اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

المصير المفقود: قصة قصيرة// علي الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

المصير المفقود: قصة قصيرة

علي الجاف

 

تنام الاطفال ليلا، وتهدأ الجفون قليلا عن اداء واجبها الملزم ، تتطاير الافكار من رأسها، وتوعد الايام القادمة بالتغيير.

ثمة شيئا يقلقها، يناديها دوما من بعيد، تحسب الخطوات جيدا، ثم تنظر الى الممكن لعلها تجد وسيلة ابسط.

خرجت من العدم، تبنت اسلوبا جديدا يختلف عن الماضي الذي انتهى يوما.

يبحث عنها هو ليلا في ذلك الظلام الدامس، فلم يتعقب اثرها وانما قضلا على ما يجعله يفكر جيدا.

فلم يصبح قادرا على الاعتذار منها، تمر السنون تتبدل الفصول ، تقضي ايامها حزنا وشوقا ، تعانق الاشجار، تسأل المارة عن فكرة تدلها او ترشدها على اثرا له؛ لكن في كل مرة تعود الى نفس المكان الذي انطلقت منه!

الشقة، المكان الذي تقضي وقتها فيه، ذات الجدران المتهالكة والنوافذ المفتوحة دوما، تحاول النظر الى الامل عبر نافذة غرفتها، ذات يوم وجدت بصيص امل ... حيث عصفورا صغيرا يغرد بنتظار مجيء حبيبته التي انتظرها قرب النافذة.

تحاورت معه عبر لغة الصفير، لكنه لم يعر اهمية لما تطلقه من انغام غريبة وتنم عن حزنا كبيرا داخلة !

كررت النداء عليه، فأذا بنظرة سريعة منه نحوها ليجدها ترتدي الاسود ثوبا، سألها بنغمة حزينة : لماذا ذلك السواد؟

اجابته بحسرة وتألم كبيرين: الحبيب!

اين هو؟ رد العصفور الصغير.

قالت: تركني وحيدة دون سبب، سعيت طوال السنون ان اعطيه اعز شيء امتلكه ؛ لكن القدر اكبر واقدر واقوى مني ...

لم اقوى على صد قراره انه الخالق الذي قدر، بماذا افكر؟ ملابسه الجميلة حيث كانت معدة للعيد، ابتسامته الرشيقة يبادلني ايها في الصباح والمساء، يمازحني ويداعبني ويغازلني، بين يدي احمله، افهمه، استوعبه بكل مساوءه، لم اعد امرأة ذات جناحين، بل اصبحت جناحا واحدا، لن اطير الى اليوتوبيا والمالديف حيث وعدته يوما ان نقضي ليلة هناك!

جاءت حبيبة العصفور ، فلم يشأ يظهر ما سمعه من عناء لها، فقبلها مسرعا، واخذها جانبا ليوضح لها قائلا: ارجوك حبيبتي اذهبي لوحدك اليوم لبناء منزلنا الجديد، سأبقى هنا لفترة والتحق بك، اصر على كلامه بلهجة ونبرة حزن شديدة.

ردت العصفورة الحبيبة قائلة: ارجوك ابننا سيأتي قريبا، لم يعد لدينا منزلا ونحن نقبل على فصل الشتاء!

سمعت "ريم" الكلام" فردت المنزل لكم ، ابنوا ما شئتم فيه، انا اخولكم بهذا.

هزت كلمات "ريم" مشاعرهما ، واحس الاب المقبل على مولودا جيدا انها انسانة تستحق المساعدة.

فطلب منها ان تدله على مكان فقدان حبيبها ، عله يأتي بخبرا منه.

اعطه العنوان مفصلا، وراح يجوب المناطق والطرقات والبنايات سؤلا، فأذا بنزيلا من اصدقائه هناك، يصف له الموقف قائلا: نعم، رأيت ذلك الشخص البريء حيث كان مرميا على الارض والدماء تسيل من رأسه ، كان يمر من هناك قاصدا دكانا ليشتري منه، لكن سيارة حمراء ارتطمت به، واردته قتيلا على الفور.

رد العصفور بسؤلا: ما هو اسمه؟

كانت معه والدته اسمها "ريم" حيث نادته "قمر".

صدم العصفور من الخبر ، وقرر ان لايخبر الام "ريم"؛ لكنه تذكر ان الحياة قدر، فراح ينقر على النافذة مسرعا ، وجاءت الام "ريم" لتسمع منه القصة.

 

بعدها بدأت تبكي ، وطلبت منه ان يكون بديلا لطفلها "قمر" ولايرحل عنها، وزودتهم الطعام والشراب، وطلبت ان يدلها على مكانه، وفعلا هبت هناك ووجدت ابنها "قمر" مرميا على الارض ميتا دون ان تعرف القاتل

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.