اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مدخل في ادارة الافراد (الموارد البشرية)

تقييم المستخدم:  / 7
سيئجيد 

علي اسماعيل الجاف

مدخل في ادارة الافراد (الموارد البشرية)

تحظى وظائف أدارة الأفراد باهتمام مطرد من الباحثين بشتى فروع الدراسات الإنسانية. وتغيرت البحوث في هذا المجال بانهيار الحدود التقليدية الفاصلة بين العديد من العلوم، بعد أن أصبحت وظائف أدارة الأفراد محوراً تدور حوله دراسات علم النفس العام، وعلم النفس الصناعي وعلم الاجتماع وعلم دراسة الإنسان وعلم الاقتصاد وعلم الكلفة وعلم الإحصاء. بل امتد الاهتمام بتلك الوظائف إلى مجال العلوم الصرفة كالهندسة البشرية وعلم وظائف الأعضاء.

أن هذا الاهتمام ليس سوى انعكاس للإدراك الضعيف بان رفاه المجتمع وتطوره يرتكزان على حشد الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه في الدوائر الإنتاجية وان رؤوس الأموال والأدوات والوسائل التي تهيؤها التكنولوجيا ليست سوى عوامل مساعدة في عملية التقدم، وأنها لا يمكن أن تكون بديلاً في أيمان الأفراد بالأهداف التي يسعون من اجلها. بيد أن حشد الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه ليس بالأمر اليسير كما يبدو للوهلة الأولى. فالدائرة الإنتاجية تضم افرداً يكادون يختلفون في كل شي ابتداءً من المعارف والقدرات والمهارات والميول والاتجاهات والدوافع، وحتى العادات والتقاليد والقيم والآمال والآلام. يضاف إلى هذا أن الدائرة ليست سوى نظام اجتماعي صغير يتأثر بالمجتمع الذي توجد به وتوثر فيه، وهي لا تستطيع أن تعزل أفرادها عن محيطهم.

أن علاج الفروق القائمة بين الأفراد وتحقيق التعاون بينهم يفرض الماماً وافياً بوظائف أدارة الأفراد من الناحيتين: النظرية والتطبيقية، مما يكفل الملائمة بين الجوانب التطبيقية وبين واقع الدائرة. فالغاية من وجود هذه الوظائف ليس مجرد العلم والنظر فحسب، وإنما العلم والاستفادة منه في التطبيق والعمل.

الادارة نشاط حتمي لكل مجموعة بشرية هادفة. فوجود مجموعة من الافراد معاً وقدر او اخر من الاموال النقدية والعينية لايكفيان في حد ذاتها لانجاز اي هدف، حتى لو كان هذا الهدف قد تم تحديده. انه من الطبيعي ان يتسأل كل فرد من افراد المجموعة عن ماهية و العمل المطلوب منه وكيفية انجازه وميعاد هذا الانجاز، ومن الطبيعي كذلك ان ينتهي الامر الى وقوع خلافات بين هولاء الافراد او التسليم لعدد منهم بالتفرغ لوضع الاطار اللازم لعمل المجموعة أي ادارتها. وينصرف مفهوم الادارة الى تنفيذ الاعمال بوساطة الاخرين لانجاز اهداف معينة. ويتضمن ذلك بالضرورة انقسام الافراد الى فئتين: احدهما تتولى التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، وتتولى الثانية عب التنفيذ. أي ان الادارة تؤدي بالضرورة الى ظهور مديرين يتم اعفائهم من اعمال التنفيذ، فيكون وقتهم لممارسة نشاط ذهني يشمل التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له، وتجميع اوجه النشاط اللازمة واسنادها الى الافراد، وتوجيه سلوك المرؤسين، ومطابقة ماتم تنفيذه بما كان مخططاً له.

مفهوم ادارة الافراد ووظائفها

عني كتاب ادارة الافراد والاخرين المهتمين بها ومناقشة الوظائف التي ينبغي عليها ان تنهض بها، وعلى الرغم مما يبدو- للوهلة الاولى- من وجود خلافات عميقة بينهم حول كلا الموضوعين، الا ان الخلاف لايتجاوز في الحقيقة الجوانب التفصيلية دون ان يمتد الى الجوانب الاساسية.

اولاً: مفهوم ادارة الافراد:

تعددت التعريفات الخاصة باًدارة الافراد. فقد عرفها الكاتب ادوين فليبو: "باًنها تعني تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة وتزويد وتنمية وتعويض واندماج وادامة وانهاء خدمة الموارد البشرية لمصلحة اهداف الفرد والمنشاة والمجتمع."

