اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• العمل المشترك: أهميته ـ دوره ـ ضرورته ـ آلياته.....12

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

العمل المشترك:  أهميته ـ دوره ـ  ضرورته ـ آلياته.....12

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إلى:

 

ـ الطبقة العملة في عيدها الأممي (فاتح مايو 2008).

ـ أحزاب الطبقة العاملة الساعية إلى استعادة الأمل في تحقيق الاشتراكية.

ـ من أجل العمل على تطوير الأداء النضالي في أفق استنهاض الطبقة العاملة.

ـ من أجل تحقيق الاشتراكية كبديل للنظام الرأسمالي الهمجي العالمي.

 

أهمية العمل المشترك:....3

 

ثالثا: المستوى البرنامجي، الذي يجب أن يتناسب مع المنظمات الإيديولوجية، ومع طبيعة التنظيم المنظم للعمل المشترك، ومع المواقف السياسية التي يقبل التنظيم المذكور على اتخاذها. وأهمية المستوى البرنامجي، تتجسد في كون البرنامج المشترك يستند في إيجاده إلى القواسم المشتركة إيديلوجيا، وتنظيميا، وسياسيا. ولذلك نجد:

 

أن استناد البرنامج المشترك يكتسب أهمية تتناسب مع ما يستند إليه على المستوى الإيديولوجي، مما يجعل البرنامج معبرا عن مصالح التنظيمات المساهمة في العمل المشترك، وعن الطبقات التي تمثلها تلك التنظيمات؛ لأن العلاقة بين البرنامج، وبين القواسم الإيديولوجية المشتركة هي علاقة عضوية من جهة؛ لأننا إذا قمنا بقراءة معينة للبرنامج، سنجد أنه يترجم الإيديولوجية على الواقع، مما يجعل البرنامج هو الإيديولوجية، والإيديولوجية هي البرنامج، وهكذا... وعلاقة جدلية من جهة أخرى؛ لأن البرنامج يساهم بشكل كبير في تطوير الإيديولوجية، كما يساهم تطور الإيديولوجية في تطوير البرنامج. فالبرنامج والإيديولوجية وجهان لعملة المصالح الطقية، التي يسعى العمل المشترك إلى تحقيقها. وأي انفصام بين البرنامج، وبين الإيديولوجية، يجعل العمل المشترك غير ذي موضوع، نظرا للتناقض القائم بين البرنامج، والإيديولوجية، والذي سينعكس سلبا على العمل المشترك، وعلى التنظيم، وعلى طبيعة المواقف السياسية. ولذلك نرى ضرورة الحرص على الانسجام التام، والعلمي، بين البرنامج، وبين الإيديولوجيات.

 

2) استناد البرنامج المشترك إلى طبيعة التنظيم المنظم، والموجه، والقائد للعمل المشترك؛ لأن العلاقة القائمة، كذلك، بين البرنامج وبين طبيعة تنظيم العمل المشترك، هي علاقة عضوية من جهة، نظرا لكون البرنامج ،باعتباره إطار للعمل، هو التنظيم عينه، مادام يتحرك على أساسه، ومن أجل أجرأته؛ لأن التنظيم بدون برنامج يعمل على أجرأته، لا وجود له، كما أن البرنامج بدون تنظيم يعمل على أجرأته، وتفعيله، لا وجود له أيضا. فالبرنامج لابد له من تنظيم، والتنظيم لابد له من برنامج. وإلا فإن أيا منهما لا وجود له، وعلاقة جدلية من جهة أخرى، نظرا لكون البرنامج يلعب دورا كبيرا في تفعيل التنظيم، وتطوره، وتطويره، وتوسيعه، وانتشاره. كما أن التنظيم يلعب دورا كبيرا أيضا في تفعيل البرنامج، وتطوره، وتطويره، مما يجعله اكثر تعبيرا عن مصالح الطبقات المستفيدة من أجرأة البرنامج، وتفعيله. وهذه العلاقة الجدلية هي التي تستحضر باستمرار الشروط الموضوعية المعتبرة في صياغة البرنامج، والتي يتحرك فيها التنظيم، انطلاقا من ذلك البرنامج، حتى لا تصير حركة التنظيم خارج التاريخ.

