اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• قل لنا ماذا ترى في حالنا؟ - صفحة 2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

(5)

حالُنَا حالُ واحدٍ مِنَّا

ماتَ ابنُهُ وماتَ أخوهُ وماتَ صديقُهُ وماتَتْ أختُهُ

ولم يكن ذلك كافيا

في القاهرةِ ماتَ مِنْهُمْ أكثرْ

 

حالُنَا حالُ نرجسٍ لنا

قتلوا عطرَهُ وقتلوا ظلَّهُ وقتلوا لونَهُ

الأسودْ

وقتلوا رمزَهُ

الأبيضْ

ولم يكن ذلك كافيا

في تونُسَ قتلوا مما لنرجسٍ لهم من عناصرَ أكثرْ

 

حالُنَا حالُ طائرٍ غنى عندنا

انتزعوا ريشَهُ وانتزعوا مِخْلَبَهُ وكسروا مِنْقَارَهُ ومزقوا جناحَهُ

ولم يكن ذلك كافيا

في دمشقَ انتزعوا من طائرٍ أزرقَ غنى عندهم كُلَّ شيءٍ حتى حُلْمَهُ الأخضرْ

 

في المَذْبَحْ

لم تكن تضحيةُ الضحيةِ كافيةْ

ةً

في المَذْبَحْ

لم تقاومِ الضحيةُ مقاومةَ الساحاتِ المعلقةِ على حوافِ أضواءِ القناديلْ

لِ

العاليةْ

لم تقطعِ النرجسَ

بسكينْ

نِ

القاتلِ

عندَ اللحظةِ العابثةْ

لئلا يتعذبْ

بَ

في المَذْبَحْ

 

لم تقاومْ كما يجبْ

قالَ الطائرْ

رُ

بمنقارِهِ المنكسرْ

كلامٌ فارغْ

أضافَ الطائرْ

كلُّ المقاومةِ كلامٌ فارغْ

لم تتعلمِ الضحيةُ رقصةَ الموتْ

تِ

في الشوارعْ

لم تتسلَّ بالموتْ

تِ

كما يجبْ

لم تُحْبِبِ الموتَ

كما يجبْ

بقدْرِ حُبِّ الموتِ لها

لم تتركِ الموتَ في السريرْ

رِ

عاريا

بعدَ العناقِ مَعَهْ

هُ

كما يجبْ

تركت نفسَهَا للشعراءْ

ءِ

مقاومةً يقولون عنها

لا كما يجبْ

غدتْ كلماتْ

كلماتْ

لا شيءَ غيرَ كلماتْ

ولا شيءَ مما يجبْ

 

* أعيدت كتابة هذا المقطع بعد ثورات العالم العربي

 

(6)

الغِربانُ جميلةٌ بلونِهَا الأسودْ

يحبُّ لونَهَا الأطفالْ

لا تخيفُهُمْ في الليلْ

يشربونَ الحليبَ معها في الصباحْ

 

الغِربانُ حنونةٌ بمنقارِهَا الأصفرْ

تُشْعِرُ بالأمانْ

تُلْقِمُ الرغبةْ

تُغْدِقُ المالَ والإيمانْ

 

الغِربانُ مهيبةٌ بظلِّهَا الأبيضْ

تُظَلِّلُ الجبالْ

تُدْفِئُ للأنهارِ الأسِرَّةْ

تُضيءُ في الليلِ الأنوارْ

 

الغِربانُ مستقبلُ العالمِ ومستقبلي

لهذا تجدُنِي مطمئنا

يعرفني اللهْ

فيسلمُ الناسُ عَلّيّا

ومع الناسِ أذهبُ للصلاةْ

ولا أقطعُ فرضا

 

الغِربانُ مالُ الدنيا ومالي

لهذا تجدُنِي غنيا

المالُ هو الملاكُ القريبُ مِنَ القلوبْ

والشيطانُ هو البورصةُ والربا

في هذا العصرِ البعيدِ عَنِ العقولْ

عصرُنا في الغدِ عصرُ الأمسِ المشرقِ أبدا

 

الغِربانُ رجالُ الإسلامِ ورجالي

لهذا تجدني رُجُولِيَّا

الإسلامُ لي زوجةْ

على أربعِ زوجاتْ

هذه هي المتعةْ

أكبرُ المتعِ في دُنْيَا

بحرُها اللَّذَاتْ

وحُبُّ "الأخرى"

 

الغِربانُ دينُ القلبْ

لمّا يغدو العقلُ لعبةْ

في يدِ هذا أو ذاكْ

الغضبُ الماردُ "آتْ"

شاعرُ النساءِ قالْ

لَ

بلسانِنَا

للغربانِ ككلِّ الناسِ لسانْ

يقرضُ الشعرَ

ويطرحُ الشعارْ

رَ

بأمرِ الزمانْ

نِ

علينا

يفهمُ كلَّ شيءٍ حتى فنَّ الشايِ في اليابانْ

 

