كـتـاب ألموقع
حقيقة الواقع: قصة قصيرة// علي الجاف
/ 0
- المجموعة: علي إسماعيل الجاف
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 08 تشرين2/نوفمبر 2014 19:06
- كتب بواسطة: علي الجاف
- الزيارات: 1458
حقيقة الواقع: قصة قصيرة
علي الجاف
تعانق الاحلام الوردية هربا، وتتخيل قربه منها شوقا، وتمازح الذات سرا، فيأتي الصوت مؤلما ومخيفا في ذلك الظلام ليلا.
تحاول مرارا الهروب من واقع مؤلم يشوبه الحزن بنظرها، وتجلب الاوهام بخلسة؛ لكنها تصبح حقيقة كضوء الشمس.
آه ...، آه ...، آه ...، ليتني ارحل عن عالمنا هذا لاجد الاستقرار الابدي. وتعود لتمارس العمل ثانيا برتابة ونهج معروف سلفا لدى العامة قبل المقربين.
كيف يبدو الحال علنا؟ تسأل نفسها.
انا ضائعة في غابة الخلود المؤقت، واري دان اراه جسدا، اقبله خلسة، وامسك بيده لنرحل سوية الى المجهول، واداعب خياله بأفكاري، واغازل حركاته بأنوثتي.
متى يصبح لنا عشا نؤي اليه، فما عاد المقربون ينفعون بشيء، ويمارسون سطوتهم علينا، ويحاولون تحولينا الى اجساد جامدة في اقفاص الحب التقليدي والرتابة المقيتة.
سأنتفض على واقعنا الذي بات يسجن انوثتي، ويسرق فرحتي، ويبتز كياني، ويخترق افكاري فيحولها الى رماد يتطاير مع هبات الريح القادمة من بلدي الذي احلم ان اكون فيه يوما.
يحيرني الواقع بمخالبه، وراح يمارس قوته بعنف على جسدي، ويمزقه عمدا فتتناثر اشلائه في المدينة في شوارعها وازقتها، وينظرون المارة دون اكتراث!
الرحيل ...، الرحيل ...، الرحيل ...!
هل هذا البديل بمنطق الانسانية؟
مازلت اتردد، وافكر بحركاتي وكبريائيوانوثتي، ويخالجني همسا يبدو صوته مشوشا، ويعود مرارا ليطرق الباب فأصده، واستخدم ابشع انواع الترسبات الاجتماعية ... فيحولني الى جسدا ثقيلا كوني لم اعي اللعبة بعد!
فيأتي سائق المدرسة، ليصدر صوتا موسيقيا، فأتطلع بخلسة من النافذة لرؤيته يقبل ابنه الخيران "ورد"، ويقودها نحو السيارة، ويلوح بيده صوب امها بأشارة يده اليسرى مودعا.
آه ...، آه ...، آه ...: يقولها وتتطلع صوب الصورة المعلقة على الجدار، وتتمعن الرجل الذي كان يوما مثالا يقتدى به، فبات اليوم رمادا.
تحاكيه بخلسة في غرفتها، وتخاف ان يسمع احدا كلامها!
المتواجون الان
749 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