 

3) استناد البرنامج إلى المواقف السياسية، التي يتخدها التنظيم المنظم، والموجه، والقائد للعمل المشترك. وهذا الاستناد قائم على أساس صيرورة البرنامج متجسدا، ومنطلقا للمواقف السياسية، التي يفترض فيها الانسجام مع البرنامج، ومع التنظيم، ومع الإيديولوجية، التي يأخد بها التنظيم. واذا كان لابد من أمل في صياغة العلاقة بين البرنامج، والمواقف السياسية، فإن هذه العلاقة تصير عضوية من جهة، نظرا للترابط الوثيق بين البرنامج، والمواقف السياسية، التي تعتبر جزءا من بنيات ذلك البرنامج، وعلاقة جدلية؛ لأن البرنامج الهادف يقف وراء اتخاذ مواقف سياسية معبرة عن مصالح أوسع الجماهير التي تلتف حول التنظيم، وتسعى إلى تفعيله، والتفاعل مع مواقفه السياسية، كما أن المواقف السياسية الهادفة، تسعى، باستمرار، إلى تطور، وتطوير البرنامج، حتى يتناسب مع الشروط الموضوعية المتطورة، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وإلا فإن أي انفراط بين البرنامج، وبين المواقف السياسية، هو انفراط بين أعضاء الجسد الواحد، مما يؤدي إلى إبطال مفعول البرنامج، ومفعول المواقف السياسية في نفس الوقت. 

 

وهكذا يتبين أن المستوى البرنامجي، لابد له من الاستناد إلى الإيديولوجية، وإلى التنظيم، وإلى المواقف السياسية، حتى يصر فاعلا، ومفعلا للعمل المشترك، الذي يقوم به هذا التنظيم، أو ذاك، في أي بلد من البلاد العربية، ومن باقي بلدان المسلمين.

 

رابعا: مستوى المواقف السياسة، الذي يبرز، بشكل كبير، أهمية العمل المشترك على المستوى الجماهيري، وفي كل بلد من البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين. وهذه الأهمية تأتي من كون المواقف السياسية، هي التجسيد العملي للممارسة السياسية للعمل المشترك. هذه الممارسة السياسية التي تستحضر، باستمرار، الشروط الموضوعية، التي يعمل فيها تنظيم العمل المشترك، ويتفاعل معها باستمرار. والعمل المشترك، الذي يقتضي اتخاذ مواقف سياسية معينة، يفرض، كذلك، أن تكون تلك المواقف مستحضرة لأهمية العمل المشترك. هذه الأهمية لا تتأتي إلا من خلال اعتماد المواقف السياسية على:

 

1) استحضار القواسم الإيديولوجية المشتركة، ومدى أهميتها في التأسيس، لاتخاذ المواقف السياسية الضرورية، التي تقتضيها شروط معينة، تفرض الارتباط بالجماهير المعنية بالعمل المشترك، الذي يكتسي أهمية خاصة بالنسبة إليها. ذلك أن التناسب، والانسجام بين أهمية المواقف السياسية، وأهمية القواسم الإيديولوجية المشتركة، هي علاقة عضوية من جهة، نظرا لكون المواقف السياسية تعبيرا عن تلك القواسم، وسعيا إلى تجسيدها على مستوى الممارسة السياسية، التي تصير جزءا لا يتجزأ منها. وعلاقة جدلية، تتجسد في اعتبار الممارسة الإيديولوجية تقف وراء تطو،ر وتطوير الممارسة السياسة المنتجة للمواقف السياسية، كما تتجسد في كون المواقف السياسية تقف وراء تطور، وتطوير الممارسة السياسية المؤدية بدورها إلى تطور، وتطوير القواسم الإيديولوجية المشتركة. واي فصل بين المواقف السياسية، وبين القواسم الإيديولوجية، سيؤدي إلى إضعاف أهمية المواقف السياسية، وأهمية القواسم الإيديولوجية المشتركة في نفس الوقت. وهو ما ينعكس سلبا على مصير العمل المشترك، بل ويهدده بالزوال.

