اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، أو الأمل الذي يصير مستهدفا من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي(12)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي،

أو الأمل الذي يصير مستهدفا من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي(12)

محمد الحنفي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

الهدف من هجوم مؤدلجي الدين الإسلامي على الشاعرة حكيمة الشاوي:.....3

 

ومن قيم الدين الإسلامي التي تلغي، وبصفة نهائية، الحاجة إلى الرهبانية:

1) قيمة الحرية في الاعتقاد، حتى لا يتحول الدين إلى سيف موضوع على الرقاب، فقد حسم الله هذه المسألة بقوله: "لا إكراه في الدين".

2) قيمة احترام المعتقدات السابقة عليه، كديانة إبراهيم، وديانة موسى، وديانة عيسى. وهي ديانات توحيدية، تتحقق فيها الغاية التي جاء بها الدين الإسلامي، والمتمثلة في الارتقاء بالإنسان من حضيض عبادة الأشياء، والكائنات الحية، والإنسان، إلى عبادة الله، التي لا تعني في عمق الأشياء، إلا التحرر من التبعية للأشياء، أو للكائنات، أو للبشر، سعيا إلى تحقق كرامة الإنسان، التي تعتبر وحدة البشرية على مستوى المعتقدات الموحدة تجسيدا لها. فقد ورد في القرءان: "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله"، وعبارة: "أن لا نعبد إلا الله" لها دلالة التحرر من التبعية لغير الله؛ لأن تلك التبعية لا تعني إلا الاستعباد. والاستعباد نفي لكرامة الإنسان.

3) قيمة التجرد من الديانات، ومن الانحطاط في الأخلاق، وغير ذلك، مما لا علاقة له بكرامة الإنسان، كغاية إنسانية متحققة من وراء الاعتقاد بالدين الإسلامي، حتى يصير المسلم بالتجرد من الدنايا، قدوة لغير المسلم، الذي يقتدي به في التحلي بالقيم النبيلة، التي هي الجوهر في الدين الإسلامي.

4) قيمة السلام، التي يسعى الدين الإسلامي إلى تحقيقها، من وراء رفضه لإشاعة القتل بدون موجب حق، كما يحصل ذلك على يد مؤدلجي الدين الإسلامي، مما يسمونه جهادا "من قتل نفسا بغير نفسا أو بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".

5) إشاعة العدل بين الناس، وخاصة العدل الاقتصادي، الذي يعتبر أساسا ماديا لقيمة العدل، الذي هو المدخل لأي ديمقراطية يمكن أن يعرفها أي مجتمع، في أي بلد، وفي أي زمان. فقد جاء في القرءان: "إنما الصدقات للفقراء، والمساكين، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل، فريضة من الله".

6) قيمة الديمقراطية، التي تفهم من قوله تعالى: "وأمرهم شورى بينهم". والأمر هنا لا يعني إلا ما يتعلق بالحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وما يتعلق بالحياة البشرية، التي ليست في حاجة إلى وحي؛ لأنها تستطيع، بإعمال العقل، تدبير أمورها في مختلف المجالات. وهو ما نسميه اليوم بالديمقراطية، التي لا تعني، حسب المفهوم اليوناني، إلا حكم الشعب نفسه بنفسه. وحكم الشعب نفسه بنفسه، لا يعني إلا وضع دستور ديمقراطي تكون فيه السيادة للشعب، الذي يقرر مصيره بنفسه على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، انطلاقا من الدستور الذي ننطلق منه لإيجاد قوانين تنظم الخطوات التي يقوم بها الشعب، من أجل الوصول إلى تقرير المصير في جميع مجالات الحياة.

 

وهذه القيم، وغيرها، مما لم نذكر، هي التي تمهد الطريق أمام انتشار الدين الإسلامي، في جميع أنحاء الأرض. ولا داعي لأن نتساءل:

 

من أوصل الدين الإسلامي، إلى جنوب إفريقيا، وإلى الهند، وإلى الصين، وإلى روسيا، وإلى مجموع أوربا، والأمريكيتين؟

 

لأن الجواب بطبيعة الحال سيكون هو: تحلي المسلمين في حلهم، وفي ترحالهم بالقيم التي يبثها الدين الإسلامي في مسلكية المومنين به.