في حين انتهى معهد ادارة الافراد البريطاني الى تعريفها: "باًنها ذلك الجانب من الادارة الذي يعنى بالافراد في العمل وبعلاقاتهم ضمن التنظيم، ويهدف الى تكوين العاملين وتطويرهم في تنظيم فعال ورعاية الفرد والمجموع لتمكنهما من اداء مساهمة افضل في نجاح المنشاة، ويتطلب التحديد الدقيق لمفهوم ادارة الافراد التميز بين معنيين لهذا الاصلاح."

الاول: هو المعنى الوظيفي الذي يتناول النشاط المتعلق بالقوى العاملة بالدائرة، والمتضمن تخطيط وتنظيم وقيادة ورقابة العنصر البشري بما يكفل الاستخدام الفعال له والحصول على تعاونه في انجاز الاهداف المحددة وادارة الافراد بهذا المعنى لا يختلف مفهوما عن مفهوم الادارة بوجه عام، الا في كونها تنصب على نشاط متخصص، هو النشاط المتعلق بالافراد.

الثاني: هو المعنى العضوي ويقصد به التقسيم التنظيمي المناط به القيام بالعملية الادارية المتقدمة وكذلك بالوظائف المتخصصة لاادارة الافراد، وذلك بغض النظر عن مستوى ذلك التقسيم فيما اذا كان ادارة عامة او ادارة او قسم او شعبة وبغض النظر عن طبيعة دوره وما اذا كان استشارياً بحتاً او يجمع بين الطابع الاستشاري والطابع التنفيذي.

ثانياً: وظائف ادارة الافراد:

تنهض ادارة الافراد بمجموعتين من الوظائف: احدهما ذات طبيعة ادارية تتمثل في التخطيط والقيادة والرقابة، وهي الوظائف التابعة عن العملية الادارية، والاخرى: ذات طبيعة فنية تتمثل في الوظائف المتخصصة الملازمة لتوفير العنصر البشري والمحافظة عليه لتحقيق اهداف الدائرة.

كما تتولى تنفيذ الجوانب الفنية لهذه الوظائف بواسطة تقسيماتها التنظيمية:

الوظائف المتخصصة لاادارة الافراد:

يخضع تحديد الوظائف الفنية المتخصصة لوجهات نظر متعددة حيث يتنازع كتاب ادارة الافراد في اتجاهان: يميل الاول منها الى حصر هذه الوظائف في نطاق محدد، في حين يميل الثاني الى التوسع في تلك الوظائف.

وطبقا للرأي الاول، هناك من يرى تحديدها في تزويد الدائرة بما يلزمها من الكفايات، وتنمية تلك الكفايات، ومكافاة العاملين، والشوؤن الاداربة والبحوث واندماجها، وادامتها، كما ان هناك من يرى انها تتمثل في تزويد المنشاة بالافراد، وتنميتهم وتعويضهم، واندماجهم وادامتهم، وانهاء علاقاتهم بالدائرة.

ووفقا للراي الثاني، تشمل الوظائف المتخصصة تنظيم ادارة الافراد، الادارة والمراقبة، التوظيف، التدريب وتنمية الفرد، والرواتب والاجور والانضباط، والعلاقات بين العمال والادارة، وظروف ساعات العمل، والصحة والسلامة، والعلاقات بمنظمات المجتمع وباصحاب العمل المحلين.

1) وصف الوظائف: ويتضمن ذلك تحليل الاعمال، واعداد اوصاف للوظائف اللازمة لممارسة النشاطات المختلفة بالدائرة من خلال بيان واجبات كل وظيفة والشروط المطلوبة لشغلها. ويكفل وصف الوظائف وجود اساس موضوعي لتحديد الاعمال المطلوبة لانجاز الاهداف المحددة.

2) التحديد الكمي للقوى العاملة: وتتطلب الوظيفة التنبوء بعدد الافراد الذين تدعو الحاجة اليهم لمدة معينة في ضوء عب العمل ومعدلات ادائه. ويفرض ذلك دراسة الوظائف الشاغرة نتيجة الترقية والنقل والتقاعد والاستقالة والوفاة والاصابة اثناء اداء العمل، وكذلك تحديد الاحتياجات اللازمة لشغل الوظائف المقرر الغاءها وكيفية استخدام شاغليها.

