اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• قصة قصيرة: الغليون الاسود والمبسم الصغير

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علي اسماعيل حمة الجاف

قصة قصيرة

الغليون الاسود والمبسم الصغير

كان عدد من النسوة جالسات حول موقد نار خارجية يطهين طعاماً في قدر كبيرة ...

"يا ألهي !! أنتم، ماذا تفعلون هنا ؟!" قالت أحدهن بأستغراب.

سألته "أيم" وهل بأمكاني ان أصبح صديقة "فهد" ؟ فأذا أمسكت بيده الصلبة، وأعرف أنه ليس عدائياً.

لم تكن "أيم" تشعر برغبة في الاقتراب من "فهد"، ولكنها كانت غير خائفة، سألت "فهد" ومدت له يداها، فما كان من "فهد" الا ان مد يده هو ألاخر وصافحها بلطف ورقة ...

ضحكت "أيم" وقالت : أنه لطيف ودمث، أليس كذلك يا "نسيم"، أنه صديق وليس عدو !!

وصارت تربت على كتف "فهد" لكي تبين له أنه يروق لها وبأنها لاتخاف منه، فما كان من "فهد" الأ ان يربت على رأسها ثم جر خصلة من شعرها، وبدأ "فهد" بأنزال يده اليسرى بسرعة فائقة الى مكان أكثر دفْ، وتقدم قليلاً من "أيم" ...

كان تقدم "فهد" نحو جيبها الخلفي بطيئاً، وحاول ان يمد يده الأ أنها جفلت ... ، فوجه عيناه نحو نهديها المغطاة بحمالتين حمراويتين، وفوقهما قميصاً أبيضاً خفيفاً جدأ، اللذين أشعلا ناراً في جوفه ... الأ ان "الرجل الكبير" شاهده فصاح به قائلاً : لاتفعل ذلك، عيب ...

فغطى وجهه مرة أخرى خجلاً، وقال "فهد": "أنه يجب اللعب في داخل الحقائب والجيوب النسائية فاحترسوا ... هل هاتان الفتاتان الجميلتان من الريف ؟ أنهما رائعتان ... "

أضاف "نمر" قائلاً : "وقد قلت لنا المكان الذي تقصدونه، لذلك فكرنا اللحاق بكم وان نكون معك لترينا وتدربنا على فن أقامة العلاقات الرومانسية، نرجو ان لانكون قد ضايقناك".

قال "الرجل الكبير" بفرح : "أنا فخور جداً بذلك، فليس كل يوم يريد أحد ان يتعرف بي ويصبح صديقاً لي، سأكون مدرباً ممتعاً لمرافقتكم".

قال الجميع مرة أخرى : "شكراً لك لعدم وجود من يهتم بالصغار ويشاركهم المشاعر سواك، أيها "الخبير" !!

فرح "الرجل الكبير" كثيراً وقال : "أنهم حقاً أوراق بيضاء نخط عليها ما نريد !".

بعدها قالت "أيم" : "ليتنا نستطيع ان نراها سوية، ترى هل يمانع "فهد" ان ترافقنا وترينا كيف تقيم الحيوانات العلاقات هنا، أليست علاقاتنا تشوبها السرية، الحذر والغدر !".

جفل "الرجل الكبير" مندهشاً لما سمعه، ورد قائلاً :

"لكنها عندما تتحقق ينسى المرء ما مر به من الآلآم وأوجاع".

قال "فهد" : ولماذا يمانع ؟ لن أسئله، ولكن يجب ان يكون سلوككم معاه مؤدباً، أنه أفضع من النمر لحالته عندما يغضب. أطلق عليه الناس أسم "النمر" فأن لحالته عندما يغضب.

رعبت "أيم"، فتوقعت الأسم مثل كان مخيفاً بالنسبة لها ... وقالت :

"ارجو ان لايكون في الجوار الأن".

قال "فهد" : "كلا"، لقد ذهب الى مكان ما، أنه يحب الوحدة، ويجلس بجوار الصغار، ولا يملك الكثير من الأصدقاء سوى الأطفال هنا".

كان "الرجل الكبير" طويلاً مخيفاً، ووجهه قبيح للغاية وذو بشرة سوداوية كظلام الليل، ولديه شارب ولحية طويلة بيضاء، وعلى رأسه قبضة من الشعر الأسود الأشعث، مرتدياً ملابس رثة وبالية لم تغسل منذ عدة شهور، وكان جالساً على سلم عربة قديمة يدخن غليونه ويقراً صحيفة أنجليزية ...

وظن الاطفال الصغار بأن النمر "الرجل الكبير" و "فهد" هما نسختان متشابهتان فاستقر الرأي بأن الحسناوات الجميلات ذوات الشعر الأشقر والأيدي الناعمة والمبسم الجذابة والكلام اللطيف ... تحاشت اللقاء بهما قدر الامكان، سوى "أيم" التي أرادت خوض التجربة ورؤية الآلآم وقوة أيلاج الغليون الاسود السميك الطويل في مبسمها ... رغم أنها لم تدخن في حياتها قط، وكان عمرها الخامسة عشر ... ومبسمها صغير للغاية لايستطيع تحمل ثقل غليون ذلك "الرجل الكبير" الذي أعتاد على أيلاجه في مبسمه.