 

ولذلك، فالدين الإسلامي يملك الحماية الذاتية الناتجة عن قيمه، التي يتحلى بها المسلمون الحقيقيون، الذين يحترمون الدين الإسلامي، ويحترمون معتقدات الآخرين، ولا يخدشون فيها، ولا يدعون وصايتهم على الدين الإسلامي، ولا يعملون على أدلجته، وتحريفهن لخدمة مصالحهم الطبقية، ولحماية تلك المصالح. وهو ليس في حاجة إلى ما يقوم به مؤدلجو الدين الإسلامي، الذين لا يهمهم من الدين الإسلامي إلا أدلجته، عن طريق التأويل الإيديولوجي لنصوصه، من أجل توظيفه لخدمة مصالحهم الطبقية، والسعي إلى حماية تلك المصالح، عن طريق العمل على الوصول إلى مراكز القرار، وإلى السلطة، وإلى امتلاك أجهزة الدولة، من أجل تحويلها إلى "دولة إسلامية". وإلا:

 

فلماذا هذه الأحزاب، والتيارات المؤدلجة للدين الإسلامي؟

لماذا هذا الإصرار على وصاية تلك الأحزاب على الدين الإسلامي؟

لماذا نجد أن العديد من قادة مؤدلجي الدين الإسلامي يتقربون من الإمبريالية العالمية؟

لماذا هذه الحملات، من التكفير، التي يطلقها مؤدلجو الدين الإسلامي في حق مخالفيهم، كما يفعلون في حق الشاعرة حكيمة الشاوي؟

وأكثر من هذا، فإن هؤلاء، عندما يدعون حماية الدين الإسلامي، إنما يعملون على حماية تحريفهم له، عن طريق الأدلجة، التي لا علاقة لها بحقيقة الدين الإسلامي. و هم بذلك يغنون في واد، والدين الإسلامي الحقيقي في واد آخر؛ لأنهم لا يجسدون، لا من قريب، ولا من بعيد، القيم التي تزخر بها الآية الكريمة على سبيل المثال، لا على سبيل الحصر: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا، ونساء. واتقوا الله الذي تساءلون به، والأرحام؛ إن الله كان عليكم رقيبا، وآتوا اليتامى أموالهم، ولا تبدلوا الخبيث من الطيب..." الآيات.

 

إن التحلي بالقيم النبيلة، يعتبر مسألة في إشاعة الدين الإسلامي.

وإن أدلجة الدين الإسلامي، تعتبر مسألة أساسية في إشاعة الإرهاب المادي، والمعنوي بين البشرية في كل أرجاء الأرض.

وادعاء حماية المؤدلجين للدين الإسلامي، إنما هو لإعطاء الشرعية لتلك الأدلجة، التي تنتشر بين المسلمين على أنها هي الدين الإسلامي. والواقع غير ذلك.

وإذا كانت حماية المؤدلجين للدين الإسلامي غير واردة من وراء الهجوم على الشاعرة حكيمة الشاوي:

فهل يمكن أن نعتبر أن ذلك الهجوم يهدف إلى إضعاف الحركات الحقوقية، والنقابية، والسياسية، التي تنتمي إليها الشاعرة حكيمة الشاوي، لكونها تناهض الاستبداد، الذي يعمل مؤدلجو الدين الإسلامي على تأبيده، أو على فرضه على المجتمع ككل، عن طريق استغلال الدين الإسلامي؟

 

إن الحركات التي تنتمي إليها الشاعرة حكيمة الشاوي هي حركات مناضلة، وإفراز لصراع تاريخي معين: اقتصادي، واجتماعي، وثقافي، وسياسي. وهذه الحركات ترتبط بهموم الجماهير القريبة، والبعيدة المدى، وتكتسب مشروعيتها من هذا الارتباط، وبما تحققه من مكاسب لتلك الجماهير. وهي لا تبقى بعيدة عن التفاعل مع حركة المد، والجزر، التي تعرفها الجماهير الشعبية. ونظرا لواقع هذه الحركات: الديمقراطي، والتقدمي، والمرجعي، فإنه من الطبيعي، جدا، أن يعادي مؤدلجو الدين الإسلامي هذه الحركات، وأن معاداة هذه الحركات، يجب أن يدخل في إطار إستراتيجية محددة لمؤدلجي الدين الإسلامي، الذين لا يفرقون بين حركات جاءت من صلب الشعب المغربي، وبين حركات جاءت بإرادة أشخاص معينين، استطاعوا بما توفر لديهم من إمكانيات مادية، ومعنوية، أن يبنوا تنظيمات معينة، لتحقيق غايات معينة، كما هو الشأن بالنسبة لتنظيمات مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين ترتبط تنظيماتهم بالولاء لأشخاص معينين.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.