3) الاختيار والتعين: وتشمل تشخيص مصادر للقوى العاملة والسعي لتطويرها، ووضع سياسات واجراءات الاختيار، ويستلزم ذلك اختبارات والمقابلات بهدف التاكد من توافر الشروط المطلوبة في المتقدمين لشغل الوظائف، ثم الفحص الطبي للافراد وتعينهم والحاق الفرد بوظيفة بعد تزويده بالمعلومات الكافية عنها وعن الدائرة.

4) تدريب الافراد: وتسعى هذه الوظيفة الى زيادة معارف ومهارات الافراد والتاثير في سلوكهم واتجاهاتهم، ويتم ذلك من خلال دراسة الاحتياجات التدريبية لجميع الافراد بمستويات كافية، ووضع خطة للتدريب تتضمن البرامج اللازمة لمواجهة تلك الاحتياجات، وتنفيذ تلك البرامج، ثم تقويمها من خلال اداء المدربين والمتدربين والنتائج التي يحرزها العاملون بعد انتهاء التدريب.

5) الاجور: وتعني توفير التعويض العادل عن العمل الذي يوديه الفرد من خلال تقويم الاعمال. وتستلزم هذه الوظيفة تحديد انواع الاجور ومعدلاتها في ضوء تكاليف المعيشة والنظم القانونية السائدة في الدولة والمركز المالي للدائرة، ومستويات الاجور بالنشاط نفسه، كما تتضمن تحديد طرق الدفع الملائمة لطبيعة النشاط الممارس.

6) تقويم اداء الفرد والترقية: تنصرف هذه الى قياس كفاءة الفرد لغرض التعرف على اوجه القوة والضعف في انجازه لواجبات وظيفته، وتقدير ضماناته واتجاهاته السلوكية في اثناء ممارسته لعمله، وفقا لعوامل تقويم اداء محددة، كما تنصرف الى اتاحة الفرصة للافراد الاكفاء من خلال الترقية لشغل وظائف ذات مسووليات وصلاحيات اوسع وذات اجور اعلى وفقاً لسياسات وخطط محددة.

7) التحفيز: وتتضمن هذه الوظيفة دراسة دوافع الافراد وعلاقتها بالانتاجية ووضع الحوافز الملائمة لها. وقد تكون الحوافز ايجابية وذات طبيعة مادية او ذات طبيعة معنوية مثل الاجور التشجيعية والمكافاة والعلاوات والمشاركة في الارباح، ومثل اوجه التكريم غير المادية. وقد تكون تلك الحوافز مثل الجزاءات المناسبة لشتى انواع المخالفات.

8) السلامة المهنية: وتتمثل هذه الوظيفة في مجموعة الاجراءات التي تستهدف حماية العاملين بالدائرة والمتعاملين معها وسكان المنطقة التي توجد بها الاخطار والامراض. وتفرض هذه الوظيفة تدريب العاملين على هذه الاجراءات وتحليل معدل الاصابات.

9) خدمات الافراد: وتضم مجموعة الخدمات الصحية بجانبيها الوقائي والعلاجي، والخدمات الغذائية، وخدمات الاسكان والنقل، والخدمات الثقافية والتعليمية، والخدمات الرياضية والترفيهية، والخدمات الاجتماعية والارشادية، ويمكن توفير هذه الخدمات للعاملين بالدائرة بصفة اساسية، غير ان بعضها يتم توفيره ايضاً لآسر هولاء العاملين.

10) علاقات العمل الجماعية: وتشمل الحالات التي يتم التعامل فيها مع الافراد على المستوى الجماعي، وتشمل مشاركة الافراد في عملية التقرير بغض النظر عن درجة هذه المشاركة سواء تمت في المرحلة السابقة لاتخاذ القرار ام في اثناء اتخاذ القرار نفسه، كما تشمل منازعات العمل الجماعية ووسائل فضها، وحقوق اعضاء اللجان.

11) تنظيم العمل: وتتضمن هذه الوظيفة استخدام الوقت داخل الدائرة، والنقل المكاني والوظيفي للفرد بما يكفل الاستخدام لقدراته، وانهاء علاقة الفرد بالدائرة وما يترتب عليها من حقوق نتيجة لذلك.

