اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• العمل المشترك: أهميته ـ دوره ـ ضرورته ـ آلياته.....24

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

 

 العمل المشترك:  أهميته ـ دوره ـ ضرورته ـ آلياته.....24

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إلى:

 

ـ الطبقة العملة في عيدها الأممي (فاتح مايو 2008).

ـ أحزاب الطبقة العاملة الساعية إلى استعادة الأمل في تحقيق الاشتراكية.

ـ من أجل العمل على تطوير الأداء النضالي في أفق استنهاض الطبقة العاملة.

ـ من أجل تحقيق الاشتراكية كبديل للنظام الرأسمالي الهمجي العالمي.

 

آليات العمل المشترك:.....1

 

وبعد وقوفنا على مفهوم العمل المشترك، وأسس قيامه، ومعيقاته، ووسائل تجاوز تلك المعيقات، واهمية العمل المشترك، ودوره، وضرورته، نجد أنفسنا أمام طرح السؤال:

 

ما هي آليات تفعيل العمل المشترك؟

 

وهذا السؤال المفترض تتفرع عنه اسئلة اخرى هي:

 

هل هي آليات إيديولوجية؟

 

هل هي آليات تنظيمية؟

 

هل هي آليات تنظيمية جماهيرية؟

 

هل هي آليات إعلامية؟

 

هل هي آليات تواصلية؟

 

وهذه الأسئلة الرئيسية، والفرعية، والتي يقضي السياق طرحها، لا بد أن تقودنا إلى الوقوف على الآليات الحقيقية، والضرورية، لوجود عمل مشترك، ولتفعيل ذلك العمل المشترك في نفس الوقت.

 

والآلية التي تعتمد في المساهمة في قيام عمل مشترك، هي الوسيلة المستعملة في إنجاز ذلك العمل، سواء كان إداريا، او معماريا، أو صناعيا، أو تجاريا؛ لأن أي عمل متطور، ومتقدم، لا بد فيه من مجموعة من الآليات المختلفة، والمتقدمة، والمتطورة، والمطورة للعمل المشترك، أنى كان هذا العمل. وأي خلل يلحق بإحدى الآليات، أو كلها، لا بد أن يؤثر على سير العمل المشترك، ولا بد أن يكون ذلك العمل المشترك معاقا، لايستطيع أن ينجز البرنامج المقرر، ولا أن يحقق أهدافه المحددة في مختلف مجالات الحياة.

 

والآليات التي نحن بصددها هي الآليات المعتمدة في العمل على تحقيق أهداف جماهيرية: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، ومدنية، وسياسية، كما تم تحديدها في اطار التنظيم المشترك، من أجل التسريع بتغيير الأوضاع المادية، والمعنوية للجماهير المستهدفة بالعمل المشترك، سواء تعلق الأمر بالعمل المشترك الآني، أو المرحلي، أو الإستراتيجي.

 

وآليات العمل المشترك تختلف شكلا، ومضمونا، حسب نوعية العمل المشترك. فإذا كان هذا العمل إداريا، فإنه يحتاج إلى آليات من نوع يتناسب مع طبيعة الإدارة:

 

وهل هي اقتصادية؟

 

أم اجتماعية؟

 

أم ثقافية؟

 

أم مدنية؟

 

أم سياسية؟

 

وهل هي إدارة للقطاع العام؟

 

أم القطاع الخاص؟

 

لأنه لكل عمل إداري آلياته.

 

وإذا كان صناعيا، فإن آلياته أيضا تختلف من صناعة، إلى أخرى، سواء كانت هذه الصناعات ثقيلة، أو خفيفة؛ لأنه لكل صناعة آليات تناسبها، حتى تصير في مستوى متطلبات المجتمع.

 

وإذا كان تجاريا، فإن آلياته تختلف حسب نوع التجارة:

 

وهل تجارة الجملة؟

 

أم تجارة التقسيط؟

 

وهل هي تجارة في المواد الغذائية؟

 

أو تجارة المواد الطبيعية؟

 

أو المصنعة؟ أو المواد الكيماوية؟

 

أو مواد البناء؟

 

لأنه لكل نوع من التجارة آلياتها التي تخصها.

 

وإذا كان زراعيا، فإن آلياته أيضا تختلف من زراعة إلى أخرى، ومن تربية نوع من المواشي، إلى تربية نوع آخر..وهكذا.

 

وما قلنا عن العمل المشترك الإداري، أو التجاري، أو الصناعي، أو الزراعي، نقوله أيضا عن العمل المشترك السياسي، والجماهيري.

 

فالآليات المعتمدة في العمل المشترك السياسي، تختلف باختلاف الجهات المساهمة في القيام بذلك العمل، سواء كانت هذه الجهات إقطاعية، أو بورجوزاية تابعة، أو بورجوزاية ليبرالية، أو بورجوزاية صغرى، أو عمالية، أو يسارية متطرفة، أو يمينية متطرفة؛ لأنه لكل مجموعة سياسية تقوم بعمل مشترك سياسي معين آلياتها التي تعتمدها.

 

والآليات المعتمدة في العمل الجماهيري، تختلف أيضا من عمل جماهيري، إلى عمل جماهيري آخر. فالآليات المعتمدة في العمل النقابي، تختلف عن الآليات المعتمدة في العمل الحقوقي، كما تختلف عن الآليات المعتمدة في العمل الثقافي، أو العمل التربوي، كما تختلف عن الآليات المعتمدة في العمل النسائي.. وهكذا.

