصوصية والعزلة في البدء، وحاول الاختلاط بالأصدقاء...
أي تصبح أنت، أنت...
أي تصبح أنت من يختار حياتك، وأنت من يحدد مصيرك، وأنت من يؤسس لطريقة تفكيرك...
أي يمكنك إعادة برمجة (re-programming)
دماغك كي تفكر بصورة مختلفة، وتعالج مشاكلك بنفسك، فلا يؤلم الجرح إلا من به ألمُ.
ولا تنسى تجربة أبسط الحلول قبل أعقدها...
بالتأكيد تم إعدام السجين في القصة السابقة، ففرص كتلك لا تتكرر...
فخذ العبرة، وأغتنم الفرصة فإنها تمر مرور السحاب...
المتواجون الان
668 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع