اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• اليسار ـ العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدولة الاشتراكية.....5

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

اليسار ـ العولمة – العمل المشترك، والطبقة العاملة في أفق الدولة الاشتراكية.....5

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إلى

 

الطبقة العاملة في عيدها ألأممي فاتح مايو

 

اليسار والعمل المشترك:.....3

 

أما دور العلاقة القائمة بين اليسار، وبين العمل المشترك، في إعادة الاعتبار للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، فتتمثل في:

 

1) أن وجود أحزاب اليسار مرتبط أساسا بوجود الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة؛ لأنه بدون هذه الجماهير، وبدون الطبقة العاملة، لا يمكن الحديث عن اليسار.

 

2) أن اليسار يسعى بإيديولوجيته، وبتنظيماته، وببرامجه، وبمواقفه السياسية، وبأداء مناضليه على مدار الساعة، إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، باعتبارها أهدافا كبرى، يخدم تحقيقها سيادة الجماهير الشعبية الكادحة على نفسها.

 

3) أن العمل المشترك يدعم جهود اليسار في اتجاه تحقيق أهدافه التي لا يمكن اعتبارها إلا أهدافا جماهيرية في نفس الوقت.

 

4) أن مساهمة أحزاب اليسار في إيلاء أهمية كبرى للعمل المشترك، يدفع الجماهير الشعبية العريضة إلى المساهمة في ذلك العمل،

 

5) أن تحقيق أهداف العمل المشترك الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، بمساهمة الجماهير الشعبية الكادحة، يجعل هذه الجماهير تكتشف أهميتها، ودورها في تحقيق ذاتها، التي تبرز كقوة فاعلة، ومؤثرة في مسار التحولات القائمة في الواقع.

 

فالجماهير الشعبية الكادحة لا تكتسب هويتها إلا بالعمل المشترك، الذي تساهم في وجوده أحزاب اليسار، وتوجهاته المختلفة. وبدون العمل المشترك، ومن هذا النوع، تبقى الجماهير الشعبية الكادحة بدون هوية.

 

ولذلك فإن وجود اليسار، وأي عمل يقوم به هذا اليسار، وخاصة إذا كان مصنفا في خانة العمل المشترك، لا بد أن يساهم في اكتشاف الجماهير لأهميتها، ولدورها، لتصير بذلك العلاقة بين أحزاب اليسار، وبين العمل المشترك في خدمة بيان أهمية الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.

 

ويتخذ العمل المشترك الذي تقوم به أحزاب اليسار مجموعة من المستويات المتجسدة في:

 

1) العمل المشترك الإيديولوجي، حيث تعمل أحزاب اليسار على استخلاص القواسم الإيديولوجية المشتركة، التي تعمل على تسييدها في المجتمع بكل الوسائل الإعلامية المقروءة، والسمعية، والبصرية، من أجل إقناع الكادحين باعتناق تلك القواسم الإيديولوجية المشتركة، ومن أجل أن تصير إيديولوجية جميع الكادحين، بالإضافة إلى عمل كل حزب يساري على تسييد إيديولوجيته.

 

2) العمل المشترك من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، في أفق تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

 

3) العمل على تحقيق الهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، حتى تصير تلك الأهداف مدخلا لارتباط الجماهير المعنية بالعمل المشترك، ومن خلاله، بأحزاب اليسار، حتى تساهم في عملية التغيير الشامل لأوضاعها المادية، والمعنوية.

 

وهذه المستويات الثلاثة خير وسيلة لإحداث انسجام متكامل بين الأحزاب اليسارية القائمة في الواقع، حتى تقوم بدورها كاملا لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ومن أجلها، بالإضافة إلى المستوى التنظيمي، والمستوى البرنامجي، ومستوى أداء مناضلي العمل المشترك في المنظمات الجماهيرية، الذي يعد الإنسان في مسارب الحياة من أجل القيام بالمساهمة في العمل المشترك في المستويات المذكورة، من اجل التسريع بتحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية.

 

والمستوى الأكثر تأثيرا من العمل المشترك هو العمل المتعلق بتحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية؛ لأنه يعمل، في نفس الوقت، على تحقيق جميع الاهداف، نظرا للعلاقة الجدلية القائمة بين الأهداف الآنية،  والمرحلية، والإستراتيجية.

 

وطبيعة هذه العلاقة تقتضي من التنظيم المشترك، سواء كان تنسيقا، أو تحالفا، أو تجمعا، أو جبهة، تفعيل البرنامج في مستوياته الثلاثة، حتى تصير الأهداف الآنية في خدمة الأهداف المرحلية، والأهداف المرحلية في خدمة الأهداف الإستراتيجية، وفي نفس الوقت، يصير العمل من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية في خدمة تحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، ومساعدا على التسريع بتحقيقها.