(7)

سأتركني بين مخالبِ الوقتْ

سأجعلُ مني مَزْقًا للريحْ

سأسحقُنِي كما يُسْحَقُ الصخرْ

سأنثُرُنِي شُهُبَا

شُهُبًا تدمرُ الكونْ

سأُهْرِقُ دمي نبيذا

ليثملَ كلُّ المجرمينْ

نَ

بطبيعتهمْ

كلُّ الساقطينْ

نَ

من رافعاتِ النهديْنْ

كلُّ الصاعدينْ

نَ

على نِصفِ قَدَمْ

كلُّ الشاربينْ

نَ

من ثديِ روما

كلُّ المهووسينْ

نَ

بالكَذِبْ

كلُّ المستهترينْ

نَ

بِهَواهِمْ

كلُّ المرضى بأجسادِ أخواتِهِمْ

سأجعلُ من جسدي متعةً للمناقيرْ

رِ

المعقوفةْ

ومن تمزيقِهَا للحمي متعتي

نعم يا أمي

متعتي

ومتعتُكِ التي لم تقدري عليها

سأقمعُنِي يا أمي

لأجلِ أن تخرسَ روحُكِ وترضى

عني

هناكَ في الجحيمْ

جحيمُكِ خلاصي

سأزُفُّنِي وقطراتِ دمٍ تُحَوِّلُنِي إلى نَمِرٍ مفترسٍ كي أفترسَ العالمْ

العالمُ فريستي

أنا وحشُ العالمْ

مِ

الهمجيّْ

قاطعُ الطريقْ

قِ

على الرسلْ

المجنونُ الأكْمَهُ

حاملُ قِرَبِ النبيذِ لآلهةِ الإغريقْ

الملتاثُ بجمالِ الدمْ

بإثمِ الحلماتْ

المُلَوِّثُ لبكارةِ مريمْ

أنا فخذُ جوبترْ

وعصا زوسْ

المشقوقةْ

وكلبُ دايانا المسعورْ

أنا الموجودُ في اللاشيءْ

الهواءْ

الهوةْ

الانحدارُ المُدَوِّخُ المُوجِعُ المُفْزِعُ المُرَوِّعُ المُضَيِّعُ المُضَلِّلُ المُهْلِكُ المُوَلِّدُ المُمِيتُ المُحْيِي على سفحِ ساقَيْ هوليوود

نهايةُ الحكمةْ

كلبٌ يَدْنَفُ مِنَ البردْ

هل تسمحينَ لي بأن ألعقَ يدَكِ بلساني؟

لعقُهَا

تحطيمُ أسناني عليها؟

لعقُكِ كلُّكِ

جسدُكِ

عقلُكِ

كيانُكِ

جوهرُكِ

لَعْقُكِ كُلُّكِ

لَعْقُكِ

لَعْقُكِ

لعقُكِ كُلُّكِ

من جُوَّاكِ

من عُمْقِكِ

من أعمقِ نقطةٍ فيكِ

من عُمْقِكِ

من جُوَّاكِ

جُوَّاكِ

جُوَّاكِ

من عُمْقِكِ المجوسيّ

الهمجيّ

البربريّ

الملوَّثِ بكلِ تواريخِ "البيغاليين"

تواريخِنَا

من عمقِكِ المجوسيّ

القُدْسِيّ

الطُّهْرِيّ

المُغَيَّبِ وراءَ أَكَمَةِ الأزمانْ

أزمانُ الحموريينَ والمؤابيينَ والكلدانيينَ والكنعانيينَ والفينيقيينَ واللوطيين والمخصيينَ والمغايرينَ... و... و... و... وكلِّ الباقينَ ممن صنعوكِ جيفةً نتنةً ملقاةً على رصيفِ الوهمِ وَهُمْ لم يزالوا أحياءْ

أزمانُنَا

أنا لا أريد الموتَ الآنْ

هل تذكرينَ المعاركَ التي هَزَمْتُ فيها كلَّ أعدائِكِ

مقابلَ أن أكونَ حاكمًا لِقَطَرْ؟

كي أحكمَ العالمَ بِفَرْجِي؟

كي أرفعَ العالمَ على كَرْشِي؟

كي أُملي على العالمِ إرادةَ قحباتِ الجزائرْ

هناك في بابِ عَزُّونْ

ليس بعيدًا من الأوبرا؟

هل يشفقُ أُخوتي الكلابُ على حالي بعدَ إذنِكْ؟

مُرِيهم قبلَ فواتِ الوقتْ

وإلا ضاعت آخرُ ليلةٍ لي مَعَكِ إلى الأبدْ

يا حبي!

 

 

أفريل 2009

 

* القصيدة الرابعة من ديوان "البرابرة" لأفنان القاسم 2008-2010

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.