 

وانطلاقا من هذا الاختلاف القائم بين مستويات العمل المشترك، في اعتماد كل مستوى على نوع معين من الآليات، نجد أنفسنا مضطرين إلى تحديد:

 

ما هو العمل المشترك الذي نحن بصدد الحديث عن آلياته؟

 

إننا، وبعد إشارتنا إلى أنواع العمل المشترك، واختلاف آلياته من نوع  إلى نوع آخر، نجد أنفسنا مضطرين إلى تحديد نوع العمل المشترك، الذي نحن بصدد الوقوف على آلياته. وهذا النوع هو الذي يقوم على أساس الاتفاق بين مجموعة من الأحزاب السياسية على القيام بعمل مشترك معين، يقوده تنظيم مشترك معين، انطلاقا من برنامج مشترك، لتحقيق أهداف معينة: آنية، أو مرحلية، أو إستراتيجية، حتى لانتيه في أنواع العمل المشترك، وخاصة منه الجماهيري، الذي لا يمكن أن يقوم إلا على أساس برنامج آني: قطاعي، أو مركزي، أو محلي، لتحقيق أهداف آنية، لاعلاقة لها لا بالأهداف المرحلية، أو الإستراتيجية. وهذه الأهداف لا تتجاوز تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية إلى الجماهير الشعبية الكادحة.

 

وهذا النوع من العمل المشترك، الذي تقوم به الأحزاب السياسية، لتحقيق أهداف آنية، أو مرحلية، أو إستراتيجية، لا بد فيه من مجموعة من الآليات التي تعتمد لإنجاز ذلك العمل المشترك.

 

وهذه الآليات تتمثل في:

 

1) الآلية الإيديولوجية القائمة على أساس وجود قواسم إيديولوجية مشتركة، بين الأحزاب المساهمة في القيام بالعمل المشترك؛ لأن تلك القواسم المشتركة تعبر، بالضرورة، عن وجود تقارب بين الإيديولوجيات المختلفة، التي يمكن ان نخرج منها بقواسم مشتركة تصلح إيديولوجية للتنظيم المشترك، باعتبارها معبرة عن المصالح الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية المشتركة بين الطبقات الاجتماعية، التي تساهم تنظيماتها في إيجاد تنظيم العمل المشترك.

 

وإيجاد القواسم الإيديولوجية المشتركة، يقتضي قيام حركة فكرية / فلسفية بين المنتمين إلى التنظيمات الحزبية المساهمة في بناء التنظيم المشترك. وتسعى الحركة الفكرية / الفلسفية إلى سبر أغور الإيديولوجيات المختلفة، والمتقاربة في نفس الوقت، على مستوى المنطلقات، وعلى مستوى الخطوات الإيديولوجية المتبعة في كل إيديولوجية وعلى مستوى النتائج التي تتوصل إليها من خلال بحثها عن السبل الكفيلة بجعلها معبرة تعبيرا صادقا عن مصالح الطبقة الاجتماعية التي يمثلها التنمظيم الحامل لكل إيديولوجية على حدة، بهدف البحث عن المعايير التي يمكن اعتمادها لتحديد ما هو مشترك بين الإيديولوجيات المختلفة، وتصنيفه، وتبويبه حسب ما تقتضيه المصالح الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية المشتركة.

 

ومعلوم أن التدقيق في القواسم الإيديولوجية، يلعب دورا رائدا في تحقيق الوحدة التنظيمية بين الأحزاب المساهمة في بناء التنظيم المشترك، وفي تحقيق التقارب الإيديولوجي / المصلحي بين الطبقات التي تمثلها الأحزاب المساهمة في تنظم العمل المشترك.

 

وقيام الآلية الإيديولوجية بتحقيق الوحدة التنظيمية المشتركة، وبإيجاد تقارب مصلحي بين الطبقات المتقاربة اقتصاديا، واجتماعيا، ليس عملا ذهنيا، بقدر ما هو عمل أساسي، تفرضه طبيعة العمل المشترك نفسه؛ لأنه بدون قواسم ايديولوجية مشتركة، سيفتقر التنظيم المشترك إلى آلية أساسية تعتبر أساسا، ومنطلقا في اتجاه إيجاد التنظيم المنظم، والموجه، والقائد للعمل المشترك. وهذه الآلية هي القواسم الإيديولوجية المشتركة، التي بدونها لا يكون تنظيم مشترك، ولا يكون عمل مشترك يسعى إلى تحقيق الأهداف المشتركة، التي تستفيد من تحقيقها الجماهير المستهدفة بالعمل المشترك.

 

والواقع، أن الآلية الإيديولوجية تبقى ذات دور أساسي، ومركزي، لا يمكن تجاوزه في إيجاد التنظيم المشترك أولا، ولا يمكن تحديد الطموحات الطبيقة المشتركة، ولا يمكن إيجاد عمل مشترك لتحقيق تلك الطموحات. وقبل الحديث عن آلية أخرى، لا بد أن نستحضر الآلية الإيديولوجية،  حتى لا نجد أنفسنا متفرقين، لا نستطيع القيام بأي عمل مشترك.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.