اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

بعض استذكار في اربعينية "نضال الليثي"// رواء الجصاني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

بعض استذكار في اربعينية "نضال الليثي"

للمـوتِ فلسـفـةٌ وَقـفـتُ إزاءَها، مُتـخشّـعـاً وبرغم أنفي أخشَعُ....

أيموتُ شَـهْمٌ تسـتظـــل بخـيره، دنيــا، ويبقى خامــلٌ لا ينفـعُ؟

رواء الجصاني

 

سنــاء، الألقة، العزيزة...

كان يتوجب عليّ ان اكون بينكم في اربعينة نضال.. لبعض وفاء، ولمشاركة وجدانية قد تخفف بعض الشئ من هموم الفراق العتيّ.. ولكن، ها هي الظروف تحول دون ذلك .

... وكما كتبت لك قبل ايام، الهبَ عندي الحدث الاليم، ذكريات عادت بي الى السبعينات الماضية، حين كانت الامال، والافعال، تترى، حالمين معاً بغدٍ مشرق، ليس لم تتبين منه، وله، اية بيّنات وان قلّت.. ولكن، زادت الظلمة لتطال نصالها حتى الروح ..

... تذكرت، واتذكر "نضالاً" وانتِ، والاحباء معكم وبينكم، ونحن في حماسة الشباب، ووعي الشيوخ، نحث الخطى- كل حسب طاقته!- نتنور وننوّر، ونأمل ونعمل، وهمّنا:وطن سعيد وبلاد جميلة ومجتمع يترقى..وكان "نضال" من الاميّزين في كل هذا وذاك ..

.. اتذكر، وبكل رسوخ، همة "نضال" ونشاطه الدؤوب، وحيويته الوثابة التي لفتت اليه الانظار، ليكون ما كان في موقعٍ حملّه مسؤوليات نضالية، تفرد بها، وكان اهلاَ لها، وانا هنا شاهد عيانِ – كما تعرفين- وثيق الصلة بالامر ...

واتذكر.. كم فرحنا جميعاَ حين التقيتما في الجامعة وسواها، وتعارفتما، وتحاببتما، ولتكوّنا بعد ذلك ثنائيا جميلاً، وثاباً، دام عقودا، في ارجاء مختلفة في مدن وعواصم العالم - كما في الوطن طبعاَ- وبدوافع مخلصة معطاء، لا غايات منها سوى قناعات ورؤى: وطنية انسانية خالصة ..

وهكذا راحت السنون، وبقيت عطاءات "نضال" تتوالى ثم لتتنوع في مجالات عديدة، تصب جميعها في ذات القناعات التى ادركها، فتبناها بكل حرص .. تنوعت بين جهود حثيثة للتأرخة السياسية الفريدة، ومساهمات وبحوث اقتصادية ثرية ، ومهام اعلامية، برز فيها، وبشهادات مجايليه في العمل والحياة.. وبلا شك فأنها لم تكن كذلك، وبمثل ذلكم المسار الساطع، لو لم تكونا معاَ على طريق واحدة...

... اعرف انها سطور عاجلات لا تفي الا ببعض وقائع واحداث، ولكن عساها تكون مقدمة لتأرخة اوسع في فضاءاتها ... وكما اسلفتُ، اختم الان: انها بعض وفاء لـلصديق "نضال" الانسان، المثابر والحريص على ان يتميز، وقد كان...

... اما عن الحدث، وقسوته، وهمومه، عليك اولاً، وعلى "شهد" الغالية، والعائلة والاقربين، فدعيني اكرر ما كتبته اليك، قبل نحو اربعين يوماَ، مستلاً من قصيد الجواهري العامر:

للمـوتِ فلسـفـةٌ وَقـفـتُ إزاءَها، مُتـخشّـعـاً وبرغم أنفي أخشَعُ....

أيموتُ شَـهْمٌ تسـتظـــل بخـيره، دنيــا، ويبقى خامــلٌ لا ينفـعُ؟

------------------

* رسالة الى السيدة سناء الطالقاني، بمناسبة مرور اربعين يوماً على رحيل زوجها الفقيد الوطني المثابر، نضال الليثي، القيت خلال حفل تابيني اقيم في لندن بتاريخ: 2016.3.19

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.