 

2) استحضار طبيعة التنظيم الذي يتخذ المواقف السياسية؛ لأنه هو الذي يعطي الأهمية الضرورية لتلك المواقف. فالمواقف السياسية الصادرة عن تنظيم العمل المشترك تكتسب أهميتها بحسب التوجه التنظيمي، الذي يسعى إلى تحقيق أهداف إقطاعية، أو أهداف بورجوازية تابعة، أو أهداف بورجوازية ليبرالية، أو أهداف بورجوازية صغرى، أو عمالية، أو يسارية مغامرة، أو يمينية متطرفة؛ لأن العلاقة بين المواقف السياسية، والتنظيم المشترك الذي تصدر عنه تلك المواقف، هي علاقة عضوية، وجدلية في نفس الوقت. فالعلاقة العضوية تفرض اعتبار المواقف السياسية تعبيرا عن طبيعة التنظيم، وتجسيدا له على مستوى الممارسة السياسية، التي تعرف على أوسع نطاق، كما أن التنظيم المشترك يجسد، في ممارسته اليومية، المواقف السياسية التي تصدر عنه، إلى درجة التطابق بين المواقف السياسية، وبين تنظيم العمل المشترك. أما العلاقة الجدلية، فتتمثل في كون المواقف السياسية تقف وراء تفعيل التنظيم، وتطوره، وتطويره، حتى يصير مرتبطا بأوسع الجماهير، ومنظما لطليعتها، كما تتمثل في حرص التنظيم المشترك المرتبط بأوسع الجماهير ومنظما لطليعتها، على أن تكون المواقف السياسية متفاعلة مع الواقع، ومتطورة، حتى تصير مستجيبة لأوسع الجماهير الشعبية الكادحة، إذا كان العمل المشترك يستهدفها.

 

3) استحضار طبيعة البرنامج المشترك، الذي يعتبر مرجعا للمواقف السياسية المشتركة، ولأهمية تلك المواقف في نفس الوقت، نظرا للعلاقة العضوية، والجدلية القائمة بينهما. ذلك أن العلاقة العضوية القائمة بين المواقف السياسية المشتركة، وبين البرنامج المشترك، تؤدي إلى اعتبار المواقف السياسية تجسيدا، وامتدادا للبرنامج المشترك، واعتبار البرنامج مصدرا، وعمقا للمواقف السياسية. وهو ما يؤكد ذلك الترابط العضوي بينهما. والعلاقة الجدلية القائمة بينهما، هي علاقة تجعل المواقف السياية المتخذة، انطلاقا ممن البرنامج المشترك، تقف وراء تطور، وتطوير ذلك البرنامج، حتى يصير أكثر استجابة لطموحات الجهة المستهخدفة بالعكمل المشترك. كما ان البرنامج المشترك بتطوره، وتطويره، يقف وراء تقدم، وتطور، وتطوير المواقف السياسية الصادرة عن التنظيم المشترك. وأي فضل بين البرامج، وبين المواقف السياسية، يعتبر فصلا تعسفيا، لابد أن ينعكس سلبا على العمل المشترك، وعلى مصيره.

 

وبذلك نجد أن اهمية المواقف السياسية تأتي من خلال العلاقة بين المواقف السياسية، وبين القواسم الأيديولوجية المشتركة، وبينها، وبين التنظيم المشترك، وبينها، وبين البرامج المشتركة. وهذه العلاقة هي التي تكسب العمل المشترك أهمية كبرى.

 

وانطلاقا مما رأينا، نجد أن أهمية العمل المشترك، تتبين من خلال استحضار أهمية المستوى الإيديولوجي، وأهمية المستوى التنظيمي، وأهمية المستوى البرنامجي، وأهمية المستوى المواقفي؛ إلا أنه لا بد من استحضار مستويين آخرين:

 

المستوى الأول: هو مستوى تفعيل المنظمات الجماهيرية، باعتبارها مجالا لتصريف ما تراه التنظيمات المنخرطة في العمل المشترك؛ لأن كل منظمة جماهيرية، هي منظمة مجال للعمل المشترك المحكوم بالقواسم المشتركة: الإيديولوجية، والتنظيمية، والبرنامجية، والمواقفية، والسايسية، سواء كانت هذه المنظمة نقابة، أو جمعية حقوقية، أو ثقافية، أو تربوية، أو ترفيهية، أو تنموية؛ إلا أن العمل المشترك في هذه االمنظمات الجماهيرية، يرتبط بالعمل المشترك في حدود ضيقة، ولتحقيق أهداف خاصة.

 

والمستوى الثاني: هو مستوى تفعيل العمل المشترك في صفوف الجماهير الشعبية، التي يجب أن تشرك، وعلى نطاق واسع، مساهمة منها في السعي إلى تحقيق أهداف العمل المشترك، التي تهمها، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمصيرها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لتزداد بذلك أهمية العمل المشترك على مستوى المنظمات الجماهيرية، وعلى مستوى الجماهير الشعبيةالواسعة.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.