 

ولكن هذا المستوى الأكثر تأثيرا من العمل المشترك، لا يمكن فصله عن سياق العمل المشترك الإيديولوجي، والمتعلق بتحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، نظرا لكونهما يساهمان في إنضاج شروط تحقيق الأهداف في مستوياتها الثلاثة. فتسييد إيديولوجية اليسار بين الناس، وتحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، ليس إلا إنضاجا لشرط تحقيق الأهداف الآنية، والمرجلية، والإستراتيجية.

 

والعمل المشترك ليس كالعمل الحزبي المنفرد، والمحدود، في تحقيق قوة اليسار؛ لأنه:

 

1) فعل جماعي يساري. والفعل الجماعي اليساري لا بد أن يقوي أحزاب اليسار أكثر من الفعل الحزبي اليساري المنفرد.

 

2) فعل محسوب إيديولوجيا، وتنظيميا، وبرنامجيا، وسياسيا. وكل فعل محسوب، وبشكل جماعي، لا بد أن يكون أكثر تأثيرا من الفعل الحزبي المنفرد.

 

3) فعل يستهدف قطاعات أوسع من المجتمع أكثر مما يستهدفه الفعل الحزبي المنفرد.

 

4) فعل يعمل على تحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، التي تستجيب لطموحات جماهير عريضة أكثر من الأهداف التي يسعى الحزب إلى تحقيقها بشكل منفرد.

 

5) فعل يعمل على تحقيق وحدة اليسار الإيديولوجية، والتنظيمية، والبرنامجية، والسياسية، في الوقت الذي يبقى الفعل الحزبي اليساري منفردا، ومكرسا للتشرذم.

 

ولذلك يبقى العمل المشترك متميزا عن العمل الحزبي المنفرد، الذي صار يراوح مكانه، وعلى جميع المستويات، وفي مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

 

ولصيرورة العمل المشترك بين أحزاب اليسار، على المستوى العالمي، وسيلة للقضاء على عولمة اقتصاد السوق، ولتحقيق عولمة الاشتراكية، لا بد من:

 

1) إيجاد قواسم إيديولوجية مشتركة على المستوى العالمي، بشرط أن لا تعمل على إلغاء إيديولوجية كل حزب يساري.

 

2) تجنب الصراع الإيديولوجي بين أحزاب اليسار، الذي لا تستفيد منه إلا الرأسمالية العالمية.

 

3) العمل على تطوير القوانين العلمية، والمقولات التي يعتمدها اليسار في التعامل مع الواقع، في مستوياته المختلفة، انطلاقا من تطور العلوم، والتقنيات، في مختلف المجالات.

 

4) إعادة النظر في قراءة اليسار للواقع، في تطوره، وصولا إلى امتلاك نظرية عامة توجه عمل اليسار، على المستوى العالمي لتحقيق غايتين أساسيتين:

 

الغاية الأولى: تمرس اليسار العالمي على مقاومة عولمة اقتصاد السوق.

 

والغاية الثانية: سعي اليسار إلى تكرس عولمة النضال من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

 

5) إيجاد تنظيم يساري عالمي: تنخرط فيه التنظيمات اليسارية من مجموع البلدان، يقوم بتنظيم، وتوجيه، وقيادة العمل المشترك على المستوى العالمي.

 

6) قيام التنظيم اليساري العالمي بوضع برنامج يتناسب مع الشروط الموضوعية الفارزة لوحدة اليسار الإيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، وللعمل المشترك من أجل تحقيق الاشتراكية على المستوى العالمي، وفرض تراجع الاستغلال الرأسمالي العالمي إلى الوراء.

 

فالعمل المشترك بين أحزاب اليسار على المستوى العالمي صار ضرورة مرحلية، وتاريخية، وإستراتيجية. وإلا، فإن أحزاب اليسار ستتخلى عن مواقعها النضالية، وستصير شيئا آخر.

 

وبذلك نكون قد وقفنا على مفهوم العمل المشترك، وعلى أسسه، وعلى الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، وعلى الغاية منه، وعلى طبيعة العلاقة القائمة بين اليسار، والعمل المشترك، وعلى دور هذه العلاقة في تقوية أحزاب اليسار، وعلى دورها في إعادة الاعتبار للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، وعلى مستويات العمل المشترك الذي يقوم به اليسار، وعلى المستوى الأكثر عملا في اتجاه تغيير الواقع، وعلى اعتبار العمل المشترك وسيلة ناجعة لتحقيق قوة فعل اليسار، وعلى ما يجب عمله للقيام بالعمل المشترك بين أحزاب اليسار على المستوى العالمي، وصولا إلى القول بأنه لا يسار قوي بدون عمل مشترك، ولا عمل مشترك فاعل في تغيير الواقع بدون يسار قوي.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.