اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

غــربة المكان؟ ام غـربة الامـان؟// عـهــود الـشكرجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتبة

غــربة المكان؟ ام غـربة الامـان؟

عـــهـــود الــــشكرجـــي

 

بين المطرقة والسندان الاف من العراقيين كانت لهم امال واحلام جرتها اذيال الخيبة الى مستقبل كان المعتقد ان يكون ورديا بعيدا عن دخان الهب الاسود التي تغطي سماء العراق كل يوم .

فمن كان يتصور انه سوف يرحل عن وطنه الذي زرع فيه لسنين ليصبح في عداد المنسين ويوضع جانبا على الرف ,فها هو ابن الرافدين وهاهي بنت دجلة الخير يتركان مجدهما في احضان الوطن ليرتميا في احضان المستقبل المجهول ولا مفر.

حال بعض المغتربين وربما الاكثر منهم في دول العالم فالكل يسعى وراء الامن والامان خوفا من ان يدخل الموت الى ارواحهم دون حتى استئذان ,حلم كان بعيد في ان نجد الملاذ الامن فالهرب من الموت ليس هو الغاية المنشودة فقط فكل من كان يحلم بالفرار وغادرت قدماه ارض العراق كان يحلم بمستقبل افضل له ولعائلته وبعد ان كان ابن حاتم الطائي في كرمه اصبح اليوم ذليلا يمد يده لاخذ بعض الدولارات ليسد رمقه هو وعياله ,البعض منهم لم يحتمل الغربة رغم ان الموت يتسابق في شوارع العراق لياخذ صديقا او ابنا او اخا او ابا ولكن ربما الموت هناك الذ من غربة موحشة لا تسمع فيها الا صوتك ,اما البعض الاخر حاول ان يتاقلم مع الوضع ويسير مع التيار ولا يدري اي موجة سوف تلطم وجهه ,تركنا حكاياتنا في عراقنا ومجدنا وكرمنا لنفتح صفحات جديدة من حكايات جديدة عنوانها الوحشة والغربة وكاننا اليوم دون اهل ,دون وطن ,دون غد حتى فلا احساس بمروج خضراء تجعلنا ننسى شواطئ دجلة وضفافها ,ولا مطر يعفر شذى التراب مثلما كان شذاه يطهر الانفاس ولا صوت اذان الفجر ليوقظك من نومك لتقف بين يدي الله ,

فاين المفر من غربة المكان لغربة الامان ؟؟

 

عـــهـــود الــــشكرجـــي

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.