اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الوعد: قصة قصيرة// علي اسماعيل الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الوعد: قصة قصيرة

علي اسماعيل الجاف

 

احست "منى" بدخول الحزن في اعماق جسدها الحزن في اعماق جسدها، فما عادت تسيطر عليه او تعرف مصدره، كون عقلها مشتت بعدة امور.

يشرد ذهنها الى اماكن غريبة، فقد فكرت مؤخرا بالرحيل قرب عش الاجدل، هناك تقول: سأجد حبيبي، اداعب مشاعره واحاسيسه فهو ملك لي، لم اعد اتصور بعده او غيابه، كيف اعيش بدونه ...

في الخارج، اصوات السيارات وحركة المارة ودخان المعامل والمصانع وفضلاتها ترهقها، يعانق جسدها ويكبل عقلها وطموحها، ويقلل الابداع.

تتذكر "منى" جمال ووسامة الحبيب، كلامه، حركاته، الفاظه، عباراته، فهي تعتبره الهام ومثال لها. لم تعد تتخيل العيش بدونه، وصورته معلقة على الجدار باتت تعيد ذكريات الماضي وحنان الحاضر وشوق المستقبل.

يرن هاتف "منى"، تنظر اليه بأهمال، فتجد اسم "رواء"، زميلة الدراسة والعمل تتصل، تقبل على الهاتف ثم تتوقف الاقدام ويصعب عليها الحركة، وعيناها تتطلع صوب الصورة الجدارية، فتسقط "منى" على الارض مغمى عليها. وراح صوت رنة الهاتف يستمر ... دون استجابة تذكر!

احست صديقة العمر "رواء" بقلق وخوف كبيرين، فقررت الذهاب الى منزل "منى"؛ لكن "رواء" تلقت اتصالا هاتفيا من رجل تحدث معها بحدية عالية، وراح يشرح لها سبب تركه البلاد والرحيل بعيدا في اعالي الجبال، فقد حاول مرارا، كلمات غير مباشرة، ان يقول لها كلمة واحدة؛ لكنها ترفض السماع واللقاء والحديث والتواصل معه بعد ان طلب منها ذلك في حديثه.

قاطعت "رواء" المتحدث لتسأله: من انت، ماذا تريد، لماذا تتصل، كيف حصلت على رقمي، ...؟

رد المتحدث بصوت حزين قائلا: انا ذلك الضوء ليلا، تلك الاشعة صباحا، اتجول في البلدان، اغير الاتجاه، تجديني في السماء فصلا واخلد في سبات اخر، لايعرف قيمتي احد سوى المثقف تطبيقيا، واستمر في حديثه يسرد عن نفسه، انا نسيم الصباح وعطر الجودي، ثلج الشتاء على الجبال، ومياه الشلال، وغصن شجرة الارز في جبيل، وتمر البصرة، وبرتقال الشام.

بينت "رواء" تذمرها من المتكلم، وردت قائلة بصوت الاهمال: ارجوك صديقتي بحاجة لي، ماذا تريد، لا ارعرفك، فلم تجد "رواء" الشجاعة الكاملة لتواصل معه، ولم يستجب المتحدث، فقررت انهاء الاتصال بوجهه!

اخذت "رواء" سيارة اجرة من الشارع العام، وتوجهت صوب منزل "منى"، وفي هذه الاثناء راح بالها يفكر بكلمات الشاب الجذاب بصوته ولطفه، ونزلت دمعة على خدودها الوردية ...

وصلت "رواء" الى منزل "منى"، ودخلت مباشرة كونها زائرة دائمة وتعرف جيدا الطريق، فوجدت "منى" جالسة على الاريكة الحمراء، وبجوارها قطعة قماش بيضاء مطرزة بالماس، وعلبة خضراء تكسوها اكسسوارات مذهلة، وكتاب صغير اسمه "دعيني احبك"، وغلافه فتاة ترتدي الشادور.

نادت "رواء" على "منى" مرات عدة؛ لكنها اندهشت للابتسامة التي تمنحها "منى" الى الناظرين، فهي تتطلع صوب الصورة الجدارية، وترتدي اجمل الملابس في ذلك اليوم.

كررت اسم حبيبتها "منى" بصوت عالي قائلة: منى ...، منى ...، منى ...، لماذا لا تردي، تكلمي ...

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.