اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

وجاء آذار يحمل للمرأة عطر عبيره// باسل شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

وجاء آذار يحمل للمرأة عطر عبيره

 باسل شامايا

 

في يومها العالمي الأغر

باسل شامايا

  قبل أن استثمر مناسبة يوم المراة العالمي بتقديم التهاني القلبية الصادقة لنساء العالم اود ان استعرض ولو بشكل مختزل عن بدايات الحركة النسوية منذ نشاتها الاولى والتي أثمرت بمحصلتها النهائية بثمرتها المباركة (8 آذار يوما عالميا للمرأة) .

 نبدأ من عام 1856 حين امتلأت شوارع نيويورك بالنسوة المحتجات على ظروفهن السيئة في العمل والتعامل اللانساني والاستغلال الجشع الذي كنّ تتعرضن له من قبل ارباب العمل، وبالرغم من تدخل الشرطة السلبي لتفريقهن الا ان المتظاهرات لم تستسلمن بل نجحن في ايصال نداءاتهن الى المسؤولين لمناقشة اسباب المظاهرة. وفي 8 اذار 1908 تكررت المظاهرات حينما اكتسحت شوارع نيويورك  بالآلاف من عاملات معمل النسيج حاملات قطع من الخبز اليابس وباقات من الورود للدلالة الرمزية. وفي عام 1909 طالبن بخفض ساعات العمل وإيقاف تشغيل الأطفال وبالنتيجة أدت هذه المظاهرة وما سبقها الى تشكيل حركة نسوية في امريكا وتم الاحتفال بيوم 8 آذار كيوم المرأة الأمريكية .. اما في عام 1910 فقد عقد مؤتمر عالمي للنساء في الدانمرك تم المطالبة فيه بتخصيص يوما عالميا للمرأة تقديرا لنضالها .. وبالفعل اُحتفلَ باليوم العالمي للمرأة في 1911 ولكن اقتصر الاحتفال على بعض الدول دون غيرها، ولكن بعد عقد مؤتمر عالمي للاتحاد النسائي في باريس عام 1945 اي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية احتفلت به كافة البلدان العالمية وخصصت هيئة الأمم المتحدة عام 1975 سنة عالمية للمرأة أقيمت فيها احتفالات ونشاطات خاصة بالمرأة في جميع أرجاء المعمورة .. وفي عام 1977 تحققت امنية نساء العالم بموافقة الأمم المتحدة على تخصيص 8 آذار يوما عالميا للمرأة ومنذ ذلك الحين تجرى الاحتفالات بحقوق المرأة والسلام الدولي وفقا للتقاليد والأعراف الاجتماعية لكل دولة .

 

بعد هذه الديباجة القصيرة الج الى موضوعي الذي خصصته ليوم المرأة العالمي.. فبعد زوال كابوس الهم الجاثم على صدور العراقيين حقبة من الزمن كان يفترض ان تكون قد زالت معه تلك الظواهر السلبية التي باتت وباءا على مجتمعنا، تنخر بجسده وتحول دون رقيه وتقدمه، ربما لا تستوعب اسطر مقالتي ان أسهب في حديثي عن  تلك الظواهر الكثيرة والمتنوعة وبأهم جوانبها السلبية التي ما زالت عالقة في ذاكرتنا، تخدش مشاعرنا وأحاسيسنا، فاكتفي بالحديث عن احدى تلك الظواهر التي تتجسد في معاناة المرأة العراقية التي تحملت الويلات والمصاعب ولم تحصد في حياتها غير مرارة انتظار شروق شمسها ليزهر يومها بالفرح والمسرة.. فتنسى ذلك الماضي الأليم الذي خلفته لها ولنا تلك الحقبة التاريخية المظلمة، خصوصا وقد اتفق جميع العراقيين المخلصين والمحبين قولا وفعلا لهذا الوطن المرهق على أمنية جمعتهم بعد اندحار القتلة والمجرمين وهي أن يعم السلام والأمان والاستقرار بلد الرافدين وتغمر شعبه بالمحبة والاخوة وبناء الوطن بكل همة ونكران الذات وتحت ظل التعايش والتكاتف بين أديانه وقومياته وطوائفه. لقد كان 8 آذار وعلى مدى سنوات طويلة رمزا لنضال المرأة في جميع أنحاء العالم وذلك من اجل استرداد حقوقها المشروعة التي سلبت من قبل الأنظمة الدكتاتورية الطاغية واعتبُرهذا اليوم  ثورة عالمية للمرأة ضد العبودية والاضطهاد والنظرة الضيقة، تم توظيفه عالميا باتجاه مساندة هذه الإنسانة العظيمة التي تكنّ لها الإنسانية كل الحب والوقار، والوقوف الى جانبها لأنقاذها من مخالب الواقع المرير الذي فرض عليها واعتبرها مواطنة من الدرجة الثانية، وجراء ذلك تحملت ما تحملته من مصادرة الحقوق والاستغلال، فدعاها الواجب ان تنغمر في النضال وهي مؤمنة وعلى يقين إنها ستجني ثمار نضالها بكفاحها المتواصل دون ان تثنها اية عراقيل او صعاب من اجل قضيتها المصيرية العادلة وبالفعل تمكنت بإصرارها وصمودها أمام موجات الاضطهاد الشرسة ان تتحرر من قيود الأعراف والتقاليد الاجتماعية الظالمة تلك التي جعلت منها مجرد دمية يحركها الواقع المتخلف كيفما يشاء.. وهذا ما انجزته المرأة في بعض بلدان العالم المتحضر، ولكن تلك النظرة الضيقة بقيت عائقا أمام تحرر المرأة في بلدان العالم الثالث. فنشاهد على سبيل المثال المرأة العراقية التي لها تاريخ مجيد بوقوفها الى جانب الرجل ضد الاستعمار والحكومات الرجعية وعلى امتداد تاريخ العراق الحديث قد تعرضت للاعتقال والسجن وشتى اصناف التعذيب والقتل وما زالت لحد يومنا هذا تناضل من اجل الحصول على حقوقها كاملة لتصون انسانيتها وتتمكن دون خوف او وجل للدفاع عن كرامتها مطالبة منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية بضرورة توحيد كل الجهود لرفع الحيف عنها والسعي الحثيث لاستحداث قوانين تشريعية جديدة لتحافظ من خلالها على روح قانون الاحوال الشخصية لحماية النساء عموما من مختلف الانتهاكات التي تتعرض لها ومن كافة اشكال الاضطهاد والعنف والتمييز . فالمرأة نبع حب وعطاء  لا ينضب تجدها معطاءة في مختلف مجالات الحياة ، في البيت والمعمل والمصنع والحقل و ميادين العمل والانتاج .. لك كل الحب والتهنئة بيومك البهي .. طوبى لك في عيدك الاغر وفي اجمل يوم يزهر فيه الفرح وترتدي الارض وشاحها الاخضر .. طوبى لكنّ في يومكنّ ايتها الامهات والاخوات والبنات ورفيقات الدرب هيا لنحتفي بانجازاتكن الثقافية والاجتماعية والسياسية والمهنية والعلمية والتي يجسدها يومكنّ 8 اذار اليوم العالمي للمرأة .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.