اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• اليسار ـ العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدولة الاشتراكية.....2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

اليسار ـ العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدولة الاشتراكية.....2

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إلى

 

الطبقة العاملة في عيدها ألأممي فاتح مايو

 

اليسار، والعولمة:.....2

 

ومفهوم العولمة هو مفهوم شاع استعماله مع التطور الهائل الحاصل في المجالات الاقتصادية والإعلامية، والثقافية، والسياسية الرأسمالية مع نهاية الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، إلى أن أخذ منحى الإنتاج الاقتصادي، والاجتماعي، والإعلامي، والسياسي ابعاد كونية بسبب التطور العلمي، والتكنولوجي / الإلكتروني، الأمر الذي صارت معه الكونية حاضرة في كل شيء، وهذه الكونية هي التي يسمونها العولمة التي ارتبطت بظهور مصطلح آخر صار يحمل اسم اقتصاد السوق ببعده الرأسمالي الهمجي.

 

وانطلاقا من الشروط الموضوعية التي أفرزت مصطلح العولمة، ومصطلح اقتصاد السوق، فإن الجمع بين المصطلحين صار ضروريا للتعبير عن التطور اللامتناهي، الذي وصلت إليه الرأسمالية على المستوى العالمي، لتصير بذلك العولمة ابداعا رأسماليا فرضته شروط التطور الرأسمالي في الواقع، في تجلياته المختلفة.

 

وبناء عليه، فمصطلح العولمة، كمفهوم، يحيلنا على صيرورة الأشياء، والمعقولات، والإنسان المبتدع لها جميعا، في اتجاه الكونية، التي يتقرر في إطارها صيرورة الرأسمالية العالمية بقيمها المختلفة مهيمنة، ومسيطرة على العالم ككل، الذي يتحول إلى مجرد قرية.

 

وهذه الصيرورة التي تجعل العالم رهينة بالعولمة الرأسمالية، هي نفسها التي تفرض فهم مسار العولمة من أجل بناء تصور جديد لمقاومة العولمة الرأسمالية، بدل الاكتفاء بمقاومة الرأسمالية في صيغة ما قبل العولمة، لأن مقاومة من هذا النوع، لا تنتج تحولا لصالح الجماهير الشعبية، بقدر ما تقف وراء إنتاج الانتكاسة إلى الوراء، كما يحصل في العديدمن البلدان ذات الأنظمة الرأسمالية، والبلدان ذات الأنظمة التابعة في نفس الوقت.

 

ولتجاوز أزمة الانتكاسة إلى الوراء، بدل تحقيق المكاسب لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، فإن على الأحزاب اليسارية، ومن ضمنها الأحزاب الشيوعية، بالإضافة إلى النقابات، والجمعيات الحقوقية، والثقافية الجادة، أن تعمل على إيجاد جبهة عالمية لمقاومة الآثار السلبية المترتبة عن اقتصاد السوق، في أفق بناء عولمة بديلة، تكون فيها السيادة، والسيطرة، للحرية، والديمقراطية، والعدالة الإجتماعية، وفي افق بناء تلك الجبهة، لا بد من العمل على إنضاج الشروط الفارزة لها، حتى تستطيع القيام بعملها الجبهوي المنتج للعمل المشترك، المحقق للأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية.

 

وبالنسبة لعلاقة اليسار بالعولمة، فإنها تتخذ مستويين:

 

المستوى الأول: هو الذي يمكن وصفه بمستوى تراجع اليسار أمام مرحلة ما صار يعرف بعولمة اقتصاد السوق، نظرا لضعف إمكانيات اليسار في مستوياته المختلفة، ولتعدد توجهاته التي صارت تتناسل بدون حدود، بسبب عدم استثمار الدول اليسارية، بأنواعها المختلفة، لما يتم التوصل اليه في العلوم الحية، والدقيقة، وفي مختلف المعارف، وفي الفكر، والممارسة، لصالح العمل على تطوير الاشتراكية، والأداء الاشتراكي في مواجهة النظام الرأسمالي العالمي، وبنفس القوة التي تستعملها الرأسمالية العالمية.

 

والمستوى الثاني: هو مستوى البحث عن الآليات المناسبة، والمتناسبة مع مرحلة العولمة، من أجل إعادة الاعتبار لليسار: إيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، حتى يمتلك القدرة على التفاعل مع مرحلةالعولمة في مسوياتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، والإعلامية، قبل الانتقال إلى الفعل فيها، في أفق تغيير ميزان القوى على المستوى العالمي لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة. وهذا المستوى يقتضي:

 

1) العمل على استفادة إيديولجيات اليسار، بما فيها إيديولوجية الطبقة العاملة، من هذا التطور العلمي، والتكنولوجي، والمعلوماتي، والإعلامي الهائل، الذي ابدعته البشرية، وفي جميع المجالات، حتى تبقى علمية إيديولوجية اليسار حاضرة في الزمان، والمكان، من خلال توظيف القوانين العلمية، في تطورها، في التحليل الملموس للواقع الملموس.

