اخر الاخبار:
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ليكن مسرحنا منبرا اجتماعيا ثقافيا سياسيا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

باسل شامايا

ليكن مسرحنا منبرا اجتماعيا ثقافيا سياسيا

 

كانت الانطلاقة الاولى للمسرح في العـالم قد بدات من الطقوس الدينية سواء كان ذلك في الحضارة الاغـريقية التي تجسدت في اعـياد ديونيسوس, او الحضارة البابلية القديمة التي تجسدت في احتفالات السنة البابلية والبالغـة اثني عـشر يوما ولكل يوم من هذه الايام طقوسه الخاصة, فلو تتبعـنا هذه الاعـياد والاحتفالات نلاحظ ان هناك طقوس دينية تتخللها بعـض المظاهر الدرامية التي تعـتبر مسرحنا اليوم امتدادا لها .

 

 اذن تعـود جذور الاستخدام الديني للمسرح الى عصور قديمة ويعـتبرالمسرح في العـراق قديما بل ويعـتقد البعـض ان اصل المسرح عـراقي ,فقد ذكر انه وجد في العـراق اولا , والبدايات الحديثة للمسرح العـراقي بدات في الموصل ايضا اذ كان المؤلف ’’ حنا حبش ’’ رائدا للمسرح العـراقي حيث الف ثلاثة اعـمال مسرحية عـام 1880 م هي :( كوميدية ادم وحواء ,, كوميدية يوسف الصديق ,, وكوميدية طوبيا ) .

 

 لقد كان للمسرح المدرسي الذي بدا نشاطه في المدارس المسيحية في الموصل اثره البالغ في تطور المسرح في العـراق , وجاءت مسرحية لطيف وخوشابا لنعـوم فتح الله سحارعـام 1893 المترجمة عـن مسرحية فرنسية مستعـيرا لها جوا عـراقيا وشخوصا عـراقيين وحوارا موصليا وعـرضت في المدارس الدينية ,

 

 فشكلت مدينة الموصل المركز الاول لظهور الحركة المسرحية في العـراق وذلك بسبب قربها من بلاد الشام والدولة العـثمانية وايضا بسبب كثرة المسيحيين في المدينة , وانتقل النشاط المسرحي الى مدينة بغـداد في بداية القرن العـشرين حيث كان طلبة ومدرسو  مدرسة الكلدان مركزا للنشاط المسرحي فيها واعـتبر رسالة انسانية ينشر المتعـة والسعـادة بين الناس حيث اخذ الاباء المسيحيون بالاعـتناء به وعـملوا على خلق حركة مسرحية لبث التعـاليم الدينية والاخلاقية وغـرس الايمان في نفوس الناس من خلال تبنيه العـروض المسرحية

 

 وكانت المدارس المسرحية ترسل رعـاياها من الطلبة المتفوقين الى اوربا للدراسة ويعـودون للتدريس في المدارس المسيحية الاهلية في الموصل وبغـداد .

 

 وايضا كان هناك المدرسة الاكليريكية التي اسسها الاباء الدومينيكان في الموصل عـام 1750 م تقدم مسرحيات يؤلفها لبنانيون وقد ضاعـت معـظم نصوصها لعـدم اهتمام الكنائس بطبعـها في كتب وربما يعـود السبب الى عـدم وجود مطابع في الموصل في تلك الفترة .

 

لا اريد ان اطيل في استعـراض الحركة المسرحية منذ نشوئها لانها تحتاج الى جهود ومصادر كثيرة ومتنوعـة لذلك اكتفي بالقليل لكي اتابع موضوعـي واعـتبر ما كتبته كمقدمة او مدخل لمادتي التي اكتبها في البحث فالمسرح هو وسيلة مباشرة في مخاطبة الجمهور وايصال الافكار له كما ويعـد واجهة ثقافية مهمة تعـكس على خشبته احداث متنوعـة تلتقي فيه اعـمق الافكار الفلسفية وتتفرع عـن عـروضه مختلف التشكيلات الموسيقية والغـنائية والاستعـراضية والصورية .. ونحن نعـلم ان هناك تعـددية في المذاهب المسرحية وكل مذهب له مميزاته التي تميزه عـن المذاهب الاخرى ,

 

 فالمذهب الواقعـي يختلف عـن المذهب الطبيعـي والرمزي يختلف عـن السوريالي وهناك مسارح تلتقي في نقطة واحدة كالمسرح الاغـريقي ومسرح العـصور الوسطى فالاثنان نشاتهما من الدين والسبب ان الاديان درامية من الاساس ,

 

 ولاجل توظيف العـملية المسرحية توظيفا يؤدي بالنتيجة الى خدمة مجتمعـنا عـلينا ان نوظفه ليكون ملتقى بين العـرض  وجمهور المتفرجين لكي يتم من خلال ذلك خلق ابداعـي في ذاته , وتحليل وتفسير ذلك الابداع وتاويله من قبل الجمهور المتابع لسير الاحداث على الخشبة كما ويجب استثمار مادته لخدمة الناس وذلك بايصال الافكار اليهم بوسيلة نقل صريحة يؤمن بها المتلقي .

 

 اذن يجدر بالمسرح ان يحتضن نشاطات امتنا وشعـبنا في الوطن الام كتشجيع وتفعـيل دوره في عـمملية بناء المجتمع العـراقي الجديد خصوصا ان المرحلة التي يمر بها بلدنا العـزيز بامس الحاجة الى تفعـيل دوره لتوظيف الطاقات الشابة التي لم يكن لها أي دور في عـملية البناء وزجها بمختلف النشاطات الاجتماعـية والثقافية والفنية وهذا لا يتم الا بممارسات ونشاطات فعـلية يرغـبها الشباب ويندمج فيها وبالاعـتماد على الامكانيات المتاحة نستطيع استثمار هذه النشاطات لياخذ المسرح دوره الابداعـي الريادي في عـملية توعـية الجماهيرباتجاه البناء المنتظر

 

 ولاتمام عـملية التجسيد في هذا الاتجاه عـلينا ان نختار نصوص ادبية توظف باسلوب مبسط بحيث يكون قريبا الى فهم الاغـلبية وليس للنخبة ونعـمل وفق الذوق العـام فكلما كانت الكلمات التي يستخدمها المؤلف واضحة في معـناها ومقاصدها ويرتبط تحليل المعـنى الظاهري باكتشاف الخفي ونكتشف بعـد الفهم الكامل للفكرة او الرؤية لكي يتم ربط كل جملة بالفكرة الرئيسية حيث يقول ’’ ستانسلافسكي ،، ان التعـبير الداخلي المحسوس للوجود الانساني الذي يتدفق تحت كلمات النص هو الذي يوفر لهذا النص قاعـدة لوجود ما وراء النص وهو الذي يعـمق الشخصية أي لا تبدو بعـد فهم ما وراء النص مسطحة او ذات بعـد واحد .

 

 عـلينا كمسرحيين حيث لنا دور كبير في عـملية بناء عـراقنا الجديد يجب ان ندعـوا كتابنا الى كتابة نصوص مسرحية تساهم مساهمة فعـالة تحث شعـبنا من خلالها الى التآلف والوحدة خصوصا اننا نعـيش وضعـا يحتاج الى تكاتف جهود الخيرين من ابناء شعـبنا الذي عـانى ولا زال يعـاني من افرازات الماضي المقبور وتوظيف ذلك وتجسيده على خشبة المسرح من خلال الرؤية التركيبية او العـملية الاخراجية التي يبدع فيها المخرج

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.