سألت "أيم" بصوت منخفض : "هل "الرجل الكبير" ماهر للغاية ؟"

قال "فهد" : ممتاز، من الطراز الاول ... أنه يستطيع ان يتسلق أي شيء، ويحدث أضراراً مؤلمةً وحادةً في أي مكان يمسكه بيده الخشنة التي لم ترى الماء منذ عدة شهور ... أنه يستطيع ان يثقب الحجر بغليونه المصنوع من خشب شجرة الصنوبر الصلب ... وقد أستخدمته مباسم كثيرة من قبل ... أنه رائع ... كونه أسود وطويل وسميك للغاية ... أريد ان أجربه وأتعلم هذا الفن الساحر الغريب ...

نهضت "أيم" تبحث عنه وهي تعرف قد يكون مزاجه متعكراً ! وتعرف ايضاً أنه اذا كان منزعجاً فأن شهيته تكون مفتوحةً، وأعصابه قوية ومتصلبة ... ولهذا فهي تحب ان يمسك الرجل بغليونه ويضعه في مبسمها الجميل الصغير الجذاب العذب الذي لم يطاْ مرارة القساوة والآلآم بعد ...

نظر "الرجل الكبير" الى "أيم" باشمئزاز وسخرية، وقال مؤشراً برأسه أليها :

"هذه أنت ؟"

قال "فهد" نعم".

قال "الرجل الكبير" وهل سمعت عن الغليون الاسود السميك الطويل، وهل تستطيع ان تدخن بغليوني الاسود الصلب الثقيل الذي لايتحمله ويحمله سوى الكبار، وهذه صغيرة لم تبلغ سن الرشد بعد !!

اجابت "أيم" قائلةً :

"أجلس وأهدأ أيها "الرجل الكبير"، ثم أستدارت نحوه لتريه فجاءةً أنها أمراءة جميلية، وضعت يداها على صدرها، وهزت بطنها وأردافها، وتبدي من الغنج وفنون الاغراء الشيء العجيب. فدارت رأسها، وخيل له ان الدنيا قد أنقلبت. وعندما شاهد مبسمها يخرج منه دخان غليونه اللاهب بفعل غليونه الاسود الصلب، خمدت ثورة الاثارة فيه ... فهي كانت جميلية وذات بدن بض ونتوءات مغرية، وكانت بارعةً في أثارة الشهوات عند الرقص، أستطاعت ان توقع الكثير من ذوي الغليون الاسود السميك الطويل في حبال مبسمها الناعم والدافئ بعد تجربة "الرجل الكبير" ...

بعدها قالت "أيم" :

"لاتفعل ذلك مرة أخرى يا "فهد" فأنا أحذرك، وفي المرة القادمة سأجعلك تتعلم فن الأيلاج في مبسم صغير ناعم ورقيق لم يمسه شخص من قبل سواك، سأجعلك محترف في ملئ الغليون رغم صغر سني ... وتتعلم ان هنالك الكثير من الاسرار والخفايا في مبسمي الجميل الذي يتقن فن المداعبة باية غليون وكيفما كان حجمه ... أنه فن وعلم وذوق ... سأجعله يبطحك أرضاً ...

بصق "الرجل الكبير" على الأرض بأمتعاض وقال :

"أرحلوا من هنا، لانريد أطفالاً بدون مناسبة، أما بالنسبة للكلب فأنا لاأخاف الكلاب، ولدي سبل للتعامل معها !"

صرخت "أيم" قائلةً :

"ما الذي تقصده ؟!"

الأ ان "الرجل الكبير" لم يرد عليها ... بل صعد سلالم الدرج متوجهاً نحو غرفته، أغلق الباب خلفه.

أخذت "أيم" تنبح، وقال "فهد" :

"أتبعيه !"

أنه بحاجة الى من يعطيه الدرس لأنه مغرور بذاته، ولايوجد سواك من يلقنه درساً لن ينساه طوال حياته ...

أحست "أيم" بأنها ستكون ضيفاً لطيفاً عليه هذه الليلة العاصفة والظلام الدامس. فذهبت أليه وفعلاً ملئت له الغليون الأسود السميك الطويل بيدها، وكان "الرجل الكبير" معجباً بها، وغرقت ضحكاً من أفعاله الطفولية لأنه لم يكن يحسن أيلاج غليونه في مبسمها، وكان يسير خلفها ويربت على شعرها.

قالت "أيم" محدقةً في ساعتها:

"هل تريد ان تشرب الشاي معنا يا "فهد" ؟ لقد كان الأطفال معجبين بها، وكانوا يحبون ان نقص لهم ما جرى خلف الجدران الوردية وتحت ضوء الغرفة الاحمر ...

أما "نمر" فكان قد غرق ضحكاً من أفعال "الدجاجة".

قال "الرجل الكبير" : "آه، ان كنتم صادقين في دعوتكم لي للبقاء على الشاي".

قالت "نسيم" : "نعم ... نعم ...، سأقص بعض الخبز والزبد وأصنع لكم شطائر مع الشاي. هل تحب الشطائر يا "فهد" ؟"

رد "فهد" هازاً رأسه بالأيجاب : "نعم ... نعم ...، ولكن لاتقربيها من "الرجل الكبير" اذ أنه سيأكلها كلها".

وكانت حفلة شاي صغيرة ولطيفة، وجلس كل من "فهد" و "الرجل الكبير" مع "أيم" أما "نمر" فجلس بجوار "نسيم"، وتمتع "الرجل الكبير" بشايه وأكل أكبر عدد من الشطائر ...

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.