اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

8 آذار يوم انعتاق المرأة من براثن العبودية -//- باسل شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

8 آذار يوم انعتاق المرأة من براثن العبودية

باسل شامايا

تحل علينا في هذا اليوم ذكرى أليمة لا يمكن ان نتخطاها في كل عام وننسى مواقف المرأة  البطولية طالما هناك من يناصرها ويدعم قضيتها العادلة وتضحياتها الكبيرة التي قدمتها وما زالت تقدمها بكل نكران الذات ، ففي هذا اليوم انبثقت الشرارة الاولى لتحررها من الاستغلال والظلم حينما طالبت في عام 1908 بحقوقها المغتصبة دون ان تهاب تهديدات المغتصب الظالم واصرت ان يحقق مطاليبها برفع اجورها والتقليل من ساعات عملها طوال النهار وتحسين ظروفها المعيشية ، ولكن صاحب المصنع لم يستجب لمطاليبها فاضطررن للاضراب والاعتصام داخل ذلك المصنع ، فثارت ثائرته ونتيجة لردة فعل سلبية اقفل الاحكام على ابواب المصنع وراح يضرم النار فيه فقتل 129 عاملة دون ان يرف له جفن دون ذنب او سبب اكثر من مطالبتهن بحقوقهن المشروعة ، وعلى اثر ذلك ادانت المنظمات العالمية واستنكرت ذلك العمل الاجرامي فنظمت الاتحادات العمالية مؤتمرا عماليا لتخليد هذه الفاجعة الكبيرة التي جسدتها تلك المحرقة النسائية التي اندى لها جبين الانسانية ، واتفق المؤتمرون على جعل 8 آذار يوما عالميا للمرأة ، وحتى يومنا هذا تقام في كافة ارجاء المعمورة احتفالات نسوية في هذا اليوم لتخليد مأساة العاملات الخالدات ضمن تضامن عالمي مع حقوق المرأة بغض النظر عن اللون والقومية والمذهب والديانة وبات رمزا للمطالبة بحقوقها وتحسين وضعها المعيشي والارتقاء به نحو الافضل . ان ما حدث قبل اكثر من مئة عام يجب ان يعمل على توحيد جهود المرأة في كل مكان لتتواصل بنضالها دون تقاعس من اجل الحصول على حقوقها المسلوبة وتحصل على ما يحصل عليه الرجل ، وتتبوء مختلف المناصب وتشارك في عملية صنع القرار وتساهم مساهمة فعالة في بناء مجتمع ديمقراطي حر مزدهر يضمن للكل حياة حرة كريمة دون تمييز . وهنا اود ان اخص بمقالتي المرأة العراقية التي كانت ضحية تقاليد قبلية بالية وواقع استعبدها بحكم الاعراف الاجتماعية المتوارثة .. وعانت ما عانته في ظل الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة من القتل والاعتقال والتعذيب والتشريد والحرمان . عليها ان تثابر دون كلل او ملل  لتزيح غبار التخلف عن قرينتها وتمهد الطريق امامها للتحرر من تلك التركة الثقيلة التي افرزها الماضي البغيض ، للنهوض بواقع جديد تعمل فيه كأنسانة لها كامل الحقوق  والواجبات ، وبالنتيجة لتكون عنصرا منتجا في كافة مناحي الحياة المتنوعة وبمساهمات لا تقل شأنا عن مساهمة الرجل . ولا ننسى ان المرأة العراقية كانت دوما كالطود الشامخ لا تساوم ولا تقبل المهادنة بمواقفها ونضالاتها المريرة عبر السنين ، دفاعا عن تلك القيم العظيمة التي آمنت بها ، ومع اضطهادها ومصادرة حقوقها وتعذيبها في زنزانات الموت الجماعي وقتل اولادها وترملها الا انها لم ترضخ لأرادة المستبد الظالم ولم يتمكن الجلاد من كسر شوكتها ، فقهرته بصمودها ، بل استرخصت الموت ابية شامخة دون ان تركع للذل والعبودية ، وها هي اليوم بنفس شموخها وتضحياتها أمام عواصف الارهاب تناضل جنبا الى جنب مع رفيق دربها من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية ، تتنفس هواء الحرية بعد رحيل الدكتاتورية ، وجاء اليوم الذي يجب ان تصرخ ملء صوتها مطالبة بحقوقها وبالمساواة لكي لا تتكرر الجرائم اللانسانية التي ارتكبها المستعبد بحقها ، ولنكن على يقين ان وطننا العزيز لا يمكن ان يبنى ويدعم بالتوجه الديمقراطي دون ان يكون هناك تمثيل فعلي وحقيقي للمرأة التي تشكل نصف المجتمع وربما اكثر . تحية للمرأة المناضلة التي ساهمت في عملية التغيير ضد الدكتاتورية المجرمة .. سلام للمرأة الصابرة التي برهنت انها جديرة بالدفاع عن وطنها وشعبها من شر الطامعين و الجناة .. الف تحية لك ايتها العاملة المناضلة الباسلة التي تستمد قوتها من قوة قريناتها الشهيدات اللاتي فضلن الموت حرقا في مصنع الانسجة دون الرضوخ للمستعبد الجشع .. مبروك والف مبروك يومك الأغر ايتها الام والزوجة والاخت والابنة فانك حقا تستحقين الاطراء والتكريم وليكن يومك هذا مشعلا تستمدين منه العزم والاصرار في مواجهة اوصاب الزمن .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.