ان تحديد الوظائف المتخصصة لاادارة الافراد على النحو المتقدم لايعني انها تمارس جميعاً في التطبيق العملي، كما لايعني ان نطاق ممارسة كل منها واحد في جميع الدائرة. ففي الواقع العملي تتوقف هذه الممارسة على اعتبارات عديدة مثل حجم الدائرة والعاملين بها، وطبيعة النشاط الذي تمارسه، ومكان عملها، ومركزها المالي، والنظم الاقتصادية والاجتماعية والقانونية السائدة بالدول، ومدى تقدير الادارة العليا لااهمية ووظيفة الافراد،وكفاءة المدير المسؤول من هذه الوظيفة وتتبين هذه الوظيفة بالنسبة لوظائف التدريب، والخدمات، والامن وعلاقات العمل الجماعي.

الوظائف الادارية لوظائف الافراد:

تخضع الوظائف المتخصصة المتقدمة لعمليات التخطيط، والتنظيم والقيادة والرقابة وذلك على النحو التالي:

1) التخطيط: وينصب على التنبو بالوظائف المطلوبة وعدد الافراد اللازم لكل منها. لذلك فان التنبوء اهمية بالغة في رسم سياسات اختيار العاملين وتحديد برامج الاختبار وكذلك في تحديد الطاقة التدريبية، كما يتضمن التخطيط التنبوء بالحد الادني المتوقع للاجر في النشاط الممارس وكذلك بالمعدلات المختلفة له، وهو مايساعد على رسم سياسات الاجور. ويشمل التخطيط كذلك التنبوء بالترقيات المتوقعة وتحديد برامجها في ضوء ذلك، والتنبوء بحج الخدمات اللازمة للافراد والعوامل الموثرة في تطوير العمل الجماعي.

2) التنظيم: تمارس وظيفة التنظيم من خلال تحديد هيكل العلاقات بين الافراد والوظائف والعوامل المادية، وذلك ببيان مسوليات وصلاحيات كل تقسيم تنظيمي. وتتضمن هذه الوظيفة كذلك تشكيل اللجان اللازمة لعمليات تحليل الوظائف ووضعها، ولجان مقابلات الافراد، ولجان تقويم الافراد والترقيات، ولجان الخدمات المختلفة وبيان اختصاصات كل منها واجراءات عملها، ولقد زادت اهمية وظيفة التنظيم نتيجة بروز فكرة مشاركة الافراد عملية كتابة التقرير وما ترتب على ذلك من ظهور اشكال جديدة لتنظيم الدائرة تشمل مجالس للعاملين ومجالس ادارة يشاركون فيها بممثلين عنهم.

3) القيادة او التحفيز: تسعى وظيفة التحفيز الى جعل الافراد يعملون سواء على المستوى الفردي ام المستوى الجماعي برغبة وفاعلية تكفلان انجاز الاهداف المحددة. وتتطلب هذه الوظيفة استخدام الترقيات، والاجور التشجيعية، والمكافاة والعلاوات، والمشاركة في الارباح،والخدمات في اثارة حماس الافراد وتوفير الشعور بالرضا لدى كل منهم وتحقيق التعاون بينهم وبين الادارة، كما تتضمن هذه الوظيفة استخدام العقاب عند الضرورة بهدف توفير روح الانضباط بين العاملين.

4) الرقابة: وتنصرف هذه الوظيفة الى مراقبة ماتم تنفيذه وموازنته بما سبق التخطيط له من ناحية المواعيد والاجراءات والمخرجات ومعرفة اسباب الانحراف في حالة وجودها بهدف معالجتها وتجنب تكرارها. وثمة مؤشرات عديدية تكشف الانحرافات عن الخطط والبرامج المعتمدة مثل زيادة القوى العاملة او نقصها، او ضعف اداء الافراد الجدد نتيجة قصور في برامج الاختيار، او ضعف اداء الافراد رغم تدريبهم مما يشير الى خلل في برامج التدريب او ارتفاع معدل دورات العمل بسبب انخفاض معدلات الاجور او عدم توفير الخدمات،او ارتفاع معدلات اصابات العمل بسبب عدم كفاية اجراءات السلامة المهنية.

وتفرض ممارسة الوظائف الادارية المتقدمة جمع العديد من البيانات وتحليلها، واجراء مسوحات لبعض المشكلات بواسطة الاستبيان والمقابلات، وكذلك اجراء البحوث العلمية التي تكفل تحديد الاهداف ورسم السياسات وبناء الخطط والبرامج وفق المبادئ العلمية.

تأليف // علي اسماعيل الجاف

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.