 

2) إعادة النظر في التنظيمات اليسارية القائمة على مستوى الهيكلة، وعلى مستوى البرامج، وعلى مستوى المواقف السياسية، وعلى مستوى نوعية البشر المنتمي إلى الأحزاب، والتيارات اليسارية، وعلى مستوى تفعيل مبادئ المحاسبة الفردية، والجماعية، والنقد، والنقد الذاتي، من أجل تحصين التنظيم من الدخلاء الذين يعملون على إضعافه لصالح الطبقة الحاكمة في كل بلد، ولصالح النظام الرأسمالي العالمي.

 

3) تحسين، ورفع مستوى أداء مناضلي اليسار في المنظمات الجماهيرية، وعلى جميع المستويات التنظيمية، والبرنامجية، والنضالية، من أجل تحويل تلك المنظمات إلى وسائل، لجعل الجماهير تنتزع حقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

 

4) الاهتمام بمعاناة الجماهير، وفي مختلف المجالات، وعلى جميع المستويات، مما يحقق ارتباطها العضوي بها، ويكسبها إشعاعا واسعا في صفوفها.

 

5) اتخاذ مواقف سياسية مناسبة، ومتناسبة مع الزمان، والمكان، تعكس توجهات الأحزاب السياسية، وتعبر عن طموحات الجماهير الشعبية الكادحة، وتقف وراء تجذر سيادة اليسار في صفوف الكادحين.

 

فعلاقة اليسار بالعولمة، لا بد أن تتحول في اتجاه العمل على:

 

1) تحويل عولمة اقتصاد السوق إلى عولمة مقاومة هذا الاقتصاد، نظرا للآثار السلبية، والسيئة، التي تعمل على المزيد من إثراء الطبقات المستفيدة من الاستغلال المادي، والمعنوي للكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، مقابل تعميق الحرمان المادي، والمعنوي للطبقات المستهدفة بالاستغلال.

 

2) تسييد فكر الطبقة العاملة، العامل على جعل الجماهير الشعبية الكادحة تقتنع به، وتعمل على الاسترشاد به في ممارستها اليومية، دعما لمقاومة عولمة اقتصاد السوق.

 

3) اعتماد هذا الفكر لتسييد التنظيم اليساري، وتجذيره في واقع الكادحين، الذين يجعلون منه تنظيمهم القوي، الذي يقودهم في مقاومتهم لعولمة اقتصاد السوق.

 

4) اعتماد المطالب المادية، والمعنوية، المناسبة، والمتناسبة مع واقع اقتصاد السوق في النضالات التي تقودها المنظمات الجماهيرية: النقابية، والحقوقية، والثقافية، والتنموية، والشبابية، والنسائية، التي تعتبر مجالا للأداء النوعي لمناضلي اليسار.

 

5) الحرص على الربط الجدلي بين النضال المطلبي، والنضال السياسي، الذي يعتبر مدخلا لربط الجماهير الشعبية باليسار ربطا عضويا، في عملية مقاومة اقتصاد السوق.

 

6) ضرورة تحديد الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، من خلال برامج اليسار، لضمان قيام عمل يساري متميز، ومستمر، في أفق تحقيق الأهداف في مستوياتها المختلفة، وفي جميع المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

 

7) استغلال الجوانب الإيجابية للعولمة، لتفعل وحدة اليسار على المستوى العالمي، لضمان التفعيل المشترك لبرامج اليسار، في كل بقاع العالم، تكريسا لعولمة المقاومة الإيديولوجية، والسياسية.

 

8) إعادة استحضار التراث الاشتراكي العلمي، والعمل على تفعيله في الواقع الأكثر تطورا، لضمان  استفادة قوانين الاشتراكية العلمية من كل جديد، وفي جميع المجالات.

 

وهذا التحول الذي تفرضه قوة الواقع نفسه، هو الذي يجسد العلاقة الجدلية بين اليسار، والعولمة.

 

وهذه العلاقة، ومن هذا النوع، هي التي تضمن عودة مجد اليسار، وارتباطه بالجماهير الشعبة الكادحة، وتفعيله لعمل لمنظمات الجماهيرية، وقيادته للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، في أفق فرض البديل العلمي، والحقيقي، المتمثل في تحقيق الاشتراكية، التي تصير بدورها معولمة.

 

وهذه العلاقة الجدلية القائمة بين اليسار، والعولمة، والتي تستثمر الإيجابيات، وتطرح السلبيات، هي التي تضمن قيام التحول في مسار العولمة، من عولمة اقتصاد السوق، الى عولمة مقاومة اقتصاد السوق المكرس لهمجية الاستغلال الرأسمالي، إلى عولمة الاشتراكية كبديل منتظر.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.